حرب تكسير العظام

> عدن زاخرة بالمشاكل والأزمات، وكلما ودعت أزمة ولدت أزمات أخرى أقسى و أمر.
ليس هناك أسهل من تدبير الأزمات وتفريخ المشاكل، هذا لأن الحرب الباردة التي تشن على عدن وناسها الطيبين حرب فناء لا تستثني إلا منهم في خندق التضاد السياسي سيء السمعة.

ولو كانت عواصم العالم ومدنها العريقة تقاس بالأزمات والمشاكل، لاحتلت عدن الصدارة بلا منازع.
يدفع المواطن ثمن الحرب الباردة بين ديوك اليوم وصقور الأمس، وعندما تصل الأزمات والمشاكل إلى بيت المواطن تكون الحرب الباردة قد دخلت متاهة لا أخلاقية تنتهي بتكسير العظام.

تختلف أهداف وغابات الحرب الباردة حسب طبيعة الصراع الأيديولوجي أو النزاع السياسي والتناطح المناطقي، لكنها تلتقي في نقطة تقاطع تستنزف (فيوزات) المواطن وترغمه على أن يكون وقودها وحجارتها.
قد لا يعي المواطن أنه يلعب دور الأطرش في الزفة على حسب أهواء وتكتيك تجار الحروب، لكنه يعي أن سياسة تكبيله بالأزمات والمشاكل متعمدة ومقصودة، فهو في نظر الفرقاء الكارت الرابح لتاجر الأزمات الذي يجعل من حرب الخدمات إستراتيجية لا تنازل عنها.

بالفعل ليس هناك أسهل من تدبير الأزمات وهدم السقيفة على رأس المواطن، أزمة كهرباء، أزمة صحة، أزمة مرتبات، أزمة نظافة، أزمة أخلاق، إلى آخر متواليات حرب الخدمات الباردة.
قاتل الله السياسيين (الزناطين) الذين يهولون مواسم الأزمات، يقتلون النفس التي حرم الله جوعاً، ثم يمشون في الجنازة بدم بارد يفوق برودة الدببة الباردة في سيبيريا.

معظم الأزمات التي تحاصر عدن وأهلها مصطنعة، ومن صنع (أولاد الأبالسة)، وكلما قال المواطن: عساها تنجلي، قالت الأيام: هذا مبتداها.
ولك أن تتخيل حالة المواطن النفسية في ظل أزمات متتالية ومشاكل متعاقبة، وعندما يضاف إليها وباء كورونا تسأل بحق كيف استطاع المواطن أن يحتمل العسرين معاً؟ وكيف حافظ على ما تبقى له من (فيوزات)؟

إن أفضل وسيلة للتعامل مع الأزمات والمشاكل هي السخرية منها، هذا ما عرفته من مواطن أهداني نكتة رمضانية تكشف كيف يتعامل الناس مع كل هذا البلاء والوباء.
وهذا نص النكتة: قررت الحكومة من منفاها في الرياض صرف راتب شهر أبريل في ليلة القدر، لأن صرف الراتب في هذه الليلة يغني الحكومة عن دفع راتب ألف شهر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى