​الانفصال هو الحل

>
نعم توحدت الأرض، والتقى البشر، ورفع إلى السماء خيط حريري موحد، شكل من ألوان الطيف اللون الأبيض والأحمر والأسود، علم واحد عظيم ليس موحدا، ولكن (ما فيا الفساد) الطبقة السياسية الحاكمة تمكنت من شل وتجميد مضمون الوحدة وقوانين التغيير والإصلاح المطلوب وفق الأهداف الوحدوية المتفق عليها شمالا وجنوبا، ووضعت الأهداف والمبادئ، مع الأسف، على رفوف مجالس سلطات دولة الوحدة اليمنية، وفي داخل أدراج أجهزتها التنفيذية والتشريعية والرئاسية، وأبدعت استهلاكها الإعلامي للدعاية والتسويق في تحسين صور التقدم والتطور الشكلي! مع أن الواقع اليمني المعيش لم يحظ بأي اهتمامات في عمليتي التغيير والبناء؛ مما عكس هذا القصور في الواقع الملموس مظاهر التدهور الشامل لعملية النمو المنشود والمأمول.

وبفعل ما فيا الفساد داخل سلطات الدولة الثلاث، تجسدت الصور المأساوية والكوارث على رؤوس الفقراء الطامحين إلى عيش رغيد وسلام دائم في حياتهم، في ظل وحدة عقروها وضربوها من خلال توسع تمركز رموز مافيا الفساد من الأعلى حتى الأدنى، بمنهجية عالية المستوى داخل الأجهزة العليا والدنيا لدولة الوحدة اليمنية، وضمان تمكين قبضتهم المحكمة على مواقع ومفاصل هذه السلطات الثلاث الرئاسية والتنفيذية والتشريعية، والسيطرة عليها عائليا وقبليا وتشطيريا لصالح الشمال اليمني، من خلال تشكيل الخلايا المترابطة والمتجانسة والمتسلسلة وفق مصالح الأغنياء والأثرياء، واستثمار عائدات الوطن وثرواته وخيراته، وما تحت الأرض وما عليها، لمزيد من تراكم الأموال والثراء غير المشروع، مقابل توسع رقعة الحرمان ومساحات الفقر الأصفر على خارطة اليمن الخضراء السعيدة!

ونتج عن ذلك تعاظم المآسي والكوارث في حياة الفقراء الوحدويين، وتعميق جراحهم وزيادة مواجعهم وآلامهم وبؤسهم وشقاءهم، بعد أن شوهت سلطة الفساد محاسن الوحدة، وأزهقت روح القانون، وخنقت أصواته، وهمشت رأسه بمطرقة القوة وبراعة التحايل والكذب وبوقاحة الاستهتار والمكر والخداع! وفرضت سلطات الفساد الوحدوي التهميش القسري للديمقراطية وحرية الرأي، وطمس صرخات الجياع بالشعارات المدوية الخاوية...

وعمت فوضوية الحقائق الزائفة لمزيد من النزعات والنزاعات بتهم الانفصال والإرهاب والخيانة والتمرد، وذلك من أجل لي الأذرع لمزيد من الاستسلام والتسليم بالأمر الواقع الظالم.
واستمر الصراع الظالم ضد وحدة الفقراء داخل دولة الوحدة، ولم تصح الضمائر، ولم يرحم الأغنياء الوحدويون فقراءهم الوحدويين، فزادت وضاعفت من إفقارهم، ومنعت أيادي الأغنياء من أن تلقي بحبات الخير لإشباع الأفواه الجائعة في عصر انتفاخ الكروش وتدلي الرقاب الرطبة والعيش الرغيد في القصور الفارهة والفلل الفاخرة وحياة البذخ الشبيهة بعيش الملوك والأمراء في دول النفط والذهب!.

وبالفعل، انتصرت وحدة الغني على وحدة الفقير، ولم تظهر القلوب، ولم تهدأ النفوس. ولم تستقر العقول في الرؤوس. ولم ولن تستيقظ الضمائر الميتة، ويستمر انتهاك حقوق الإنسان الفقير في السر والعلن بغياب نظام وقانون المساواة والعدل بين الناس!.
وانتصرت وحدة الأغنياء وهزمت وحدة الفقراء. إذن الحل هو الانفصال. وعلى الفقراء، بالذات فقراء الجنوب، الإعلان عن الانفصال في أول مركز للاستفتاء وبالدعم الإقليمي والدولي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى