فقر التعلم.. كيف يمكن أن يتأثر اقتصاد الدول العربية بإهمال تعلم اللغة الفصحى؟

> "الأيام" بي بي سي:

> كانت القصص المحكية تنتشر في الماضي، خاصة حكايات الأطفال وقراءة القصص المناسبة لأعمارهم، أكثر من الوقت الحالي الذي تنتشر فيه مواقع التواصل الاجتماعي وسبل التسلية الأخرى البعيدة عن الكتب أو القصص.
إضافة إلى ذلك فإن أغلب أولياء الأمور في البلدان العربية يعانون من الظروف الاقتصادية والصراعات السياسية أو المسلحة، ما ينعكس عليهم بشكل مباشر، فأصبحت قراءة القصص لأطفالهم في المساء رفاهية صعبة التحقيق.
في هذا الشأن يوصي البنك الدولي بضرورة قراءة القصص للأطفال في سن مبكرة، كإحدى أهم طرق تعلم اللغة العربية، بعد ملاحظة غياب كتب الأطفال عن كثير من البيوت، وعدم انتشار عادة قراءة الأهل لأولادهم.

فقر التعلم
طرح البنك الدولي مفهوم “فقر التعلم” لتسليط الضوء على أزمة التعلم التي تشهدها مختلف بلاد العالم، وتأتي معدلات فقر التعلم في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المرتبة الثانية بعد منطقة إفريقيا جنوب الصحراء.
هناك نحو 60 % من الأطفال (10 سنوات) في الوطن العربي لا يستطيعون قراءة نصوص مناسبة لأعمارهم أو فهمها، وترتفع هذه النسبة إلى 63 % في المتوسط للبلاد متوسطة ومنخفضة الدخل، وفقًا لتقرير البنك الدولي.

ما الأضرار؟
يذهب الأطفال إلى المدرسة ويتعلمون القراءة باللغة الفصحى غير المستخدمة في حياتهم اليومية قبل ذلك، لأن اللغة تتسع إلى عدة لهجات عامية، فتكون خبراتهم محدودة، على عكس مناطق أخرى من العالم التي يقرأ فيها الآباء لأطفالهم القصص بلغة مناسبة لأعمارهم قبل الالتحاق ببرامج التعليم الأساسية، فيمهدون لهم اللغة التي سيتعلمون بها.
يؤدي عدم القدرة على القراءة إلى قصور عملية تعلم معظم الأطفال وإعاقة تقدم بلادهم في مجال تكوين رأس المال البشري، ومن شأن تحسين تعلم اللغة العربية أن يعزز نواتج التعليم على المدى الطويل.

ما علاقة اللغة بالاقتصاد؟
عدم الاهتمام بالمهارات التأسيسية، ومنها القراءة وفهم اللغة التي يُدَّرس بها، وإهمال الممارسات المتعلقة بخبرات الطفولة المبكرة وتنمية مهارات القراءة والكتابة وتعليم اللغة العربية وتعلمها في مرحلة رياض الأطفال والصفوف الدراسية الأولى، ينعكس على الأطفال والشباب لدرجة عدم قدرتهم على الازدهار في سنوات دراستهم ولا في أماكن عملهم بعد ذلك، وبالتالي لن يكونوا فاعلين ولن يقدروا على دعم اقتصاد بلادهم.

وتعد اللغة الفصيحة هي المؤشر لأنها لغة التعلم الأساسية في غالبية المنطقة العربية، بما فيها المواد العلمية مثل العلوم والرياضيات إضافة إلى العلوم والاجتماعيات، وبذلك تكون اللغة هي الأساس الذي يجب الاهتمام به في المراحل المبكرة.
في الوقت ذاته لا يوجد تعارض بين إتقان اللغة العربية ومتطلبات سوق العمل الذي يركز على توظيف متحدثي اللغات الأجنبية، لأن المطلوب اليوم هو إتقان لغتين فأكثر، ومن بينها اللغة الأم.

****كيف نقضي على فقر التعلم في اللغة العربية؟
– بناء استراتيجيات وطنية لتعليم القراءة والكتابة للأطفال وقياس النتائج على الأمدين، القصير والبعيد.
– استخدام المفردات المشتركة بين العامية والفصحى لتبسيط اللغة الفصحى للأطفال وسهولة الانتقال إليها.

– زيادة تعرض الأطفال للغة الفصحى المعاصرة مبكرًا بطرق جذابة من الأبوين.
– تحديد المتعثرين في القراءة ودعمهم بإجراءات تدخلية مبكرة ومراقبتهم، لاسيما في الصفوف الأولى.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى