"حياة تحت القهر".. سجل أسود للحوثي بـ"قلب اليمن"

> ​أصبحت البيضاء اليمنية مدينة حالكة السواد بفعل سطوة جرائم مليشيات الحوثي التي امتدت لريف ومدن المحافظة المعروفة بـ"قلب اليمن" النابض.
واستقبلت محافظة البيضاء (وسط) رمضان للعام الـ7 وهي تعيش "حياة تحت القهر"، وغاب عن سكان بلاد "سرو مذحج" كما عرفت تاريخيا، بهجة وعادات شهر الصوم بما فيها وجبة "الزاد" التي كان يحرص عليها الميسورين لتقديمها لجموع الفقراء والجيران.

فالبيضاء التي شهدت أول شركة كهرباء أهلية شمال اليمن في خمسينيات القرن الماضي باتت تغرق بالجرائم الحوثية تحت جنح الظلام لتشهد خلال 6 أعوام أكثر من 6 آلاف انتهاك ارتكبته المليشيات بحق المدنيين.
فيما وثق تقرير حقوقي حديث، أطلعت "العين الإخبارية" نسخة منه، نحو 700 حالة انتهاك قامت بها مليشيا الحوثي في المحافظة التي تبلغ مساحتها 9 آلاف و315 كيلومترا مربعا وتقع على حدود 8 محافظات يمنية.

وبالرغم من أن جغرافية المحافظة تعتبر مسرحا لعلاقة عابرة للحدود بين تنظيم القاعدة الإرهابي والتي يتخذها معقلا آمنا له والمليشيات الحوثية، فقد ركز التقرير على جرائم الانقلابيين لسيطرتهم على مقار ومؤسسات الدولة.
وقدم التقرير السنوي الصادر عن "مركز رصد للحقوق والتنمية"، غير حكومي، أرقاما تكشف فظائع السجل الأسود للحوثيين خلال 2020 والتي تعدت إلى الإذلال والقهر وسلب حق الحياة.

وقال التقرير إن الحوثيين مستمرون بجباية ونهب الأموال ومداهمة المحال التجارية والمصرفية وحوثنة مؤسسات الدولة وتجنيد عملاء محليين للتجسس وملاحقة حاملي الهواتف الحديثة.
كما تجبر موظفي الدولة على حضور أنشطتها الطائفية وسيطرت على جميع المساجد وأوقفت كل المؤسسات الخيرية، وعمدت إلى اتخاذ شرايين التنقل المدنية عبر المحافظة لإذلال المسافرين دون مراعات لحرمة النساء.

عام القهر
وصنف التقرير انتهاكات مليشيا الحوثي تحت 8 أنواع من الجرائم خلال 2020 بنسبة زيادة 28% على معدل جرائم 2019 لذات الجماعة الإرهابية.
وتصدرت الاعتقالات والاختطافات حصيلة جرائم مليشيات الحوثي والتي طالت نحو 399 مدنيا بنسبة 59% من إجمالي انتهاكات الانقلابيين.

وسجل التقرير سقوط 83 مدنيا بينهم 49 قتيلا و34 جريحا بنيران ورصاص عناصر وقيادات المليشيات الحوثية بمعدل 12% من حجم الجرائم على مستوى المحافظة.
وذكر التقرير أن توحش مليشيا الحوثي دفع نحو 89 أسرة للنزوح قسريا مؤلفة من 591 معظمهم أطفال ونساء وتمثل 13% من حصيلة جرائم 2020، مشيرا إلى ارتكاب الانقلابيين 7 جرائم شملت الإساءة وهتك أعراض المواطنين بنسبة 3%.

وبلغت الانتهاكات التي طالت الأعيان المدنية الخاصة والعامة نسبة 13%، شملت 79 انتهاكا بحق الأملاك الخاصة بينها 22 جريمة تفجير للمنازل.
كما تعرضت الأملاك العامة لـ7 انتهاكات حوثية بينها 6 حالات اعتداء على المساجد ودور العبادات و11 حالة نهب لأموال القطاع الخاص، وفقا لذات التقرير الحقوقي.

6 أعوام إرهاب.. "ذي ناعم" نموذجا
وشهدت مديرية "ذي ناعم" الواقعة إلى الجهة الغربية من البيضاء آلة جرائم مليشيا الحوثي بمعدل وصل 34% وهي حصيلة مثلت أكثر من ثلث إجمالي الانتهاكات.
ووفقا للجداول البيانية، اطلعت عليها "العين الإخبارية"، فإن مليشيا الحوثي اختطفت نحو 190 مدنيا من أبناء مديرية "ذي ناعم"، وفجرت بالعبوات الناسفة نحو 7 منازل يملكها مواطنين مناهضين للانقلاب.

وارتكب الحوثيون 232 انتهاكا في ذي ناعم، بينها 4 إصابات كحالات شروع في القتل، و17 انتهاك ضد الأملاك الخاصة، و3 جرائم تهجير قسري ، و9 جرائم إساءة وتحرش واستخدام مدنيين كدروع بشرية.
كما سجل التقرير 5 جرائم سطو ونهب أموال للقطاع الخاص وحالة واحدة اعتداء مسلح على دور العبادات في المديرية.

وتلت مديرية "ردمان" في المرتبة الثانية بعد "ذي ناعم" في معدل الانتهاكات والتي بلغت نسبتها نحو 20% من إجمالي جرائم الحوثيين التي وقعت بالبيضاء.
وأظهرت الحصيلة الإجمالية للانتهاكات الحوثية خلال 6 أعوام أرقام صادمة لمدى الإرهاب الحوثي في المحافظة التي تشكل بمثابة "قلب نابض" للبلد الفقير.

حيث رصد التقرير منذ 2014 وحتى 2020، أكثر من 6 آلاف و363 انتهاكا من قبل مليشيات الحوثي بحق سكان المحافظة ورجال القبائل المعروفة بمناهضتها التاريخية للحكم السلالي.
وطبقا لذات التقرير فقد ارتفعت أعداد الضحايا لنيران مليشيا الحوثي إلى 1253 مدنيا بينهم 620 جريحا و633 قتيلا منذ الانقلاب أواخر 2014 وحتى نهاية العام الماضي.
كما طالت حملات الاعتقالات الحوثية أكثر من 2440 مدنيا و953 جريمة اعتداء وانتهاك للأملاك الخاصة والعامة و1751 انتهاكا يشمل الحصار والتهجير القسري و66 انتهاكا تنوعت بين التهديد والإساءة ونهب الأموال، وفق التقرير غير الرسمي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى