​لملس

> لو كان على الأرض كلها رجل آخر أرسلته الأقدار لكي يجلس مكان الأخ أحمد حامد لملس محافظاً لمحافظة مسالمة متنوعة الثقافات والغايات، لما فعل هذا الرجل مهما كان شأنه ووزنه السياسي والأخلاقي، أكثر مما يفعل (لملس) بالحرف الواحد.
والأخ أحمد رمت به المقادير إلى قعر عاصمة مستهدفة سياسياً ومستباحة أخلاقيًا من طرف فرقاء سياسيين يأكلون مع الذئب ويبكون مع الراعي، ويمارسون مع عدن ألعاباً دراكولية لحساب انتهازيين لا يكتفون بالمتاجرة بالقضية الوطنية العادلة، بل يقتلون القتيل ويمشون في جنازته بكل بجاحة.

أمام (لملس) ملفات مختلفة التوجهات تقض مضجع أي قيادي، وأمامه مهام اقتصادية صعبة يتصدى لها في غياب كامل للدولة وتشكيلاتها.
يدرك (لملس) طريق الأخطار الذي يمشي فيه واثق الخطوة دون أن يضع حصانة لحياته على حساب حياة ناس عدن وهذا قدره، وقدرنا أن نكون خلفه نؤازره ونشد من عضده إلى أن يفرجها الله على العباد سكان هذه البلاد.

يدرك (لملس) أن تجار الأزمات الذين يشترون الذمم برخص التراب جعلوا أعزة أهل عدن أذلة، ويدرك بحدسه أن عدن مأهولة بمن يتعاطون الشائعات شراباً وحبوباً وتحاميل، وهؤلاء المزروعون مثل ساق (البامبو) ينبتون في أي أرض وتحت أي ظروف وهدفهم تنفيذ أجندة حزب، وسيقابلون إصلاحات (لملس) المخلص بالمزيد من المؤامرات والدسائس وضرب الكرسي في الكلوب.

يدرك أيضاً أن الأحزاب التي اتفقت على الباطل لن تدخر جهداً ولن تعدم وسيلة في سبيل إفشال المشروع التنموي لهذا المحافظ الشاب المتدفق حباً لعدن ولأهلها الطيبين المسالمين.
لن يقف المرجفون مكتوفي الأيدي أمام حماس هذا المحافظ الذي ما أن يغلق ملفاً خدماتياً حتى يفتح آخر بصورة تثير حفيظة المخرج السياسي المتحكم بخيوط الأحزاب المترهلة يحركها كيفما شاء في ظل حكومة ميتة الضرب فيها حرام.

نصيحة من القلب للأخ المحافظ: اعمل لعدن خدماتياً في صمت بعيداً عن جعجعة الإعلام المعارض، كن لسان كل عدني فقير معدم يبحث عن كرامته وعن أمنه وأمانه، كن للناس في عدن أقرب إليهم من حبل وريدك.
ضع مصلحة الناس هي العليا فوق كل الغايات والتوجهات السياسية، لامس الوتر الحساس لاحتياجات الناس، فعل قنوات الثواب والعقاب، لا تولي أدنى أهمية لأبواق البطون التي لا تشبع والنفوس التي لا تقنع، مارس صلاحياتك في ترميم بيت المحافظة من الداخل، استخدم مبيد العين الحمراء للقضاء على فيروسات تنخر في جسد ديوان المحافظة ولا أحد يسألها حسابيا عن ثلث الثلاثة كم؟ ابقَ على الفاعلين وسرح خدمات الخاملين الانحشاريين الذين لا هم لهم سوى عمولات المشاريع الفاسدة والفاشلة.

عزيزي المحافظ أمامك تحديات كبيرة يشيب من هولها ريش الغراب، لكنك تمتلك شجاعة البدوي وصفاء الريفي ونقاء المدني، تستطيع أن تروض كل هذه الإشكاليات والمنغصات شريطة أن تقترب دائماً من مشاكل وهموم الناس وتسهر على راحتهم.
عزيزي (لملس) عدن خلفك تقول لك في هذا الوضع الصعب الذي يعصف ببطون البسطاء: إذا العناية الإلهية راقبتك عيونها، فانسَ المخاوف كلهن أمان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى