مركز أمريكي: اليمن لم يكن موحدا والحوار الوطني فشل في إيجاد حل سياسي

> "الأيام" غرفة الأخبار:

> خلص مركز أمريكي شهير إلى أنّ اليمن لم يكن موحدا حقا، على الرغم من اختيار جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية التوحّد في عام 90.

جاء ذلك في تحليل نشره مركز ويلسون الأمريكي للعلماء، ومقره واشنطن، للباحثة في مؤسسة كارنيغي للسلام، مارينا أوتاوي، عن "الحرب والسياسة في ليبيا واليمن وسوريا"، وترجم أجزاء منه مركز سوث 24.

وقال التحليل: "اليمن في حدوده الحالية ليس بلدا موحدا، بل هو مزيج غير مستقر من مختلف المناطق والحركات السياسية والجماعات القبلية. والمكونان الرئيسان هما اليمن الشمالي والجنوبي"، وزعم التقرير أنّ كلاهما ليسا في وحدة متماسكة. فقد "كانت اليمن الشمالية خاضعة تاريخيا لسيطرة إمامة أطيح بها في عام 1962، مما أدى في نهاية المطاف إلى تشكيل الجمهورية العربية اليمنية"، بينما "ظهر جنوب اليمن في عام 1970 عندما تخلى البريطانيون عن السيطرة على مدينة عدن، التي احتلوها منذ عام 1839 كجزء من الجهود الرامية إلى تأمين الطريق البحري إلى الهند، وعدد من الأراضي المحمية المتمتعة بالحكم الذاتي إلى الشرق".

ووفقا للتحليل، "أنشأ جنوب اليمن، إلى حد ما، حكومة ذات توجه اشتراكي قوي، أطلقت على نفسها اسم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية. وعلى الرغم من اختلاف تاريخهما السابق، اختارت جمهورية اليمن الديمقراطية والجمهورية العربية اليمنية الديمقراطية لتوحيد صفوفهما في الجمهورية اليمنية في عام 1990. ولم ينجح التوحيد، حيث استاء الجنوب مما اعتبره هيمنة الشمال، واندلعت حرب قصيرة [بينهما] في عام 1994، انتهت بهزيمة الجنوب وإعادة فرض الوحدة".

وعقب الانتصار العسكري في 1994، قال التحليل: "الجمهورية اليمنية منحت نفسها زخارف الجمهورية الحديثة، مع برلمان منتخب وأحزاب سياسية. وقد أجرت انتخابات في عام 1993 ومرة أخرى في عام 1997 بعد صراع عام 1994"، لكن "في إشارة إلى هشاشة البلاد، قاطع الحزب الاشتراكي اليمني، الذي هيمن على الجنوب، انتخابات عام 1997".

وقالت الباحثة: "ظهور الحوثيين والحركة الانفصالية الجنوبية خلق مشكلة لا يمكن التغلب عليها. وفي الفترة بين نوفمبر 2011، عندما وافق صالح على خطة الانتقال الخليجية، ازدادت أهميتهما وقوتهما" مشيرا إلى أنهما لم يريا مؤتمر الحوار الوطني "حلا لمشاكلهما أو استجابة لتطلعاتهما".

وفي الوقت نفسه، قال مركز ويلسون "سرعان ما ظهرت الاتجاهات الانفصالية في الجنوب، واستمر السخط في الجنوب في التفاقم بعد حرب عام 1994، وبحلول عام 2007، كانت المنطقة تعج بالحركات السياسية التي تجمعت ضد الشمال بسبب المظالم".

وأضاف التحليل أنّ "الحل الفيدرالي الذي قدمه مؤتمر الحوار الوطني لم يطمئن الجنوبيين أكثر من الحوثيين. وقد أصبحت الحركات الجنوبية راسخة ومصممة على طموحاتها الانفصالية، وحصلت على دعم خارجي، لا سيما من جانب الإمارات العربية المتحدة، التي أصبحت ترى في فصل الجنوب بديلا أفضل للصراع المستمر".

"وعلى الرغم من أن الحركات الجنوبية الكثيرة لم تتوحد، لكن المجلس الانتقالي الجنوبي ظهر بعد عام 2017 باعتباره الأكثر نفوذا"، وفقا للتحليل، "وبحلول عام 2021، سيطر على جزء كبير من المحافظات الجنوبية، تاركا حكومة الرئيس هادي الرسمية المعترف بها دوليا، المحاصرة بالفعل من قبل الحوثيين، دون مزيد من السيطرة".

وفي النهاية، يقول تحليل المركز الأمريكي: "مؤتمر الحوار الوطني فشل في توجيه اليمن نحو حل سياسي، لكن الحل العسكري من خلال انتصار مجموعة واحدة ظل مستحيلا أيضا. وبدلا من ذلك، لا يزال اليمن غارقا في لعبة السلطة للجماعات التي تميل بشكل متزايد إلى الاعتماد على القوة".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى