فضح الفضائح في هبة حضرموت

> كتب/ المراقب السياسي

> التحرك الشعبي الذي انفجر في حضرموت، وتحرك بأكثر الدوافع نقاءً والتي تحرك الشعوب وهو الجوع تسبب في بدء فضح ما هو معروف ومفضوح سلفًا لسنوات خلت.. نحن لسنا بدولة فقيرة لكن شعبها أفقره حفنة من ناهبي الثروات متخصصين في عدة مجالات.
إذا ما احتسبنا فضيحة كميات الديزل المنهوبة لقيادات في المنطقة العسكرية الأولى تحت اسم كهرباء شبوة والتي قدرت بمائة وعشرين مليون ريال يوميًا لمدة شهر فهي ثلاثة مليارات وستمائة مليون ريال شهريًا، وهذا بند واحد فقط.

هناك حديث عن ثمانمائة بئر نفط ليست مسجلة في كشوفات الدولة أو وزارة النفط ولا يعرف أين يذهب إنتاجها، المحتجون يتحدثون عن شحنات من الذهب المستخرج من مناجم في حضرموت كانت في طريقها إلى مأرب، لكن الفضيحة الكبرى هي توقف مصفاة صافر بعد توقف إمدادها بنفط
حضرموت بعد أن كانت الدولة تدعي لسنوات أن سبب رخص مشتقات النفط في مأرب هو قيام مصفاتها بتكرير نفط مأرب لسكان مأرب، فأين ذهب إنتاج نفط محافظة مأرب إن كان هناك أي إنتاج؟

كيف يمكن إشباع الشعب وثرواته تنهب نهارًا جهارًا؟ كيف يمكن للبنك المركزي في عدن تعزيز قيمة الريال، بينما مئات المليارات تنفض من خزائن الدولة إلى جيوب الفاسدين؟ وبأي حق ينهبونا وتسكت الدولة عن ذلك بضوء آخر من كبار رجالات الدولة؟
إن انتفاضة حضرموت يجب أن تدعم وتتوسع إلى كل رقعة من البلاد، فلا يجوز أن يتضور الشعب جوعًا ويسكت، بينما تزداد ثروات الفاسدين يومًا بعد يوم.

أين سلطة عدن مما يحدث في حضرموت؟ أين الدعم المالي واللوجستي والتجنيد؟ ماذا فعلت عدن لدعم حضرموت فيما يجري؟.
الأكيد أن وادي حضرموت لن يحرر ببيانات وأخباراً على شاشة صغيرة أو مذياع من الداخل أو الخارج، بل بعمل فعلي ودعم مالي وعسكري وسياسي.

وفي الجانب الغربي من الجنوب تقع مسؤولية وقف البسط والاستيلاء على الأراضي والعقارات الخاصة والعامة وعمليات نهب الشركات الخاصة بالكامل على عاتق المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يجب عليه اليوم أن يدفع مناصريه وقواته إلى محاربة الفساد في كل شيء والحفاظ على القطاع الخاص من الانهيار، لأن الطوفان الذي نحذر منه منذ سنوات قادم لا محالة ويجب ألا يسمح للسياسيين بحشر المجلس الانتقالي الجنوبي في زاوية ضد شعبه.

إن حالة السفه والشطط السياسي التي تسود اليوم على منصات التواصل الاجتماعي ويحركها بشكل أساسي نشطاء جنوبيون يجب الترفع عنها لصالح رص صفوف الجنوبيين في مواجهة كل هذه الشوائب الدخيلة على المجتمع، فالفاسد فاسد سواء كان شمالياً أو جنوبياً أو حتى من خارج البلاد ويجب عدم السكوت عن الفساد مهما كان الفرد قريباً منا.

ويجب ألا ينسى الجميع أن دولاً أخرى مرت بما نمر به الآن وخرجت من هذه الحالة لكن بعد الخروج من أزماتهم تم زج من استغلوا لحظات الضعف داخل السجون وهو نهاية كل فاسد بلا محالة.

إن هذا البلد الذي يعتبر أحد أقدم مهود الحضارة على وجه الأرض لا يمكن أن ينتهي قريبًا، بل سيبقى وسينتهي من عبثوا بمصير الأمة، ولكم في النصر الكبير الذي حققه فريق الناشئين عبرة، فأولئك الصغار في السن، الذين لم يلوث عقولهم سفهاء السياسة اليمنيون حققوا نصر أفرح الملايين من ذوي العقول الكبيرة والصغيرة وكان فعلهم كبيرًا.

أصبح اليوم بحاجة لثورة على الثورة تطيح بكل هؤلاء البلاطجة الذين استغلوا السبع السنوات الماضية للصعود على ضهور الملايين من المطحونين.. ثورة يقودها شرفاء وطنيون مشهود لهم بنظافة اليد، هدفها بناء الوطن، أما موضوع الانفصال فقد أصبح مطية لكل طامح في فساد ولن يحسمه سوى استفتاء أبناء الشعب ليقرروا مصيرهم ولن يأتي أحد به جاهزاً على طبق من ذهب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى