التمترس وراء المرجعيات لن يوقف الحرب ولن يحقق السلام

> ما تسمى بالمرجعيات الثلاث فجرت حرباً، والحرب توسعت ليتداخل معها وفيها الإقليم، وأفرزت نتائج لم تكن غائبة من الأساس، بل كانت مشتعلة كقضية الجنوب وفشل الوحدة الاندماجية المستعجلة، وكذلك قضية صعدة.
البقاء على أطلال ما تسمى بالمرجعيات هو بالعربي الفصيح عرقلة ورفض السلام، وإيقاف الحرب النارية شمالاً، وحرب الخدمات والرواتب والعملة جنوباً.

الاستمرار في هذا المسار لن يخلق مساراً سياسياً وآفاقاً مفتوحة للحل الشامل مطلقاً.
القفز على جذر المشاكل الأساسية عن طريق وأسلوب التحايل أو التجاهل أو التعنت والرفض هو أصلاً وفصلاً وقود لا ينفد لاستمرار الحرب إلى ما لا نهاية أو إلى آخر رجل شمالاً أو جنوباً.

كل الحروب في العالم محلية أو إقليمية أو عالمية لا تنتهي على الأرض كما بدأت، فلكل حرب أثمان ولا يتم القفز عليها سواء أكان ذلك مخططاً له أو لا.
للأسف.. إن المملكة تريد حبس نفسها في ذلك المحبس، أي المرجعيات التي تجاوزتها نتائج الحرب والزمن والقوى المؤثرة على الأرض.

المملكة أخيراً قدمت مبادرة على قاعدة إثبات حسن النية، ومهما تكن المؤيدات لها فإن الحوثيين لن يقبلوا بها وكذلك من يقف وراءهم، وحسن النوايا حقيقة تتم بالنظر إلى الواقع المعاش حالياً، والذي له جذور ممتدة للماضي كذلك. وبطرح ما تسمى بالمرجعيات جانباً، وإطلاق حوار بين الأطراف الفاعلة على الأرض، هي اللبنة الحقيقية لوقف الحرب بشقيها الناري والخدمي شمالاً وجنوباً، وليس وقف إطلاق النار فقط.

هناك من يستثمر من التمسك بما تسمى بالمرجعيات وهو طرف معروف، وبالتالي فهو يريد إبقاء الوضع كما هو حتى ينتهي الجميع أو يستسلمون لفكرته وأجندته، وأي مبادرة تنطلق من المملكة أو غيرها تظل تتمسك بتلك المرجعيات هي في الحقيقة تتمسك بالحرب كأسلوب وغاية لتحقيق أهدافها.
هناك كثير من الدول والعقلاء يرون الوقف للحرب دون شروط مسبقة وحوار غير مشروط، ويأخذ بعين الاعتبار حقائق ونتائج الحرب أنها طريق حقيقي للسلام الشامل وما عداه تسويق للحرب واستمراريتها.
المرجعيات لا تصلح لتكون أساساً لأي وقف للحرب ولن تصلح أيضاً، أو حواراً حقيقياً يؤسس للحل الشامل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى