​اشتراكي تعز: معركة اليمنيين ترتكز على السلام والخبز ضد الحروب والتجويع

> تعز«الأيام» خاص:

> وقفت سكرتارية منظمة الحزب الاشتراكي اليمني في تعز، مساء أمس الأول، أمام تفاقم الأوضاع المعيشية المتردية في البلاد والتي وصلت إلى مستوى كارثي وضعت الغالبية الساحقة من اليمنيين أمام شبح مجاعة فاجعة.
وقال الاشتراكي في تعز في بيان أمس الأربعاء أنه يؤيد الاحتجاجات الشعبية المنددة بالانهيار الاقتصادي، وتدهور قيمة العملة المحلية، وارتفاع أسعار المواد الأساسية بشكل جنوني، وغياب كلي للخدمات العامة، وتغوّل للفساد بصورة مهولة، وارتفاع حاد في معدلات الفقر والعوز والبطالة والتسول، وانتشار للأمراض والأوبئة الفتاكة.

واعتبر الاشتراكي الأزمات المعيشية "قد جاءت في ظل استمرار الحرب المميتة التي تطحن بآلتها الجهنمية عظام الملايين من الشعب على امتداد الرقعة الوطنية، فيما تستمر الميليشيات الانقلابية في فرض حصار جائر على سكان مدينة تعز، ومعها تستمر سياسات الإفقار والتجويع التي تشترك فيها قوى دولية وإقليمية ومحلية مختلفة". 

ونص بالبيان على الاتي:"
إنّ الحرَاك الجماهيري الغاضب الذي تشهده محافظة تعز وتشهده محافظات: عدن وأبين وحضرموت وشبوة، والذي من المتوقع أن يتوسع ليشمل محافظات أخرى، إنما يأتي رد فعل منطقي لسياسات التجويع والتنكيل والقهر التي تمارس ضدكم منذ سنوات، في ظل تجاهل ولامبالاة السلطة الشرعية لمطالبكم المشروعة، وتنصلها عن القيام بمسؤولياتها الوطنية والدستورية في وضع حد للتدهور الاقتصادي والمعيشي.

لقد بلغت القلوب الحناجر، وتجاوز الظالمون المدى، وتساوت الحياة والموت، وأصبح أنين الملايين من المسحوقين والمُفقَرين صيحة غاضبة تضج بها أرجاء البلاد.
إن المألات الكارثية القائمة اليوم؛ إنما هي حصاد مُرّ لـ 7 سنوات من الحرب الضروس التي أكلت الأخضر واليابس، وحوّلت البلاد إلى ساحة مفتوحة لتدخلات إقليمية ودولية غاشمة، وأدت إلى تعطيل مواني ومطارات البلاد، وأعاقت تصدير النفط والغاز عن سابق إصرار وترصد، وحوّلت الشعب اليمني إلى شعب جائع يفتقر لأبسط مقومات الحياة الآدمية، ناهيكم عن استلاب للقرار الوطني، مع عجز وارتهان فاضحين لغالبية النخب اليمنية رسمية وغير رسمية وتحوّلها إلى أدوات طيّعة في يد الخارج يعبث من خلالها بالوطن كيفما يشاء.

إنّ الحرب كانت وما زالت لازمة من لوازم تحكّم الطبقة الطفيلية الفاسدة، ووسيلة للتربّح والإثراء غير المشروع لتجار الحروب، وقد تسببت الحرب طوال الـ7 السنوات الماضية في انهيار الكيان الوطني وفتحت أبواب الجحيم على الشعب، وأدت إلى انتشار الجماعات المسلحة والمتطرفة، واستعباد المجتمع وقهره وإذلاله ومصادرة حقوقه الإنسانية، ولا بد من طي صفحة هذه الحرب الكالحة حتى يستعيد المجتمع أنفاسه، وحتى تنفتح أمامه آفاقًا جديدة لاستكمال النضال من أجل تحقيق التطلعات المشروعة.

وإزاء ذلك، تؤكد منظمة الحزب الاشتراكي اليمني بمحافظة تعز على ما يلي:
1- دعمنا الكامل للاحتجاجات الجماهيرية السلمية، وانحيازنا المطلق لمصالح المواطنين ضد قوى الحرب والفساد والإفساد.
2- إدانتنا الشديدة لقيام القوى الأمنية بقمع التظاهرات الشعبية واستخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين السلميين، ومطالبتنا بتقديم الجناة إلى القضاء لينالوا جزائهم العادل.
3- الدعوة للإفراج الفوري عن جميع المعتقلين والمختطفين على ذمة احتجاجات يوم أمس، وتحميل الجهات الأمنية المسؤولية الكاملة عن سلامتهم الجسدية والنفسية والمعنوية.
4- نتوجه بالتحية للقطاع التجاري على احتجاجه المدني وهو إجراء حضاري بامتياز يخدم ويعزز معركة الشعب ضد سياسات الحصار والإفقار والتجويع.
5- ندعو الجماهير للاستمرار في ممارسة حقها المشروع في التظاهر السلمي ضد الغلاء والفساد والنهب وفرض الجبايات والحصار بمختلف أشكاله وصوره وضد القوى التي تقف خلفه بمختلف تلاوينها ومسمياتها.
ونحث أعضاء حزبنا وأنصاره وكل القوى الحية المشاركة الفاعلة مع جماهير الشعب الغاضبة، والإسهام في الحفاظ على سلمية الاحتجاجات الشعبية ومدنيتها، واليقظة والحذر من أي انحرافات أو محاولات تهدف إلى حرف مسارها وإبعادها عن خطها السلمي الحضاري.
6- التأكيد على أن معركة اليمنيين وحراكهم الشعبي المدني السلمي ترتكز على أولوية السلام والخبز، ولا خيار أمام اليمنيين سوى مقاومة من ينتزع خبزهم، ويدفع بهم في جحيم حرب مُهلِكة.
7- التأكيد على أن المكان الطبيعي لممارسة مهام الدولة هو العاصمة عدن، وليس شتات المهجر، ونشدد على سرعة اتخاذ تدابير عاجلة وفورية لوضع حد للانهيار الاقتصادي المتسارع.
8- الدعوة لاتخاذ حزمة إجراءات اقتصادية ترتكز على توظيف الموارد وتشغيل المواني، ورفع كل أشكال الحظر الذي تمارسه بعض دول التحالف العربي بالتخادم مع أطراف داخلية على المقدرات الوطنية، إذ يعد هذا الحظر بمثابة قرار تجويعي، يجعل شعبنا رهين المجاعة وحرب الوكالة، ويبقي البلاد أسيرة لهيمنة القوى الإقليمية والدولية والمؤسسات الإمبريالية كالبنك الدولي والشركات متعددة الجنسيات.
9- تحميل كل قوى السلاح المحلية المرتهنة لأجندات إقليمية مسؤولية الانهيارات المتلاحقة في اليمن على مختلف المستويات وفي مقدمتها قوى الانقلاب الحوثية ومن خلفها إيران، وكذا السلطة الشرعية الكسيحة ومن خلفها التحالف العربي.
10- التشديد على تحييد المؤسسات العسكرية والأمنية والميليشاوية عن التدخل في الموارد المالية، والكف عن فرض الجبايات التي تتسبب في تراكم الأعباء على المواطنين المكتوين بنار الحرب والفقر والمجاعة، وضمان تحصيل الموارد بطرق شفافة وبما يخدم الاحتياجات الخدمية والتنموية والأمنية.
11- الدعوة للوقف الفوري لإطلاق النار في عموم اليمن كمقدمة لإنهاء الحرب، والدخول في حوار يمني ــ يمني يفضي إلى سلام عادل وشامل ومستدام.
12- إن مزيدًا من الحرب العبثية وانتشار المكونات الميليشاوية غير الرسمية وفتح جبهات جديدة من الاقتتال البيني إنما يمثل استمرارًا لمسلسل عبثي من حرب مدمرة، وفي هذا السياق نرفض استخدام تعز كمنصة لإذكاء صراعات أهلية تستنهض المزيد من تآكل الهوية الوطنية الجامعة.
13- التأكيد على تكتيل القوى الشعبية المدنية المتضررة من الحرب باتجاه بناء كتلة وطنية تاريخية للسلام تنتصر لليمنيين وتنقذ كيانهم الوطني.

لنمارس دورنا الفاعل من أجل إنقاذ بلادنا وشعبنا، ووقف التدهور، وضد إطالة أمد الحرب، وضد استمرار القتل والقهر والإفقار والفساد والإفساد والفاقة والموت البطيء.
لننتصر للملايين من اليمنيين الجائعين والمسحوقين والمخذولين والمكلومين على امتداد رقعة هذا الوطن الذي يذبح من الوريد إلى الوريد..
الخبز والسلام يوحدنا.. والمقاومة المدنية السلمية خيارنا.. عاشت اليمن حرة أبية.. المجد لشعبنا ولقواه الحية".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى