​الرياضة ولعنة السياسة.. هل تطال تبعاتها أندية عدن؟

>
"أبعدوا الرياضة عن السياسة" شعار لطالما سمعناه على ألسنة سياسيين ومسؤولين رياضيين خلال الفترة الماضية، ويزداد  هذا الشعار حدة كلما ظهرت أزمة يختلط فيها السياسي بالرياضي، فهل باتت السياسة تسيّر الرياضة وتتحكم في مفاصلها؟ وما تأثير ذلك على دوري أندية الدرجة الأولى الذي سيقام في
منتصف الشهر الجاري في مدينتي سيئون بحضرموت باستاد سيئون، ومدينة عتق بشبوة باستاد الخليفي؟ ومن سيكون أقرب للمشجعين، حرارة الملاعب، أم حرارة السياسة؟
لا ينكر عاقل أن علاقة السياسة بالرياضة حاضرة في كل زمان، لكن ما يتغير هو حسابات تلك العلاقة ومدى عمق تأثير الأولى في الثانية، حيث تعتبر الرياضة وسيلة مهمة لتسجيل نقاط سياسية ولو على حساب تعطيل دوران الكرة في الملاعب.

تسجيل نقاط:
مؤخرا سجلت العديد من النقاط المشكوك بعقلانيتها  التي تم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يجدها الكثير من المهتمين بالشأن الرياضي أنها جاءت عن غير دراسة لموازين القوى وسلطة أمر الواقع في المناطق الجنوبية، وخاصة في مدينة عدن، فقد كانت مهرولة بسرعة 180 كيلومتر بالساعة، سجلت النقطة الأولى بقرار توقيف ثلاثي أندية عدن "الميناء  والمنصورة والجلاء" بعد قيام مكتب الشباب والرياضة بتغيير إداراتهم ليأتي الرد بالمقابل من قيادة أندية عدن العريقة ببيان يرفض قرار الاتحاد ويبارك خطوة مكتب الشباب والرياضة.

أما النقطة الأشد هرولة التي يبدو أنها كسر عظم، سجلت بعد قيام رئيس اتحاد الكرة الشيخ أحمد العيسي بمنع الشخصية الرياضية مؤمن السقاف رئيس دائرة الشباب والرياضة في المجلس الانتقالي الجنوبي من دخول الملاعب الرياضية بقرار سيسه الجميع.
ولأن المجلس الانتقالي الجنوبي في الوقت الراهن يرعى ويدعم معظم الأنشطة الرياضة، وحتى لا تقع الأندية بأي إحراج في حال عدم  تسجيل موقف حيال اتحاد تجاوز كل صلاحياته دون مراعاة لمصلحة الكرة اليمنية حد قولهم، دفع بالبعض منها إلى إصدار بيان استنكار لتلك القرارات، عللته الأندية بتجاهل الاتحاد العام لموقفها، وأوضحت فيه رفضها وانسحابها من المشاركة في بطولة دوري الدرجة الأولى، ومن جهة أخرى أعلنت موافقتها المشاركة في دوري عدن الممتاز لكرة القدم الذي سيقيمه مكتب الشباب والرياضة بالعاصمة عدن في العاشر من سبتمبر القادم، حيث يحاول الأخير إظهار نفسة في مظهر القوة والقادر على تنظيم دوري عدن الممتاز متناسيا ما ينتظر الأندية العدنية من عقوبات إذا تم رفع الأمر (للفيفا).

تقديم إغراءات:
 أعلن مؤخرا الاتحاد اليمني لكرة القدم عبر أمينه العام الأستاذ حميد شيباني تخصيص مبلغ 30 مليون ريال لكل نادي مشارك في الدوري العام للدرجة الأولى لكرة القدم، والاتحاد يعلم علم اليقين أن خزائن الأندية العدنية فاضية ومفلسة وعلى الحديد، ومبلغ مثل هذا ينفض الغبرة من على أرضية الأندية التي بحاجة ماسة لدعم سخي من اتحاد العيسي لتعود لها الحياة من جديد.

العودة لصوت العقل:
كرة القدم اليمنية بحاجة إلى دعوات تطلق من قبل العقلاء بضرورة تجنيب الرياضة ضغوط السياسة، فالمماحكات  تفقد الرياضة شيئا من نقاوتها فاستغلال السياسة للرياضة هو تشويه وتغييب للكرة الجميلة التي ينتظرها الجماهير بشغف، الذين عادة ما يكونون بعيدين كل البعد عما يجري في دهاليز السياسة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى