الحوار الجنوبي على بلاطة.. قح قم

> كثر الحديث عن الحوار الجنوبي، وفعلًا ونحن في هذه المرحلة الحساسة من مسيرة الثورة الجنوبية، وصعوبة الأوضاع وتعقدها، يتطلب التواصل والحوار بين كل أبناء الوطن، والحوار بشكل عام هو الأداة الفعالة والحضارية لتبادل الأفكار والرؤى، للوصول إلى التوافق، لمعالجة الاختلافات والاختلالات في أي كيان، كان دولة أو حزبًا أو مؤسسة أو غيرها، ويشترط للوصول إلى توافق الأطراف حسن النية والرغبة الصادقة للوصول إلى الهدف، بأقصر الطرق السلمية بكل شفافية ومصداقية، ويتطلب أيضًا تنازل كل الأطراف عن قناعاتها، للوصول إلى حلول وسطية تلبي مصالح جميع الأطراف بأقل الخسائر.

وعندما نتحدث عن الحوار الجنوبي، فيقع علينا معرفة حقائق الأمور في الواقع الميداني بكل شفافية ومصداقية، بعيدًا عن التهويل، وإعطاء الواقع أكثر من حجمه الطبيعي، وبعيدًا عن التهويل الإعلامي، نكون كالطبيب الذي يعالج المريض، فإذا لم يشخص الحالة تشخيصًا صحيحًا، فأي علاج يقرره للمريض لن يشفيه، إن لم يسبب له مضاعفات أخرى.

وعلى بلاطة كما يقولون، نشخص وضعنا في الجنوب، لنقول يجري الحوار بين من ومن؟ وأنا من وجهة نظري الشخصية، إن أردنا حوارًا ناجحًا، فيكون بين المجلس الانتقالي القيادة الجنوبية المؤقتة الأكثر شعبية وتنظيم، وبين الجنوبيين في الشرعية اليمنية بالدرجة الأولى، وسنتكلم عن الحوار بالدرجة الثانية في نهاية الموضوع، وسنقوم بتشخيص الواقع بعيدًا عن الشطط، وبكل مصداقية، حتى لو زعل البعض؛ لأن هذا هو واقع الحال، وسنبدأ بتشخيص كل المكونات الحراكية والأحزاب السياسية الموجودة في الميدان.

ونرى أن الحوار يتم بين كل القوى الجنوبية المقتنعة بشكل مباشر أو غير مباشر بفك الارتباط بين الدولتين اليمنية، واستعادة دولة الجنوب بحدودها المتعارف عليها قبل الوحدة، والتي ستكون دولة كل الجنوبيين بدون استثناء لأحد كان من كان، والذي يتفق الجميع أنها ستكون دولة القانون والعدل والمساواة والديمقراطية دولة فيدرالية.

أولا: المكونات السياسية:
1 - المجلس الأعلى للحراك الثوري، هو من دعا لمليونية ٤ مايو 2017م، التي أعلن فيها اللواء عيدروس الزبيدي، قيام المجلس الانتقالي، فأيد مجلس الحراك قيام الانتقالي، وانظم ممثلين له في هيئات المجلس، على الرغم من الملاحظات على طريقة تكوينه وعناصره القيادية، إلاّ أن الحراك اقتنع أن الانتقالي هي الضالة التي كانت تبحث عنها مكونات الحراك، قيادة جنوبية موحدة تحمل نفس أهداف الحراك، مثل فك الارتباط بين الدولتين، واستعادة الدولة الجنوبية، وأن الملاحظات عليه يمكن إصلاحها من داخله، نظرًا لفشل مكونات الحراك الوصول إلى هذا الهدف، على الرغم من الحوارات الطويلة والمعمقة لمكونات الحراك، والتي كان قد عقد آخر اجتماع لها تم عقده في منزل المناضل محمد علي أحمد، اعتقد في ٢٠١٤م، وكنا على وشك الوصول إلى هذه القيادة الجنوبية الموحدة التي تمثل جميع مكونات الحراك والأحزاب السياسية الجنوبية، والتي تم التوافق عليها، وهو أن يكون عضوين من كل مكون وحزب سياسي هي القيادة الجنوبية الموحدة، إلاّ أن الاتفاق فشل في آخر لحظة.

طبعًا لم ينظم كل أعضاء مجلس الحراك إلى الانتقالي، وإنما بعض الرموز، لأن الحراك الجنوبي السلمي شارك فيه كل الجنوبيين، وليس من المعقول استيعابهم جميعًا في الانتقالي، أنا كنت رئيس دائرة العلاقات الخارجية في مجلس الحراك، ولكني لم أدخل في أي من تكوينات المجلس الانتقالي، ومثلي عشرات الآلاف من أعضاء ونشطاء الحراك.

2 - مكون شعب الجنوب، برئاسة المناضل محمد علي أحمد، يوجد عدد من أعضاءه في مكونات المجلس الانتقالي.
3 - مؤتمر القاهرة، برئاسة الرئيس علي ناصر محمد، وحيدر أبوبكر العطاس، يوجد عدد من الأعضاء الذين حضروا مؤتمر القاهرة أعضاء في مكونات المجلس الانتقالي.

4 - البرلمان الجنوبي، برئاسة دكتور عبد الرحمن الوالي، يوجد من أعضائه أعضاء في مكونات المجلس الانتقالي.
5 - المجلس الأعلى، برئاسة فؤاد راشد مرتبط بالجنوبيين في الشرعية.

6 - المجلس الأعلى، برئاسة اليهري والحسيني مرتبط بقيادة المجلس الانتقالي.
7 - مكون ياسين مكاوي وابنه، مرتبط بالجنوبيين في الشرعية.

8 - المجلس الأعلى بقيادة فادي باعوم، والذي تحول من الحركة الشبابية التي كان يرأسها فادي إلى مسمى المجلس الأعلى، لأن والده الزعيم حسن أحمد باعوم، عندما كان رئيس للمجلس الأعلى، قد تم الاتفاق بين قيادتي المجلس برئاسته ورئاسة الفقيد دكتور صالح يحيى سعيد، والذي كان قد انقسم المجلس فعاد للالتئام من جديد برئاسة الزعيم حسن باعوم، الذي للأسف سافر للعلاج قبل استلامه لقيادة المجلس، فحدثت الحرب، ولَم يعود الزعيم. مجلس فادي المشكلة الأولى، أنه يتحدث عن التحرير والاستقلال، ولكنه يتفق مع الحوثيين في أن دول التحالف دول احتلال، ويطالب بطردهم، ثانيًا: هو عائش في لبنان مع أنه لا يوجد أي مانع من عودته إلى الوطن.

ثانيًا: الأحزاب:
1 - الاشتراكي والرابطة لها تمثيل في قيادة المجلس الانتقالي.
2 - الإصلاح والنهضة ومكون العيسي هؤلاء أولًا برامجهم وحدوية، وثانيًا مع الجنوبيين في الشرعية.

3 - المؤتمر الشعبي العام وهم من الجنوبيين في الشرعية.
ثالثا: المقاومة الجنوبية:

المقاومة الجنوبية ممثلة بقيادة المجلس ومكوناته.
- إذن في أحزاب أخرى موجودة في الجنوب يمكن ضمها إلى قائمة الأحزاب.

- إذن بعد أن وصلنا إلى نهاية شرح الواقع على الأرض، فكيف يتم الحوار الجنوبي، وأنا في اعتقادي لإنجاح الحوار يجب أن يسير في ثلاث مسارات كالتالي:
المسار الأول والأهم الحوار بين قيادة المجلس الانتقالي والجنوبيين في الشرعية، والمسار الثاني الأحزاب والمكونات السياسية التي لها تمثيل في المجلس الانتقالي.
يقع على المجلس الانتقالي فتح حوار رسمي معها سريعًا - المسار الثالث وهم الأخوة الذي برامجهم وحدوية، وهؤلاء يؤجل الحوار معهم إلى ما بعد استعادة الدولة، إذا لم يشملهم الحوار بين الانتقالي والجنوبيين في الشرعية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى