الدبلوماسية الناعمة

> على الرغم من متابعاتنا المستمرة لتصريحات وتغريدات المبعوثين الدوليين إلى اليمن إلا أننا لم نستشف أثناء فترة عملهم وضوحًا يسمي الأشياء بمسمياتها، فمعظم تصريحاتهم تحمل عناوين عريضة، ربما تنم عن حالة حذر وحصافة دبلوماسية، تتيح لهم التعامل مع كافة الأطراف، وهو الحال الذي يستغرقون عنده كثيرًا دون تحقيق أي تقدم فعلي على الأرض، على الرغم من دوراتهم المكوكية التي تأخذ سنوات.

قرأت مثل غيري تصريحات المبعوث السابق جمال بن عمر بعد انتهاء مهمته، وهنا لامست تصريحاته حقائق ربما كانت غير ظاهرة في تصريحاته السابقة، فهو في خلاصة قناعاته يشير إلى فشل أي جهود تستثني الجنوب من التسويات السياسية، ويعبر عن كامل يقينه بفكرة العودة إلى وضع الدولتين كسبيل للحلول الواقعية.
وهكذا يبدو حال خلفه مارتن غريفيثس الذي لم تحظى فترة عمله برضا كافة الأطراف في حين ظل موقفه شبه غامض من القضية الجنوبية، الرجل في تصريحاته بعد انتهاء مهمته واختيار خلفًا له يشير إلى الجنوب كمفتاح للحلول الممكنة ويحذر من تنامي حدة معاناة اليمن عموما بحكم غياب التسوية.

فماذا يحمل المبعوث الثالث؟
من أولويات للحلول، بعد أن باتت الأزمة اليمنية بهذا المستوى من الحدة.
آملين ألا تمتد الحال إلى مبعوثين جدد فالوضع وفق كافة المعطيات لا يحتمل كثيرًا خصوصًا في ظل ما تواجه من غياب الدولة، من انهيار اقتصادي غير مسبوق والثابت أن فكرة المراهنة على حلول غير واقعية وغير منصفة ستطيل من ديمومة الأزمة الراهنة.

الوحدة لم يعد بمقدورنا إحياء رفاتها إلا من منظور المماحكات والمكايدات والتكسب وإضاعة المزيد من الوقت تعني تعقيدات الواقع وحدة تداعياته على كافة الصعد الحياتية لا تجدي معها نفعا الدبلوماسية الناعمة.

اللافت أن الأمم المتحدة وبعد ما يقارب عقد من الزمن على الحرب اليمنية بكل ما فيها من مآس وما خلفت من ضحايا وأهدرت من إمكانيات، وكل ما طال اليمن شماله وجنوبه من دمار، لم تقدم رؤيتها للحلول النهائية كما لو أنها تجهل الحقائق على الأرض، في حين أن كامل الإحاطات التي يتلقاها المجلس تركز على الجانب الإنساني، ولا تشير إلى الأسباب والحلول.

فهل نحن أمام فصل جديد من عمل المبعوثين الأمميين إلى اليمن؟.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى