أحمد بو صالح .. شهيد المبادىء!

> عرفته دائما ثائرا على الوضع الرياضي، لا يهادن مع الفساد والمفسدين في الأرض، و لا يلتجئ إلى المنطقة الرمادية، لا يتلاعب بالألوان، الأسود عنده أسود والأبيض أبيض. كلماته طلقات رصاص يصوبها على مخرجات العمل الإداري الفاشل، قلمه يقصف على كل الجبهات رياضيا، سياسيا، ثقافيا، ولا تسكت شهرزاده التي تستوطن قلبه الأبيض عن الكلام المباح.

* هكذا كان الشهيد الزميل الإعلامي المتنوع أحمد بو صالح، الكاتب الذي يكتب مفرداته الصارخة بنبض شبوة، والناقد الذي يطلق سهامه بفطرة البدوي الذي لا يراوغ ولا يجامل، ويصل إلى المرمى من أقصر الطرق.

* صعقت تماما بنبأ استشهاد أحمد بو صالح في الحادث الإرهابي الذي استهدف موكب محافظ عدن الأخ أحمد لملس، لكنها مشيئة الله تعالى "ولا تدري نفس ماذا تكسب غدا، ولا تدري بنفس بأي أرض تموت".

* لست في حاجة لأعدد مناقب الشهيد الثائر، لأن بذور أخلاقه و مبادئه التي غرسها في أرض الجنوب أينعت ثمارها، وصارت اليوم بستان جنة يزف إليها الشهيد الحي في حضرة أعماله وموازينه التي ثقلت.

* قلبي يتقطع ألما على فقدان هامة إعلامية رياضية لها حضورها القوي، ولها وجودها، وحزني الحقيقي أن لا أحد يشبه أحمد بو صالح في قناعته وفي تقنعه وفي عزة نفسه وفي شموخه وكبريائه وعظمة مبادئه، التي يؤمن بها، واستشهد لأجلها في لحظة غدر.

* من الصعوبة بمكان أن تنعى رفيقا لم تره إلا عبر أرشيف كتاباته، ولم تشاهده إلا عبر مواقفه القوية والفورية النبيلة، ولم تعاشره إلا من خلال الهم الرياضي، ولم تلتقه إلا بالمهاتفة حينا وبالتعليقات الساخرة حينا آخر.

* دائما تشعر بهذا الرجل أنه أمامك، تكتبه ويكتبك، تستدعيه فيأتيك خياله الجامح قبل أن يرتد إليك طرفك، كاتب رياضي يقتحم الصعاب، لا ترهبه الأمواج العاتية، ولا تعيقه العواصف الكاسحة، ظل حتى لحظة استشهاده بطلا ملحميا لا يتنازل عن قناعاته قيد أنملة.

* رحل عنا أحمد بو صالح دون لقاء، حتى عندما وضع القدر نهايته استشهد في ميدان معركته الحقيقية، في ميدان وطن تتشكل ملامحه من دماء هذا البطل الهمام الذي سبق زمنه بمراحل طويلة.

* بيان نعي زميل صادق أمين مع نفسه مثل أحمد بو صالح تكتبه الدموع وتخطه مآقي متعطشة لمبادئه، ومع أحمد تتحول كلمات الرثاء إلى قرص شمس يحتضر، وبحر أجاج يبحث دوما عن نقطة لقاء بعذوبة نهر أحمد بو صالح.

* وفي ظل هذا الغسق الدامي المخضب بشفق وداع ابن شبوة والجنوب البار تنتحب المفردات وتتحول إلى جثث متفحمة على لساني، ليس لنا في هذا المصاب الجلل إلا أن نرابط في محراب الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و إنا إليه راجعون!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى