المكتبة الوطنية

> كان يقف على بوابة المكتبة الموحدة أبوابها منذ زمن، ولأني أعرف هيئته سألته: ألم تكن من أبرز روادها على مدى عقود؟ فابتسم قائلاً: بل هنا قابلت الأستاذ محمد حسنين هيكل، والكاتب المصري أنيس منصور، والمتنبي والفرزدق وابن رشد وابن الرومي وأحمد بهاء الدين وجهاد فاضل، وأدباء كثر لا يحضرني ذكرهم.
ثم أردف قائلاً: ما الذي يدعو لاستمرار إغلاق هذا الصرح الثقافي في عدن؟ وهل بالإمكان المحافظة على ما تبقى من محتوياتها؟ هل بمقدورنا إعادة العلاقة بالقراءة على اعتبار ما لها من أهمية في صناعة الفكر؟

وهنا قاطعته بالقول: سنشير للأخ المحافظ أحمد حامد لملس بأهمية إحياء هذا الصرح الثقافي على المدى القريب، كون المكتبة في نطاق مسؤولياته بالمحافظة وأمر إحيائها لا يحتاج الكثير، فالوجه الأول ينبغي أن تزال كافة الاستحداثات في جوانبها التي تحولت بحكم تواطؤات كثيرة إلى أماكن تجارية ربما لا يذهب عائدها لصالح المكتبة، ما يجعل فكرة التأجير تحايلاً واضحاً واعتداء سافراً على ملكية عامة، ولا يحق بأي حال تحويلها إلى محلات تجارية.

أعني أن إزالة كافة الاستحداثات في جوانبها أولاً، وإعادة شكل المبنى إلى حالته الطبيعية هو الإجراء الأول، ثم بعد ذلك تحديد من يتولى إدارة عملها وإعادة نشاطها، والثابت أن دورها لا يقتصر على الثقافي التنويري بقدر ما هي نواة تواصل مع محيطنا الجغرافي عبر النوافذ الثقافية وكل ما يشيد على هذا الصعيد من أنشطة ومعارض واهتمامات فكرية، ناهيك عما أتت به الثورة العصرية من مستجدات على هذا الصعيد.

ما يعني أن موت المكتبة الوطنية هو موت للثقافة والعطاء والإبداع، فمثل هذه الصروح هي وعاء للفكر والبحوث في شتى المجالات، فهل عدن مدينة عقيمة حتى توصد مكتبتها على نحو ما يجري؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى