لأول مرة في العالم.. زراعة قلب خنزير في جسم إنسان

> واشنطن "الأيام"

> ​نجح جراحون أميركيون في زرع قلب خنزير معدل وراثيا داخل جسم إنسان في سابقة عالمية أعلنت عنها كلية الطب في جامعة ميريلاند الأميركية الاثنين، في وقت سيقود فيه هذا الاكتشاف بالرغم من أهميته العلمية إلى جدل أخلاقي وديني حول جواز الاستفادة منه، إذا نجح تماما وبدأ تعميم تطبيقه.

ومرد هذا الجدل حول زرع قلب خنزير في جسم إنسان ومن قبله محاولة زرع كلية هو أن الخنزير يحرّم أكل لحمه في الديانتين الإسلامية واليهودية، ومن الصعب على الوعي الديني التعامل مع هذا الاكتشاف بإيجابية والتشجيع على تعميمه في حال نجحت التجربة.

ويقول متابعون لهذا الجدل إنه من الصعب إقناع رجال الدين بإصدار فتاوى داعمة لفكرة اللجوء إلى زرع عضو من الخنزير لإنقاذ نفس بشرية فما بالك بإقناع عامة الناس التي تتعامل مع الفتاوى وكأنّها نصوص دينية لا تقبل التأويل أو التفسير.

وفي نهاية سبتمبر الماضي شهد العالم نجاحا طبيا وعلميا شغل عناوين وسائل الإعلام، إذ تمكن جراحون أميركيون من زرع كلية خنزير، معدلة جينيا، في جسم مريضة متوفاة دماغيا.

وكان أستاذ الفقه المقارن في جامعة الأزهر أحمد كريمة حسين سئل منذ أسابيع عن جواز الاستعانة بكلية خنزير لزرعها في جسم مريض فقال إن نقل الأعضاء من الخنزير للإنسان “حرام كنص تشريعي لا يقبل الاجتهاد”، وإن “الخنزير نجس بكل أعضائه وما ينفصل عنه من سوائل وأعضاء وشحوم وغيرها”.

ورافق جدل أخلاقي كبير دعوات لاستنساخ أعضاء بشرية لغايات طبية بعد نجاح تجربة استنساخ النعجة دوللي، وكان عدد الرافضين أكبر بكثير ممن قبلوا مبدأ الفكرة، ومبرر الرفض هو أن استنساخ البشر كقطع غيار سيفضي إلى الحصول على إنسان مشوه وممسوخ على عكس الإنسان العادي المكرم دينيا.

وإذا كان قد تم رفض فكرة استنساخ الإنسان والتعامل معه كقطع غيار واعتبارها تتناقض مع سنة الحياة ونواميس الخلق، فمن الصعب التعاطي بإيجابية مع فكرة نقل قطع غيار من الخنزير وزرعها في جسم الإنسان.

وقالت كلية الطب في جامعة ميريلاند في بيان لها إن العملية أجريت الجمعة وأظهرت للمرة الأولى أن قلباً حيوانياً يمكنه الاستمرار في العمل داخل جسم الإنسان من دون رفض فوري.

وكان المستفيد من عملية الزرع ديفيد بينيت (57 عاما) قد اعتُبر غير مؤهّل لعملية زرع قلب بشري.

ويخضع المريض لمتابعة دقيقة من الأطباء للتأكد من عمل العضو المزروع الجديد بصورة سليمة.

وقال بينيت عشيّة العمليّة في تصريحات أوردتها كلية الطب “كنت أمام خيارين: إمّا أن أموت أو أن أجري عملية الزرع هذه. أريد أن أعيش. أدرك أن العملية خطرة لكنها خياري الأخير”.

ومنحت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (أف دي إيه) تصريحاً طارئاً لإجراء هذه الجراحة ليلة رأس السنة، كخطوة أخيرة لمريض لم يكن مؤهلاً لعملية الزرع التقليدية.

وقال قائد الفريق الطبي محمد محي الدين إنه “يشعر بحماس شديد لأن العملية جرت بصورة جيدة جدا، فاقت التوقعات”.

وأضاف “لم نر أيّ علامة على الرفض لهذا العضو”، متابعا “لقد قمنا بتعديل عشر جينات في هذا العضو”.

وقال محي الدين إنه تم “إيقاف تشغيل ثلاث جينات كان من الممكن أن تؤدي إلى رفض مناعي فوري وتمت إضافة ستة جينات بشرية لمنع الدم من التخثر في القلب، وتحسين التوافق الجزيئي والحد من خطر الرفض”.

كما تم إيقاف تشغيل جين واحد لمنع الخنزير نفسه من النمو بشكل كبير جدا.

وأضاف محي الدين “هذه العملية غيرت قواعد اللعبة، وأعطت أملا لعشرات الآلاف من الأشخاص”.

ودرس محي الدين الطب في جامعة كراتشي في باكستان، وقالت جامعة ميريلاند إن بحوث محي الدين أدت إلى هذا الاختراق العلمي.

وقال الجرّاح بارتلي غريفيث الذي أجرى العملية إنّ “هذه عملية جراحية رائدة وتقرّبنا خطوة من حلّ أزمة نقص الأعضاء”.

وأضاف “نتعامل بحذر لكننا متفائلون أيضا لكون هذه السابقة العالمية ستتيح تقديم خيار جديد ضروري للمرضى في المستقبل”.

وقد خضع الخنزير الذي استُخرج منه القلب إلى تعديل وراثي للتوقف عن إفراز نوع من السكر موجود عموما في كل خلايا الخنازير ويؤدي إلى رفض فوري للعضو.

وتمتلك الخنازير أعضاء مماثلة للأعضاء البشرية، وسيمكن استخدام أعضاء هذه الحيوانات لبشر من إنهاء معاناة جزء كبير من المحتاجين إلى أعضاء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى