المهمة المستحيلة

> عمرو سعد

>
عمرو سعد
عمرو سعد
* بات العمل في إدارات الأندية الرياضية أشبه ما يكون بالمهمة المستحيلة نظراً للكم الهائل من الصعوبات والمعوقات والمشاكل ، التي تواجهها قيادات الأندية من وجهة نظري الشخصية، إضافة إلى غياب الثقافة الرياضية عن طبيعة عمل هذه الإدارات .. والشائع لدى الشارع الرياضي اليمني ، أن عضو مجلس الإدارة ، أو رئيس النادي ، هو شخص يحمل الفانوس السحري العجيب ، أو العفريت الذي يخرج من مصباح علاء الدين ، والذي يحقق كل الأمنيات والأحلام ، التي يطلبها اللاعبون والمدربون والجماهير وإليكم بعض مطالب اللاعبين ، وأهمها التوظيف ، والمساعدة في بناء البيت والزواج .. ناهيك عن متطلبات المدربين من مرتبات عالية ، وتوفير أفضل اللاعبين لفرقهم ، وتنفيذ كل البرامج التدريبية والمعسكرات، على الرغم من أن الجميع يعرفون حق المعرفة الظروف القاسية التي تمر بها البلاد، كما يعون جيداً شحة الامكانيات في ميزانية النادي.

* وإذا لم تستطع إدارة النادي توفير كل هذه المتطلبات يقولون لرئيس النادي : "إيش معك أجيت النادي هيا شل نفسك وقدم استقالتك .. نشتي واحد معه فلوس حتى ولو كان سارقاً أو سكراناً أو زعيم مافيا" .. للأسف هذا واقعنا المرير بسبب الأمية الثقافية الرياضية .. والحقيقة التي يجهلها الكثيرون في الشارع الرياضي والأندية أن العمل في إدارات الأندية الرياضية، هي عملية تنظيم وتخطيط وتوجيه وقيادة ، ومراقبة للمواد البشرية واستخدام كل الموارد المالية المتاحة للوصول إلى الأهداف المرسومة ، ولهذا من يعملون الآن في إدارات الأندية يعانون الكثير، ليس هذا فحسب ، بل نجد البعض من الجهلة للأسف يشككون في أخلاق ونوايا من يعملون في أنديتنا طواعية ، حيث لا يجدون التقدير والاحترام الكافي نظير الجهود المبذولة من قبلهم في خدمة أبناء النادي.

* ولهذا .. نجد أنفسنا ملزمين بتوعية هؤلاء ، لنوضح لهم أن الأندية الرياضية ، وُجدت في المجتمعات المحلية ، من أجل استغلال واستثمار الطاقات الشبابية ، في ما ينفعهم والعمل على تجنيبهم أجواء المخدرات وشرور الجماعات الإرهابية عدوة الشعوب ، لأن المحافظة على شبابنا من صلب مهامنا ، وهو ما يمنح الوطن والمجتمع جيلاً قوياً قادراً على البناء والدفاع عن الوطن .. وعلى القيادات السياسية الوقوف الجاد خلف شبابنا المعطاء ، وتذليل كل الصعوبات التي تعترض حياتهم ، والعمل على إنهاء حالة الفوضى والأجواء المسمومة التي يسعى إلى توفيرها أعداء الوطن.

* ولعل من الضروري أولاً : أن أذكر هنا أننا يجب علينا عدم التدخل في عملية اختيار مجالس إدارات الأندية وفقاً للتوجه السياسي، وليس الرياضي من أجل أن تتم السيطرة على تلك الأندية .. ثانياً أن نسعى إلى اعتماد الدعم المالي الشهري الثابت على مدار العام، وليس في وقت الصراعات السياسية الرياضية فقط.
* أخيراً .. عزيزي القارئ لك أن تتخيل أن أندية عدن تعتمد اعتماداً كلياً على المخصص الشهري المرصود لها من قبل (مجموعة شركات هائل سعيد أنعم).
* وهنا أتقدم بسؤال بريء جداً : ماذا لو أوقف هائل سعيد المخصصات الشهرية للأندية .. ؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى