تعز.. 492 حالة مؤكدة وإصابة مسؤولين تشل نشاط المدينة

> تقرير/ مرزوق ياسين:

> في خضم الأزمة.. مشافي الإخوان تتاجر بأرواح الناس
تزايدت أعداد الوفيات في مدينة تعز نتيجة تفشي الموجة الثانية من جائحة كورونا، واستخدمت خلال الأيام الماضية "البوكلينات" في حفر قبور ضحايا الوباء. وعلى الرغم من إعلان مكتب الصحة تسجيل إصابات بصورة يومية، إلا أن حجم الكارثة أكبر بكثير من الأرقام المنشورة.
قيادة السلطة المحلية بتعز، ظهرت عاجزة وعديمة الحيلة في مواجهة الفيروس الأشد فتكًا بحياة الناس، وبدا واضحًا أن ديوان المحافظة أصابه الشلل، وتعطل العمل فيه بعد إصابة عدد كبير من المسئولين، ووكلاء المحافظة، والتزام الموظفين بالحجر المنزلي حرصًا على حياتهم.
وكانت السلطات المحلية قد تجاهلت منذ 3 أسابيع تطبيق الإجراءات الاحترازية، لمنع تفشي الوباء، التي أعلنتها قيادة المحافظة، وبدأت التحركات بصورة متأخرة، عقب وفاة مسؤولين، وإدخال 3 وكلاء للمحافظة إلى غرف العناية الفائقة، في كل من مركز العزل بمستشفى الجمهورية، وهيئة مستشفى الثورة.

أزمة أكسجين
مكتب الصحة والسكان بمحافظة تعز، سجل حتى، يوم السبت، الثالث من أبريل 456 حالة إصابة مؤكدة، أضيفت إليها 36 حالة جديدة، ليرتفع الإجمالي، يوم أمس إلى 492 حالة، أغلبها خاضعة للعزل المنزلي، في حين تم نقل قرابة 30 حالة إلى مركز العزل في مستشفى الجمهورية.
ويعاني المركز من نقص كبير في غاز الأكسجين، أدى إلى وقوع عدد من الوفيات، يقول محمد الحداد وهو عاقل حي الأخوة بالمحافظة: "أسعفنا مريضة إلى المستشفى الجمهوري، ولا يوجد حتى دبة أكسجين في قسم الإسعاف، وهي بين الحياة والموت، وتوفيت مريضة أخرى أمامنا هناك بسبب انعدام الأكسجين".
الاستعانة بالـ"بوكلين" لحفر القبور يُنبئ بحجم الكارثة
الاستعانة بالـ"بوكلين" لحفر القبور يُنبئ بحجم الكارثة

ويوجد في مدينة تعز محطتان لإنتاج الأكسجين، الأولى منحة سعودية خصصت لمستشفى الثورة، وتنتج يوميًا 120 أسطوانة، فيما قدمت دولة قطر في العام 2016 محطة أكسجين أخرى تم الاستيلاء عليها وتحويلها لصالح "مستشفى التعاون"، إحدى استثمارات الإخوان بتعز. وتواجه محطة الثورة ضغوطًا كبيرة، حيث تعمل على مدار الساعة بطاقتها القصوى، لتغذية مركز العزل وعدد من حالات العزل المنزلي، في حين محطة الأكسجين التي استولى عليها الإخوان تعمل في بصورة تجارية.

مركز الشيخ المخلافي لمواجهة كورونا
في العام الماضي أثناء الموجة الأولى من الجائحة، جرى تأسيس مركز عزل خاص يحمل اسم "شفاك"، في مستوصف خاص، قيل أنه مساهمة من مؤسسة القيادي في المقاومة المقيم بتركيا حمود سعيد المخلافي، لمواجهة تفشي الوباء، لكن المركز أغلق بعد أشهر من افتتاحه، وذلك بعد تلقيه تجهيزات، ومعدات وأسِرَة عناية، وأجهزة تنفس صناعي، مقدمة من منظمات دولية، لدعم القطاع الصحي في تعز، في مواجهته للوباء.

وقال لـ"الأيام" الكاتب جميل الصامت، أن تعز يجتاحها الوباء هذا العام، ولكن بلا مساعدات أو مِنَح، " حتى المنظمات لم نرَ لها أي وجود".
وطالب الصامت بإعادة ملايين الدولارات، التي تم نهبها والاستيلاء عليها في مركز الشيخ المخلافي، باسم مكافحة كورونا، التي قدمتها سلطنة عمان و دولة قطر.

نائب مدير التثقيف والإعلام الصحي في المحافظة تيسير السامعي، أكد أن الوباء ينتشر بسرعة كبيرة في مدينة تعز، وأن الوضع يتطلب إمكانيات هائلة تفوق قدرات القطاع الصحي، كما يتطلب تنفيذ إجراءات احترازية صارمة.
وقال السامعي:"نحن في القطاع الصحي نشعر بألم مضاعف، فعندما نشاهد مناظر الموت والإصابات نشعر بحجم المسؤولية، لأننا مسؤولون عن حياة الناس، نبذل كل ما بوسعنا من أجل أن نصنع شيئا، ونحن في نهاية الأمر جزء من سكان المدينة، ما يصيبهم يصيبنا".

ووجه السامعي رسالة إلى المواطنين مفادها أنه "لا خيار أمامنا إلا التعاون والتضافر، كل واحد في موقعه وبما يقدر عليه، من أجل إنقاذ أنفسنا فالوضع خطير، ولا مجال فيه للتجاذبات، فالإمكانيات التي لدينا شحيحة للغاية، والظروف التي نمرّ بها - كقطاع صحّي- وتمر بها البلاد قاهرة وعصيبة، والوباء ينتشر بسرعة ويحتاج إلى إمكانيات هائلة تفوق قدراتنا، وإجراءات احترازية صارمة".

إصابات بين المسؤولين
مصادر "الأيام" الطبية في مستشفى الثورة أفادت بإدخال 3 من وكلاء المحافظ إلى العناية المركزة بالمستشفى، وهم رشاد الأكحلي، وعبد الحكيم عون، وعبد القوي المخلافي.
وبحسب ذات المصادر فإن عبد القوي المخلافي يعاني من وضع صحي حرج؛ إذ انخفضت نسبة الأكسجين لديه إلى 35 % .
وتوفي الأسبوع الماضي رئيس نيابة الاستئناف القاضي عبد الواحد منصور، ووكيل نيابة الشمايتين، كما توفي عبد القوي العزاني، مراسل قناة يمن شباب.

أسباب تفشي الجائحة
ويرى البرلماني الإخواني عبد الله أحمد علي العديني، أن انتشار فيروس كورونا في مدينة تعز، بسبب انتشار المفاسد والمنكرات والاختلاط بين الشباب من الجنسين.
وطالب العديني خلال خطبة الجمعة الماضية قيادة السلطة المحلية، بتطهير المدينة مما وصفها بالمفاسد والمنكرات، وكذا تنظيفها من القمامة المتكدسة في الشوارع.

بوكلينات لحفر القبور
في مزرعة مركز البحوث الزراعية التي جرى تحويلها إلى مقبرة مؤخرًا، يتم رصد عشرات القبور، التي يتم حفرها بصورة يومية، لمواكبة تزايد أعداد الوفيات، بسبب كوفيد-19، والحميات التي اجتاحت المدينة .
ومنذ أسبوع تقريبًا تزايدت أعداد الوفيات، ليجري الاستعانة بـ"بوكلينات" لحفر القبور، ويؤكد أحد المواطنين أنه دفن أحد أقاربه المتوفى بسبب الفايروس، وشهد حفر قرابة 30 قبرًا خلال أقل من 24 ساعة فقط، ما يلخص تسارع تفشي الوباء، وحصده للأرواح جراء الإهمال والتكذيب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى