دوري عدن الممتاز.. رجاء و أمل!

> دوري عدن الممتاز عمل بديع و رائع، مقدرش أقول حاجة عنه، على رأي الفنانة التي أحيت ليالي الأنس في فيينا ليلى مراد.
* لكن جدول مباريات الدوري لم يخدم الجماهير العدنية المتعطشة لمشاهدة جميع المباريات، بل إن نظام حشر المباريات في يوم واحد أفقد الدوري نكهته الجماهيرية وأضاع بوصلة الرؤية الفنية.

* بعض المباريات تقام دون جدوى، مجرد إسقاط واجب، و مباريات من هذا النوع بلا جمهور أشبه بطعام دسم دون ملح أو بهارات، والجمهور هو أساس معادلة نجاح أي مسابقة باعتباره وقود الملاعب والعامل المعنوي الذي يخدم الهدف الفني ويرفع من منسوب أداء اللاعبين.

* الإصرار على إقامة معظم المباريات في يوم واحد بهدف لفت الانتباه إلى أن لدينا ملاعب مختلفة يمكنها أن تحاكي روزنامة الدوري الإنجليزي، مثلا، عمل غير مدروس، ويتسبب في أضرار نفسية، مع تشتيت انتباه الجماهير الرياضية بدلا من جذبها إلى ملعب واحد. هذا التنافر في توزيع المباريات في الملاعب المختلفة وفي توقيت واحد لا يمكنه أن يرفع مستوى دون مدرجات مكتظة بالجماهير، ولا يمكنه أن يسهم في نقل تلفزيوني في غياب مقومات النقل، على أساس أن معظم ملاعب عدن (باستثناء ملعب الحبيشي) غير مجهزة فنيا لنقل مباراة بمستوى تقني جيد.

* إذا كان الحضور الجماهيري في كل ملعب يصل معدله في كل ملعب ألف متفرج لا يعد معدلا جيدا بحكم تباعد الملاعب، فمن الأجدى أن يتم اختزال المباريات في ملعب واحد و بحضور جماهيري يصل إلى خمسة آلاف متفرج، مثل هذا المشهد يفتح نفس كل لاعب ويجبره على تقديم الحد الأدنى من الملل، والحد الأقصى من العمل.

* وإن كان الهدف المباشر من دوري عدن الممتاز هو النفخ في روح كرة القدم العدنية و إحياء ليالي أنسها الكروية في زمن ساد ثم باد، فهذا الهدف لن يتحقق إلا بمعدل جماهيري كبير يعيد لعدن زمان و صلها.
* والحل في غاية البساطة: يمكن للجنة المشرفة على البطولة تحويل جميع المباريات أو معظمها إلى ملعب الشهيد الحبيشي كملعب محايد تتوفر فيه خدمات مقبولة، وهو أمر من شأنه أن يعزز من الحضور الجماهيري، ويرفع معدلات النقل التلفزيوني دون مشاكل فنية.

* في تصوري، إن إقامة مباراة كل يوم في ملعب الشهيد الحبيشي يمكن أن يساهم في رفع مستوى جميع الفرق المشاركة، ويمكن أيضا أن يسهم في رفع نسبة المتابعة الجماهيرية بما يمكن الجميع من مشاهدة كل الفرق وتقويم مستواها.
* بصراحة، حشر المباريات في يوم واحد وفي أربعة أو خمسة ملاعب قرار ارتجالي، لا ينتصر لمتذوقي الفن الكروي، ولا يلبي طموحات الفرق واللاعبين، ولا يخدم الهدف الفني الذي لأجله تتبارى الفرق.

* نقل جميع المباريات أو معظمها إلى ملعب الشهيد الحبيشي سيضرب سربا من العصافير بحجر واحد، أولها: تقليل النفقات ورفع منسوبها المالي، و ثانيها: إتاحة الفرصة لأكبر قدر من الجماهير لمشاهدة المباريات من المدرجات، وثالثها: رفع مستوى اللاعبين مع زيادة حدة التنافس في ظل مواكبة جماهيرية تضع اللاعب دائما في حالة طوارئ، وتحفز لتقديم أقصى فائدة فنية، ورابعها: فرض مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع الفرق، على اعتبار أن ملعب الحبيشي ملعب تاريخي رائد ملكيته عامة للأندية العدنية قديمها وحديثها.

* والملفت للنظر أن النقل التلفزيوني الفضائي يضع التلال والوحدة والشعلة في كفة الدلال، والفرق الأخرى في كفة الإهمال، وهذا تمييز مضر، مع احترامي لجماهيرية الوحدة والتلال والشعلة، فمن حقنا مشاهدة ديربي شمسان والميناء، وإنه من الإنصاف تسليط الضوء الفضائي على فرق أخرى، مثل النصر والجلاء والمنصورة والروضة والجزيرة، وهذه الفرق في النهاية تصنع الحدث حسب قدراتها، وليست فرقا تتبع عيال الخالة.

* أختم مقالتي بتنبيه القائمين على الدوري، وأولهم الكابتن أبو بكر الماس مدير البطولة، بأن الدوري بهذا الإسراف غير الحميد، و بهذا الضغط غير المحدود لا يجدي فنيا، ولا يحقق فائدة عظمى، ما دامت المباريات يتم حقنها بمصل التوقيت الواحد في ظل متابعة خجولة تستنزف الجماهير ولا تلبي رغبات المدرجات.

* الأمر لا زال في المتناول، لكنه يحتاج إلى قراءة عقلانية من اللجنة المشرفة على الدوري، وكم سيكون شعورنا رائعا لو أن ملعب الحبيشي تحول إلى مزار شبه يومي، يعيد لكرة القدم العدنية أمجادها وماضيها التليد، حين كان ملعب الشهيد الحبيشي هو ملعب (ويمبلي) الجنوب، لا يحمل جينات النجومية إلا من يحمل ختم أرضيته، ولا يمنح هوية إلا لمن مر من بوابته، ولعب على أرضيته الحمراء التي أصبحت اليوم خضراء تسر الناظرين!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى