"عذراء".. قصة قصيرة

> جيهان عثمان

>
ملتحفة بردائها الأبيض، تبكي وتصرخ بحرقة، على جسدها بقع دم متجلطة، لطخت به الرداء القطني الخفيف، لقد أدركت نور الحياة لأول مرة بعد غياب تسعة أشهر احتضنها نبض امرأة، قطعت حبل السر، ووصلت حبل الحياة، مغمضة العينين، محمرة الوجنات، باردة الأطراف، كان هناك من يبحث عن الذكر الذي سيحمل اسمه من بعد مماته، ولكنها أنثى! ويتربص بوأدها من قلبه، حينها همست الممرضة للوالدة: (ابنتك نثراء، ليست عذراء)!

وبعد عشرين عامًا من وأد عاطفتهما نحوها، زُوّجَت لرجل فض بكارة لحافها الأبيض، ووأد جسدها بخنجره، وعادت ملتحفة بالكفن، وعلى جسدها طبعت بقع دم متجلطة، مغمضة العينين، باردة الأطراف، لقد أدركت ظلمة الموت، وقطعت حبل سر الحياة، لم تعد تصرخ!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى