متى نكرّم الفاسدين؟

> مُتنا نحن، وهم انتصروا، ومطلوب أن نلتزم في موتنا، وإلا حاسبونا على ما تبقى من عمرنا.
من يحاسب من؟.. لا أحد يحاسب أحداً، من يحاسبهم؟ عفواً، المفروض أنهم يحاسبوننا.

نحن في أتعس حال، ونتباهى بترديدنا لتاريخ عفا عليه الزمن بقولنا (نحن أصل العرب).
يبرهن واقعنا أننا بحاجة ماسة إلى من يرعى شؤونهم، إذ لا أحد منهم يرحب بعودة بناء الدولة حتى خرب البلد، لكن هل سيختلف المختلفون على ما تبقى من أشلائه.

لا بد من توضيح أكثر هل قال أحد منكم (لنحاربهم)؟
الفاسدون جديرون بالاحترام، أما النزيهون فهم نشاز؟ قضية محاربتهم أكذوبة، فتبليط البحر أسهل من محاربتهم، لذا يسهل عليكم التشدق بتأييد محاربتهم، حتى لو قبع النزيهون في الإقصاء والبؤس والشقاء.

فليسقط التعميم والاتهام، فمن يتهمهم بالفساد ملعون مدان، ومتهم بانسداد الأفق، قلما تجد من يدافع على محاربتهم.
رجاء أن نؤجل هذا الشعار إلى ما بعد الانهيار، أفضل من التعويل على خطب وتصريحات محاربتهم.

اختلفوا، ولكن خارج حلبتكم بتجريد ألسنتكم، لأن اللعب باتهامهم بالفساد يجرح مشاعرهم.
هل قال أحدكم (لنبني الوطن من دونهم).. نحن حتى اللحظة لم نبلغ بعد إلى أن نكون جديرين ببناء دولة، دولة بمن؟ بهؤلاء، سحقاً على واقع هكذا.

رجاءً أن تدلونا على رجال الدولة أين هم؟
لدينا سجل حافل معهم، رغم تبرير دفاعهم عن الوطن والدين.

لدينا أسماء لامعة ومجربة تدربت في عهد عفاش، أكفاء من تلامذته، حتى فتحوا لهم مدارس.
نحن طبَّعناهم حتى أصبحوا أبطالاً، حتى قيل عنهم "وطن لا ينهبونه لا يستحقونه"، وعلى طريقة ميكيافيلي "اسرق، ثم اسرق، ثم اسرق، حتى يمجدك الآخرون".

بالميزان المناطقي والحزبي الممقوت والعدالة الضائعة والسياسة الكارثية ضاع الوطن، بالله عليكم كرّموهم ليهنؤوا في وطننا المستباح، وعفا الله عما سلف.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى