​عودة الحكومة لا تكفي

> دعا الانتقالي الحكومة للعودة إلى عدن مرات عديدة في مناسبات مختلفة لاستشعاره المسؤولية الوطنية تجاه الشعب في المناطق الجنوبية المحررة، ولم يهتم لدعواته المتكررة أحد، وظن آخرون إنها صرخات ضعف وعجز واستجداء.
وعندما تجاهلهم الرئيس الزبيدي وخاطب التحالف بعبارة مباشرة في خطابه الذي اعلن فيه حالة الطوارئ والجاهزية القتالية العالية للقوات المسلحة الجنوبية استعدادا لتلقي الأوامر قائلا: "نشدّد على الأشقاء في التحالف العربي ضرورة استكمال دورهم العروبي واستشعار المسؤولية التي تقع عليهم تجاه الأمن القومي للمنطقة وتصحيح مسار معركتنا المشتركة عسكريا وسياسيا وإعلاميا".

‏هذه الفقرة وحدها تمثل سنام الخطاب وبوصلة مسار المعركة المشتركة والجدوى من استمرار الشراكة مع الأشقاء في التحالف، إن لم تحقق هذه الشراكة المصالح المشتركة المرجوة منها بالضرورة.
فجاء رد الرباعية (السعودية والإمارات وأمريكا وبريطانيا) في بيان مشترك يؤكدون فيه على عودة الحكومة إلى عدن، وكأننا أمام صورة كاريكاتورية تشبه قرصة إذن الحكومة اليمين وإذن التحالف اليسار لصمته على أفعال الإخونج الانتقامية في المناطق الجنوبية المحررة.

ويبقى السؤال الكبير: هل يكتفي الانتقالي بما جاء في البيان الرباعي، ويتراجع تحت الضغط عن إعلانه حالة الطوارئ ورفع الجاهزية القتالية لمواجهة الحوثي حيث يحشد على حدود دولة الجنوب السابقة ؟!.
من تجاربنا السابقة مع مواقف وبيانات كهذه نجد أنها ملهاة لامتصاص الغضب وإفراغ مطالبنا الأساسية من محتواها، ثم الدخول في مأزق جديد وعقاب أشد وطأة من السابق ومن إفقار إلى فقر ومن تجويع إلى مجاعة ومن دوخة إلى 7 دوخات، وهكذا بلا حل ولا أمل.
لا نريد مسكنات أو مهدئات لتخفيف أوجاعنا، بل نريد أن نرى مشروع  إعادة الأمل وإعمار ما خربته الحرب وجعل مناطقنا المحررة أنموذجا للأمن والاستقرار والرخاء والنماء، وإلا فما حاجتنا لعودة حكومة براتب شهر أو شهرين ومنحة سعودية أو منحتين وشاحنة تمر أو شاحنتين!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى