تجار أبين يضعون أرقامًا كبيرة لبضائعهم بعيدًا عن الرقابة

> تقرير/عبدالله الظبي:

> موسم الرواج والكسب السريع ..
استغل الكثير من التجار والقائمين على المحلات التجارية والبسطات في شوارع محافظة أبين، كباقي المحافظات الجنوبية، الإقبال المتزايد من قبل المواطنين في شهر رمضان المبارك، لرفع أسعار المبيعات المختلفة، بشكل جنوني، ما زاد من معاناة البسطاء من الناس؛ إذ اعتاد الناس في كل عام على مشاهدة التفاوت الكبير في أسعار المواد الغذائية والملابس، حتى بين محل وآخر، ما يدل على المضاربة بالمبالغ، لتحقيق أكبر مكسب ممكن من هذا الموسم، ما يحرم الغالبية العظمى من شراء المستلزمات الضرورية، نتيجة الغلاء الفاحش.

وفي الوقت الذي يرى فيه المواطنون أيام هذا الشهر الفضيل، موسمًا للعبادة والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، وزيارة الأرحام، يستغله الباعة والتجار للكسب والربح السريع، من دون أي مراعاة للظروف المادية والمعيشية الصعبة للمواطنين، الذين باتوا يعيشون أوضاع صعبة للغاية، وكثير من الأزمات المتتالية، وتدهور في الخدمات الأساسية، وانقطاع في المرتبات لعدد من الأشهر، خاصة في القطاع العسكري والأمني، ولا حرمة للشهر الفضيل. "الأيام" تجولت في أسواق مديريتي زنجبار وخنفر، والتقت بعض المواطنين من أبناء المديريتين، الذين تحدثوا عن جشع التجار والباعة في شهر رمضان المبارك، وكيف يستغلون هذا شهر للكسب السريع على حساب المواطن، حيث أمِنُوا من الرقابة والمحاسبة في المحافظة.

يقول المواطن نبيل أحمد صالح، جشع التجار خاصة في شهر رمضان: " هؤلاء التجار للأسف الشديد يستغلون هذا الشهر الكريم للكسب السريع على حساب المواطنين البسطاء، البعض لا يوجد عنده راتب يشتري به المواد الغذائية، والبعض أن وجد عنده، للأسف الحكومة، لم تصرف لهم، خاصة القطاع العسكري والأمني في قوات الجيش والشرطة، والذين لهم أكثر من خمسة أشهر من دون مرتبات، نحن اليوم نعاني الأمرين جراء تلك الارتفاعات في المواد الغذائية الخاصة بشهر الكريم، وكذلك نتيجة لارتفاع سعر صرف العملات الأجنبية مقابل الريال اليمني، والذي تسبب في الارتفاع الجنوني للأسعار بشكل عام".

وأضاف:" ندعو الرئيس عبدربه منصور هادي، ورئيس الحكومة، والتحالف العربي، المسؤولون علينا، إلى إعادة النظر في هذا الوضع الاقتصادي والخدماتي الصعب، الذي أصبح المواطن يعاني منه، وعليهم أن يخافون الله، فالشعب أمانة في أعناقهم .. سوف تحاسبون يوم القيامة على ما تفعلون به خلال هذه السنوات الأخيرة، التي أصبح المواطن يحلم أن تتحسن فيها الأمور المعيشية".

فيما قال المواطن صالح محمد عوض: "نحن في شهر رمضان المبارك، والتجار والباعة يستغلون حاجة المواطنين في هذا شهر، من خلال رفع أسعار المواد الغذائية الخاصة بهذا شهر، والذي أصبح فيه المواطن يعاني الأمرين جراء ذلك الارتفاع الجنوني".
وتابع: " الجهات المعنية في مكتب التجارة والصناعة بالمحافظة، والسلطات المحلية غائبة عن الحدث، ولم تقم بواجبها في مراقبة التجار والباعة، الذين يستغلون هذا شهر، حتى لا يتمكن المواطن البسيط من شراء الأساسيات لأطفاله، نناشدهم بحق الله، وفي هذا شهر أن يقوموا بواجبهم في مراقبة الأسعار، ليخففوا من معاناتنا".

من جانبه أكد عبدالإله عميران، أحد الناشطين في محافظة أبين، في حديثه لـ"الأيام": أن ارتفاع الأسعار "يأتي متفاوتًا من تاجر إلى آخر، بسبب عدم وجود رقابة ومحاسبة من السلطة المحلية في المحافظة، وجاء شهر رمضان، واعتبره البعض كمكسب سريع، استغلوا من خلاله حاجة الناس، وشرعوا في بيع سلعهم بمبالغ لا يستطيع ذوي الدخل المتوسط شراءها، وكل ذلك بحجة ارتفاع سعر الدولار مقابل الريال اليمني".

وأشار إلى أن دور الجهات المعنية مختفٍ تمامًا، "وهذا هو السبب الرئيس في ما توصلنا إليه اليوم من تخبط في أسعار السلع، وبهذا تتحمل الجهات المعنية جزءًا كبيرًا من المسؤولية فيما وصل إليه المواطن، من ضير في العيش، نقول لهم أن يتقوا الله في المواطن الضعيف، الذي لا يكفيه راتبه لسد حاجاته، هذا أن كان له راتب وكان موظفًا، ناهيك عن أولئك الذين ليس لديهم مصدر دخل، فرمضان شهر خير، وتصحيح للأخطاء ومراقبة الله تعالى".

الإعلامية ابتسام الناصر قالت: إن موسم رمضان والعيد، جاء بالتزامن مع الحالة المعيشية المتردية للمواطنين، وفي ظل وضع اقتصادي مزري للغاية، بسبب انهيار العملة المحلية، والغلاء الفاحش بكل شيء، حتى للمواد الغذائية الاستهلاكية، التي تعتبر من أساسيات الحياة، مضيفة "جشع وطمع التجار جعل المشتريات تباع بأرقام كبيرة لا يقوى عليها الغالبية، خاصة الأسر الفقيرة، والأشد فقرًا، وهذا زاد من حجم المعاناة وفاقمها كثيرًا".

وأضافت: "بل أصبح البعض في رمضان لا يتناول سوى وجبة الإفطار فقط، بسبب هذا الارتفاع الجنوني في الأسعار، وبسبب طمع التجار في تحقيق مكاسب كبيرة، من خلال مضاعفة الأسعار، وإرهاق كاهل المواطنين بذلك، والحقيقة دور الجهات المختصة غائب عن لعب دور فاعل في الرقابة والمراقبة للأسعار، فمكتب الصناعة والتجارة يكاد يكون لا وجود له على أرض الواقع، كنا نتمنى أن يكون دورهم أكبر وأكثر فاعلية، بالنزول المباشر إلى الأسواق والمراقبة على الأسعار الخاصة بالمواد الغذائية، والخضروات، والفواكه، وعمل لجان للمراقبة اليومية على المحلات".

فيما قال أحد التجار في مدينة زنجبار عاصمة المحافظة، ويدعى حسين صالح: إن "ارتفاع أسعار المواد الغذائية، على سبيل المثال، ليس من عند التجار الصغار في المحافظة، نحن نشتري البضائع من العاصمة عدن، أو من محافظة حضرموت، هناك تجار الجملة يرفعون الأسعار علينا، ويقولون نحن نستورد المواد الغذائية بالعملة الصعبة، وهنا المشكلة، أنت تعرف اليوم كم سعر الدولار مقابل الريال اليمني؟ كل يوم له سعر .. على الحكومة العمل على إصلاح النظام الاقتصادي للبلاد، حتى يكون الوضع المعيشي مناسبًا للمواطنين، فنحن أيضًا نعاني بسبب الغلاء".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى