"على طريقك".. مبادرة شبابية لمساندة طلبة الجامعات بتعز

> تقرير/ أسامة عفيف:

> يتصاعد صدى مبادرة #على-طريقك، بشكل كبير وواسع على الرغم من أنه لم يمضِ على إطلاقها سوى أيام قليلة.
حيث قام الناشط والمصور الصحفي "نائف الوافي" مع مجموعة من الإعلاميين بتعز بإطلاق مبادرة (على طريقك) والتي تتلخص فكرتها في دعوة الأشخاص الذين يمتلكون سيارات خاصة لنقل الطلاب من وإلى الجامعات والمدارس على طريقهم.

فبعد الانهيار المتسارع للريال اليمني وارتفاع أسعار المواصلات؛ تغيّبَ العديد من الطلاب عن المدارس والجامعات بسبب العجز المادي الذي يواجهه الطلاب بشكل خاص، والمواطنون بشكل عام.
ولقت الحملة تفاعلاً واسعاً امتد إلى عدد من محافظات الجمهورية حيث وجدت الفكرة قبولاً بنسبة كبيرة في أوساط الشباب الذين تلمسوا احتياجات الطالب، والواعين بمخاطر تراجع التعليم على البلد.

تعز انطلاق المبادرة
بمنشور على موقع فيسبوك كتبه المصور الصحفي نائف الوافي أول من بدأ هذه المبادرة، وفي تصريحه "للمصدر أونلاين" يقول: "استشعرت مشكلة أطفالي في المدرسة والمبالغ الكبيرة التي أدفعها بدل مواصلات لهم وبعدها تحولت إلى مبادرة واسعة تفاعل معها الناس بشكل كبير".
ويضيف الوافي: "حينما زرت جامعة تعز رأيت أن أعداد الطلاب في الجامعة قليل مقارنة بما كانوا عليه من قبل، كل هذه أسباب دفعتني لأكتب عن هذه المشكلة".

"جميلة، بل نقطة ضوء في وسط مظلم" بهذه الجملة علق الطالب الجامعي والناشط الإعلامي صلاح الواسعي برأيه حول مبادرة #على-طريقك، وذلك لما تمر به البلاد من أضرار كبيرة جراء الحرب، يقول في حديثه :"مدينة تعز هي الأكثر ازدحاما بالطلاب خصوصا مع مساحتها الصغيرة وهذا يعني أن مجتمع تعز هو مجتمع طلابي ومعظمهم لا يشتغلون ولا يجدون مدخلاً للرزق".

ويضيف الواسعي واصفا حال الكثير من الطلاب "معظم هؤلاء الطلاب يعيشون على ما تجود به أهاليهم أو من يعولهم ومبادرة #على- طريقك هي مبادرة مهمة جدا، فالمواصلات إلى الجامعة تكلف الطالب ألف ريال وأكثر، بعد أن كانت مائتين ريال".

فيما علق ناشطون على أن المبادرة تخدم الطلاب الذكور دون الإناث، على إثر ذلك يسعى مجموعة من الشباب للتواصل والالتقاء مع أكاديميي جامعة تعز ومنظمات المجتمع في المدنية لعمل حل مستدام للطالبات، وتهدف المبادرة إلى تحويلها ثقافة مجتمعية مستدامة في ظل التفاعل الكبير في أوساط الشباب من معظم المحافظات اليمنية والذين أبدوا استعدادهم لرفد هذه المبادرة إعلامياً وبكل قدراتهم الممكنة.

معاناة مستمرة
عاطف العميري طالب يدرس إعلام في جامعة تعز، يأتي من منطقة نائية بالأقروض ويضطر أن يعود إلى أهله كل أسبوع، من قريته يمشي 7 كيلومترات إلى مركز المديرية بالمسراخ، ومنها إلى نجد قسيم ب500 ريال، وإلى بيرباشا بألف ريال، في حديثه للمصدر أونلاين يقول: "لا أستطيع دفع إيجار الموتور ثلاثة آلاف ريال وأحيانا أتعلق مع السيارات وذلك لتوفير المال"، كما يحتاج العميري إلى 800 ريال يوميا بدل مواصلات من سكنه في المدينة إلى مقر الكلية ويضيف "ميزانيتي الدراسية لا تتعدى ال50 ألف ريال"، علما أن ارتفاع الأسعار مؤخراً أثر على الطلاب الجامعيين بشكل كبير.

أسامة عبد الفتاح واحد من الطلاب الذين يدرسون في كلية الآداب بتعز، يأتي صباحا كل يوم من مديرية المسراخ، ومؤخرا عزم على عدم الحضور للكلية بسبب الأوضاع المعيشية وارتفاع أسعار النقل، وفي حديثه للمصدر أونلاين يقول: "تكلفة ذهابي للجامعة في اليوم الواحد تزيد عن خمسة آلاف ريال".
ويضيف "إلى جانب ذلك أحتاج إلى وجبة الصبوح والمستلزمات الدراسية الأخرى وهذا يعني أنه يكلفني في السنة الدراسية الواحدة أكثر من 600 ألف ريال كمصاريف ومواصلات عدا رسوم الموازي أو النفقة الخاصة".

انتشار واسع
الناشط الاجتماعي في تعز أكرم الحميري في تصريحه "للمصدر أونلاين" يقول: "نظراً للأوضاع المعيشية والاقتصادية المتردية التي تمر به البلاد واستشعارا للمسؤولية الملقاة على عاتقنا تجاه إخواننا الطلاب الذين لاحول لهم ولا قوة شاركنا في هذه المبادرة".
في صنعاء الحملة لم تحظ بتكاتف إعلامي واسع سوى بعض الشباب مع أن الناس بدأوا في تطبيقها نسبياً وتلك إحدى مزايا المجتمع اليمني أنه ذو طابع متراحم ومتعاطف مع الطلاب وستترسخ هذه كثقافة وسلوك اعتيادي عند الكثير من سائقي المركبات نظرا للأزمة التي تمر بها البلاد.

من جانبه يقول الصحفي والناشط الإعلامي في صنعاء شوقي نعمان:"حملة #على- طريقك هي حملة إنسانية وثقافية واجتماعية في آن واحد
فمن الناحية الإنسانية هي عون للطلاب في أزمة خانقة تمر بها البلاد، ومن الجانب الثقافي فهي ترسيخ وتعزير للروابط الثقافية وفتح طريق للعمل الإنساني المشترك، ومن الجانب الاجتماعي فهي حملة تعزز من ثقافة التماسك والترابط المجتمعي بين كل الطبقات الاجتماعية".
ويضيف نعمان: "في صنعاء تبنيناها نحن الشباب بالمقام الأول كوننا طلاب جامعات وعشنا وعرفنا ماذا تعني معاناة الطالب الجامعي وأن الكثير من الطلبة يتغيبون عن معظم المحاضرات بسبب انعدام المواصلات".

مخاطر الاقتصاد
يقول خبراء اقتصاديون إن استمرار تدهور الاقتصاد دون وجود حلول سيكون له تداعيات وخيمة من حيث تراجع نسبة كبيرة من الطلاب عن مواصلة التعليم، الأمر الذي يهدد بانهيار شامل للعملية التعليمية".

الصحفي الاقتصادي وثيق صالح يقول "للـمصدر أونلاين" إنَّ للتدهور الاقتصادي في البلاد أثر سلباً على مجمل الأوضاع وليس على الجانب التعليمي فقط، لكن خطورة الآثار المترتبة على قطاع التعليم تؤدي إلى تقليص عدد الطلاب الملتحقين سواء في المدارس والجامعات بالإضافة إلى تراجع جودة التعليم وهو ما يؤثر على المستوى المعرفي للطلاب، وانهيار منظومة التعليم بشكل عام.

ويوضح قائلاً: "الأمر يشكل خطورة بالغة فإذا كان الطالب عاجزًا فعلًا عن توفير قيمة وسائل المواصلات فكيف سيتمكن من تسديد الرسوم المالية، خصوصا في التعليم الخاص أو الطلاب الذين يدرسون نظام موازي بالجامعات الحكومية".
ويشدد وثيق أن الأمر ليس له أي حل ويتطلب تدخل حكومي لدعم قطاع التعليم في البلاد بشقيه الخاص والعام، ووضع استراتيجية وطنية، بما يمّكن جميع فئات الشعب والمجتمع من مواصلة التعليم في كافة المراحل والارتقاء بمستوى جودة ومضمون التعليم.

"المصدر أونلاين"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى