بن دغر: المساس بالشرعية ذهاب للمجهول

> عدن «الأيام» خاص

> ظهر د. أحمد عبيد بن دغر رئيس مجلس الشورى اليمني في الحكومة المعترف بها دوليًا من جديد بعد غياب لأشهر، وبعد ساعات على إعلان الأمم المتحدة رسميًا تعيين السويدي هانز جروندبرج مبعوثها الرابع إلى اليمن خلفًا للبريطاني مارتن جريفيثس.

وفي ظهوره، أمس السبت، قدم بن دغر المقيم في الرياض، والذي يصفه كثير من الساسة والنشطاء برجل التناقضات، قراءته حول المشهد السياسي الحالي في ظل تعقيد الحل، وتنامي الأزمات، وانهيار العملة، واتساع رقعة الحرب المستمرة منذ 7 أعوام.

وقال في مقال تحت عنوان (أين تكمن الأزمة في بلادنا؟) إنه "يجب التفكير ألف مرة قبل الإقدام على أي خطوة سياسية من شأنها التأثير على الشرعية"، مضيفًا: "لا ينبغي لنا القيام بما لم تستطع القيام به الانقلابات العسكرية".

وحذر بن دغر مما أسماه القبول بحلول الأمر الواقع المقترحة لحل الأزمة اليمنية، وقال إن "الشرعية ليست العقبة في تحقيق السلام بالبلاد".

وأضاف أن "الأعمال العدوانية العسكرية الإرهابية للحوثيين المدعومة من حليف يتطلع لفرض الهيمنة على المنطقة كلها، هي من تتحمل المسؤولية إزاء الوضع المتفاقم إنسانيًا في بلادنا، وهي السبب في إطالة أمد الحرب، وهذه الدماء التي تنزف بغزارة".

وقال إن "الأفكار التي ترمى هنا وهناك ليست جديدة، كانت تلك في الأساس أطروحات الحوثيين وشرطهم الذي يتكرر كلما تعزز وضعهم عسكريًا أو كلما سُمِح لهم بامتلاك المزيد من أسباب القوة".

واعتبر بن دغر المساس بالشرعية أو الإطاحة بها قبل الوصول إلى توافقات وطنية تحترم مرجعيات الحل السياسي الثلاث هي "ببساطة دعوة للذهاب باليمن للمجهول، ستوضع مصالح شعبنا العليا كلها في مهب الريح، وستنتهي باليمن إلى دولتين أو أكثر".

لكنه استدرك بأن "أبواب السلام لازالت مفتوحة ولم تغلق، وينبغي أن تبقى كذلك، وطريقنا للسلام هو الحوار، وبالتأكيد فإن الشرعية هي أول المرحبين بالسلام العادل والشامل واستحقاقاته، وهي تدرك ذلك جيدًا".

وتابع قائلا "أما حلول الأمر الواقع المقترحة بديلًا عن مخرجات الحوار الوطني، فهي لغةً وأفكارًا وبكل بساطة دعوة للقبول بسقوط الجمهورية في صنعاء، والمغامرة بالوحدة فيما تبقى من اليمن، فوق أنها حلول تفتقد للعدالة والشرعية والاستدامة".

وقال بن دغر الذي عمل لسنوات بقرب الرئيس الراحل علي عبدالله أن "غالبية القوى السياسية في بلادنا رفضت طوال السنوات الست الماضية هذا النوع من الحلول المداهنة للعدو، والتي تجاهلت الإرادة الوطنية الجامعة لشعبنا"، مشيرًا الى أن "هذا الموقف الوطني لازال صحيحًا حتى اليوم، وهو موقف ينبغي التأكيد عليه من جديد، وأن يسمعه الحلفاء والأصدقاء، ويخاطب به الشعب اليمني صاحب الحق والمصلحة في كل حل، وأي حل سياسي قادم".

وعرج في خاتمة مقاله التذكير بترحيب الشرعية بالمبعوث الأممي الجديد السويدي هانز جروندبرج كما رحبت بكل المبعوثين الأمميين السابقين، وتعاونت معهم، وقال "المسألة هنا لا تتعلق بحكمة الأشخاص أو بقدراتهم وخبراتهم، قد كانوا جميعهم خبراء في مجالهم".

لكن بن دغر وفي هذا المساق شدد على أن "الأمر هنا يتطلب البحث في القواعد والمفاهيم التي يجري بها الحديث مع الحوثيين، ومع طهران التي تهيمن على قرارهم، هنا مربط الفرس، اليمن أزمة وحرب ومأساة ستظل تلاحق الضمير الإنساني، لغياب الصدق في التعاطي مع أسبابها" حد قوله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى