عسل النحل البري "صيدلية متكاملة" في يافع

> يافع "الأيام" قائد زيد ثابت:

> يعتبر أهالي منطقة يافع العسل الطبيعي الذي يستخرج من الجبال، ويسمى بعسل المغارات والتجاويف الصخرية في جبال يافع "صيدلية متكاملة" وذلك نظرا لقدرته العالية على معالجة كثير من الأمراض، والتخفيف من بعضها.

ويعده الأهالي ضمن وجبات الطعام الضرورية باعتباره من أجود أنواع العسل.

وتتركز خلايا النحل بعيدا عن المناطق المأهولة بالسكان، وعن النحل التي تتعاطى السكر، وتتربى في صنادق بحسب أقدم النحالة في مناطق يافع.

مراسل "الأيام" رافق عبدالله قاسم الشلوي (75 عاما) أقدم نحال في رحلة لمديرية يافع سرار التابعة لمحافظة أبين.

العم عبدالله عند مغارات النحل
العم عبدالله عند مغارات النحل

الشلوي في العقد الثامن، لكنه ما زال يحترف مهنة جني العسل من مغارات النحل الخطيرة، والتجاويف الصخرية.

في رحلة أمس السبت بوادي حريص في مديرية يافع سرار، كانت غاية الرجل السبعيني نحو مغارات النحل البري الشهيرة بالجودة، مرورا بسيلة امهدارة ثم طريق رهوة قرقر الجديد حتى العتك وصولا إلى الوادي.

يصعب أن يقطع رجل بهذا العمر مسافات طوال فيها من الوديان والسهول والجبال ما يكفي للتعب والويل، ولكنه لم يتوقف إلا في ديار أهل شلوة، ثم واصل صعود الجبل ومعه "الأيام"، توثق طريقة جني واستخراج العسل من الجبال.

العم عبدالله داخل مغارات النحل
العم عبدالله داخل مغارات النحل

يقول الشلوي لـ"الأيام": يعد جني العسل البري من خلايا النحل الجبلية حرفة وهواية توارثها كثير من أهالي حريض كابرا عن كابر. ومراقبة النحل البري ممارسة تقليدية أكثر من كونها عمل تجاري.

وأضاف: "لا نتدخل في عمل النحل البري، فقط نراقب سلوك النحل البري لتحديد موسم حصاد العسل، ويتم حصاد وجني عسل الكهوف والمغارات الجبلية مرتين في السنة، ثم يتم بيعه للمرضى".

ويواصل الشلوي حديثه بأن لديه عددا من المواضع (مغارات) جميعها تتوزع في التجاويف والمغارات الجبلية، وبعضها فوق أشجار القُطف المرتفعة.


ويذكر لنا الشلوي أن النحل البرية تعتمد اعتمادا كليا على نفسها، وتقطع مسافات طويلة بحثا عن الماء، وعسلها مشهور من بالجودة، ويتخذون من عسل المغارات الجبلية علاجا لكثير من الأمراض بديلا للمستشفيات والصيدليات، ولا يباع العسل البري إلا للحالات المرضية، فقط ثم يعزز قوله بآية قرآنية: "يخرج من بطونها شرابٌ مختلفٌ ألوانه فيه شفاء للناس". 69 النحل.

وحسب الشلوي، إن كثيرا من أبناء حريض يستغلون المغارات والتجاويف الصخرية بيوتا للنحل وهي مصدر عيش لكثير من الأسر في المنطقة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى