سوق "الحنظل" بحضرموت يحتفظ ببريقه المعماري رغم التجديد

> تقرير/ عبدالناصر الصديق:

> ​تحافظ بعض أسواق اليمن على شكلها الذي كانت عليه قبل الحرب على البلاد، وأفضت إلى تغير سريع في واقع هيكل المدن والأسواق المحلية.
و للأسواق الشعبية في اليمن خصوصية عن غيرها من دول المنطقة، لأن كل سوق أثرية وشعبية تحكي تاريخ وقصص المكان الاقتصادية والاجتماعية.

سوق "قَسْبَل"، قديماً والذي أطلق عليه حديثًا اسم "سوق الحنظل"، هو أحد أقدم الأسواق الشعبية بمحافظة حضرموت.
تشتهر سوق الحنظل ببيع السلع الأكثر طلبا من جانب المستهلكين، إلى جانب بعض أنواع المكسرات، أبرزها "الحنظل" (الزعقة) التي تشتهر بإنتاجه مدينة سيئون .

والحنظل، أحد ركائز الجلسات العائلية في المجتمع الحضرمي، وأحد أهم الهدايا بين الناس بمعية العسل الدوعني والحناء الذي يباع في اروقة السوق.
وسوق الحنظل له اهمية كبيرة عند الحضارم والسكان القريبين لحضرموت ولكل اليمنيين الذين يمرون عبر سيئون.

وكانت السوق سابقاً بسيطة، وسط كومة كبيرة من العشوائيات وعدم الترتيب، لتتحول اليوم إلى رئة تنفس سياحية وتسويقية تجتذب سكان سيئون وضيوفها؛ بعد ان تم إعادة ترميم السوق مطلع 2018.
يقول عبد الله بن عبدون في العقد الخامس من عمره "للأناضول"، وهو أحد التجار الذين عملوا في السوق منذ عقود، أن "الحنظل أحد أهم السلع التي ارتبط بها هذا السوق بشكل وثيق في الماضي، بالإضافة الى المكسرات والأكلات الشعبية".
وأضاف: "تعتبر السوق من أقدم الاسواق في حضرموت، وهي سوق قديمة.. كانت سابقا عن تجمعات الباعة، ولكن في مطلع 2018، تم نقلنا مؤقتاً من هذه الأماكن إلى مكان آخر، وبدأت أعمال الترميم واستمرت ستة أشهر.

تسوق وسياحة
وبقدر ما توفر السوق كل ما يحتاجه مرتادوه من وادي حضرموت ومن المحافظات اليمنية الاخرى، فإنها تمثل لهم أيضا وجهة سياحية وروحية يلتقون فيها للتجول، بمختلف توجهاتهم السياسية والدينية والاجتماعية.
يقول عمر أحمد الجحم طالب جامعي، يدور في أرجاء السوق: "أتيت إلى هنا لشراء بعض احتياجات الإجازة الأسبوعية من الحلوى والمكسرات.. وأجد نفسي سعيداً وأنا أرى كل ألوان الطيف اليمني".
وأضاف: لهذه السوق سحر كبير، إضافة إلى أهميتها الجغرافية.. حيث تقع إلى جوار قصر سيئون التراثي والذي يحمل تاريخ الحضارات التي مرت عبر حضرموت".

تحديث السوق
رغم أن غالبية تجار السوق يبيعون نفس الأصناف؛ إلا أن روح التسامح التي نشأوا عليها متوارثة من أسلافهم، منذ كانت حضرموت إحدى ممالك اليمن القديم الرائدة في التجارة والزراعة.
المباني الطينية للسوق وجدرانها تهالكت بفعل الزمن والعوامل المناخية، وهو ما دفع السلطة المحلية في المدينة إلى الإسراع بإعادة ترميمه في 2018.

وشمل مشروع الترميم، 65 محلا تجاريا على المساحة البالغة 370 متراً، إضافة إلى رصف ممرات السوق وتدشينها بحلة فريدة جذبت إليها الزوار.
وركزت عملية ترميم السوق على محاكاة الطراز المعماري القديم، باستخدام مادة الطين والنورة واللبن الطيني في البناء، كما تمت تغطية سقف السوق بأشجار الأراك وأعواد شجر السُّمُر كما كان قديما.

"الأناضول"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى