يناير النصر المبين

> الذين ينفخون في كير مخلفات الماضي الجنوبي قليلون لكنهم في الواقع يثيرون النعرات ويحيون رفات الذكريات التي طويناها.

والذين في قلوبهم مرض هم من يوقظون الفتن، الحبة تخرج من أفواههم بحجم القبة، دون الالتفات إلى حقيقة أن جنوبيي اليوم ليسوا متنافرين كجنوبيي الأمس.

هل أصبحت الجبهة الداخلية أكثر تماسكًا وأكثر التحامًا وأكثر إصرارًا على المضي نحو المستقبل بجنوب يتسع للجميع ولا يصادر حقوق الآخرين؟

الإجابة قالها أبطال ألوية العمالقة الجنوبية في ملحمة تحرير مديريات بيحان الثلاث بعملية خاطفة تعد إعجازًا عسكريًا في زمن الحروب؟

سالت دماء شهداء الجنوب على تراب شبوة وامتزجت بزغاريد الأم الثكلى والزوجة المترملة والأطفال اليتامى، هناك اختلط دم الأبيني بدم العدني والشبواني والضالعي واليافعي واللحجي والحضرمي والمهري.

من لديه ذرة شك واحدة في تصالح الجنوبيين وتسامحهم ما عليه سوى قراءة سطور ملحمة (بيحان)، ومن مازال منكم يحاول الوقيعة بين أبناء الجنوب فليمت بحسرته، فالدماء التي سالت هناك وارتوت منها شجرة الحرية لا يمكن أن تصبح ماء غورًا.

انتصار عمالقة الجنوب المتزامن مع ذكرى اليوم الأسود للثالث عشر من يناير جاء بالفعل ليمسح كل إرهاصات تلك الخطيئة، جاء ليحول تلك الأتراح إلى أفراح وليال ملاح كلها انتصارات واحتفالات بتحرير الأرض من دنس الطغاة.

13 يناير اليوم يوم عزة وكرامة وشموخ، والشعب الذي يحول هذا اليوم من يوم انكسار إلى يوم انتصار عظيم تلتئم فيه الجراح وتتوحد فيها القلوب هو شعب يستحق حياة أفضل في سلام ووئام وسكينة تعمر وتبني وترسي دعائم الوطن الجديد الخالي من كولسترول الضغائن والأحقاد.

13 يناير اليوم فداء وتضحية وقوافل شهداء تعبد طريق التسامح والتصالح وتفرضه دستورا عظيما يحقن دماء أبناء الوطن الواحد، ومهما حاول المرجفون زرع مفخخات الوقيعة وشق الصف الجنوبي ستخيب محاولاتهم وتتبخر أعمالهم الشيطانية أمام شعب جديد برز من تحت رماد الظلم كطائر العنقاء، ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله.

13 يناير اليوم ميلاد جنوب جديد متماسك ومتسامح ومتصالح ومتناغم ومنسجم وعلى قلب هدف واحد، يرنو نحو مستقبل جميل يصلح كل ما أفسده دهر الانشقاقات والاختلافات وتفاهات الرفاق.

13 يناير اليوم يوم الجسد الجنوبي الواحد، إذا اشتكت أبين تداعت لها عدن وحضرموت وشبوة ولحج والضالع والمهرة بالسهر والحمى.

بنيان الجنوب المرصوص في يوم كهذا يضع الفواصل بين نضال الأبطال الذين عاهدوا الله ودماء الشهداء تحت راية القضية الوطنية العادلة، ونضال فيسبوكي فندقي آخر يسعى إلى دق أسفين بين الجنوبيين إرضاء لغاية النفس التي لا تقنع والبطن التي لا تشبع.

كل الذين نفخوا في كير الماضي ثم استعانوا على قضاء مخططاتهم الشيطانية بعطر (أم منشم) فشلوا فشلًا ذريعًا في تحقيق مبتغاهم أمام جنوبيين أبطال يصنعون من دماء شهدائهم شرابًا للحرية، شرابًا له مذاق النصر المبين نعم الشراب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى