التخرج بتفوق بدون حفل تكريم

> وسيم صالح

> ثلاث سنوات قضاها وسيم ينادم آلة كمانه المبحوح بقوس حزين في القسم الداخلي بمعهد الفنون بعدن مع زملائه تاركًا خلفه أسرته بمدينة جعار بأبين وهو معيلها الوحيد، عانى خلالها من شحة الإمكانات في قسم الموسيقي والفنون بالمعهد.
والتي كان نتاجها شهادة الدبلوم الموسيقي التي تحصل عليها بامتياز، مرت عليه السنوات العجاف، وعانى خلالها الأمرين، ولاستمرار دراسته وديمومتها باع الكثير من أثاث وأدوات منزله حين توقف راتبه العسكري مصدر دخله الوحيد.

من يعرف وسيم عن قرب سيدرك كم أن الموسيقى تمثل له هاجسًا وشغفًا يسعى إلى التغيير من خلاله وخلق واقع إبداعي بعيد عن ذلك الواقع الهش الموبوء بصور التحبيط والتثبيط لا سيما وأننا في محيط غير سوي ينظر للفن نظرة قاصرة دونية، ها هو اليوم وسيم وزملاؤه يكملون سنوات دراستهم الثلاث ولا يجدون في ظل واقع مزري من يقف معهم ليمنح فرحتهم رونقًا وطعمًا، أنهم ببساطة يبحثون عمن يمد لهم يد العون ليتمكنوا من إنعاش فرحتهم التي بدت تذبل يبحثون عمن يوفر لهم قيمة لباس وقبعات التخرج وبقية لوازم حفلتهم، كانوا بانتظار أن تسعدهم السلطة المحلية بمحافظة أبين وهي الغائبة عن هذا المشهد برمته، لكن وسيم ومن معه لم يطالهم اليأس ولايزالون يكملون مشوارهم الشاق ولايزالون، نتخرج اليوم أنا وزملائي في ظل غياب الجهات المعنية وفي ظل التهميش والإجحاف والخذلان، بدون حفل تخرج، ولو كنا أولاد مسؤولين ولصوص لكانت كل القنوات والمواقع تكتب وتتحدث، لكن الفن والفنانين في بلدنا ليس لهم أي أهمية.

وعلى الرغم من تواصلنا مع كل الجهات فسنحتفل بصمت وسنعزف ونغني ونموت بصمت. وسنحتفل في منازلنا بدون كهرباء، أي في ظلام دامس.
سنحتفل بالجرم حيث لا احترام للإبداع والفنون ولهذا ستظل هذه البلاد مكانًا للجهل والتخلف والتعصب.

لكم الله يا أصدقائي وصديقاتي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى