أكتوبر تيتانيك القابعة في أعماق المحيط

> حين يشار إلى إمكانية إحياء مرافقنا ومؤسساتنا الجنوبية، التي كانت قبل الطوفان تمتلك كافة مقومات النجاح، بل كان لها حضور طاغٍ، لكن كل ذلك تلاشى بمجرد أن تعاقبت عليها ويلات التدمير الممنهج، الذي طال أصولها، وكافة مقوماتها سلبت تمامًا مما تمتلك من عوامل نجاح، وتم تدميرها تمامًا.

هذا هو حال مؤسساتنا الإعلامية على وجه الخصوص. طال الدمار أرشيفها، وما كان لها من مخزون وموروث ثقافي يشكل مرجعية لأداء ومنهج يستمد منه كل ما يتصل بالإعلام وأدائه على مدى عقود مضت. كل ذلك ظل هدفًا للنيل منه، حتى إنه تضع كافة العراقيل في إمكانية إحيائها، أغرقت بالتوظيف الأسري لوظائف لا تتصل بالعمل الإعلامي إطلاقا.

بلغ الأمر هنا حتى التخمة بوظائف هامشية ليس فيها أي كفاءات يحتاجها العمل الإعلامي. همش الإعلاميون وأقصو تمامًا حتى أنه حين كان ينزل وزراء الإعلام تنعقد تلك المرافق في زيارات شكلية ليس إلا يتم جمع الموظفين في الأعمال المصاحبة مثل صيانة المكيفات وأعمال السواقة والتنظيف في قاعة الحضور ويشار من إن هؤلاء هم الكوادر الإعلامية للمرفق، وتنتهي الزيارة بهذا الانطباع البائس الذي كان يتم إخراجه بعناية بهدف الإبقاء على الاعتمادات المالية التي يتم بعد ذلك توظيفها في نطاق مختلف لا يتصل مطلقًا بتطوير وتحديث المرفق ظل هذا الحال قائمًا على مدى سنوات خلت، وحين فكر الأخوة في قيادة الانتقالي بانتشال تلك المرافق وإعادة الحياة إليها قامت الدنيا ولم تقعد، وخرجت الديناصورات يتحدثون عن السيادة والمرافق السيادية التي لم تعد إلا أطلال على مقدمتها لوحات لا أكثر وهنا استطيع تشبيه مهمة انتشال صحيفة ومؤسسة الرابع عشر من أكتوبر من وضعها المؤسف المتداعي بسفينة تيتانيك الشهيرة التي غرقت في أعماق المحيط في ليلة شتاء بارد.

فمهمة انتشال حطامها من الأعماق تبدو مهمة مستحيلة إلى حد بعيد، وإن لم تكن متعذرة فأكتوبر مرفق من واجهات الجنوب العملاقة ومؤسسة ومدرسة صحافية رائدة وهي دون شك تستحق الاهتمام على ما في الأمر من تكاليف باهضة بحكم ما حل بها من دمار ماحق.
ربان أكتوبر القادم تقع على عاتقه مهاما جسيمة وخطوات عملية لا تنتمي للماضي بل لا بد أن تتصل بالمفهوم العصري للإعلام، ما يعني أن الضرورة تستدعي وضع التصورات الكاملة لمثل هذه المؤسسة الإعلامية العريقة ورؤية تطويرها وسبل انتشالها من أعماق المحيط بعد أن جثت في عمق مياهه كل هذه السنوات الطوال.

إن فكرة أحياء مؤسساتنا ومرافقنا تحتاج جهود طائلة وإمكانيات كبيرة.
ولدينا دون ريب قدرات بشرية في مختلف المؤهلات والتخصصات، وهؤلاء من خيرة الكفاءات التي ينبني عليها ارتكاز العملية اللاحقة على ما لدى هؤلاء من قدرات مهنية وصفات إدارية وروح وطنية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى