> «الأيام» غرفة الأخبار:

كشف مركز أبحاث ودراسات أمريكي، عن ثلاثة سيناريوهات محتملة، تؤكد تورط إيران في الهجوم الذي استهدف منشآت حيوية في الإمارات رغم من تصريحات جماعة الحوثي بتبنيها للعملية.
وقال تقرير صادر عن معهد "الشرق الأوسط"، أمس السبت، إن "السبب الرئيس وراء تبني الحوثيين الهجوم" هو أنهم يتعرضون لضغوط هائلة في اليمن بفضل التقدم الذي تمكّنت الإمارات من تحقيقه عبر شركاء يمنيين محليين يطلق عليهم ألوية العمالقة. لا بد أنهم (الحوثيون) اعتقدوا أن أفضل طريقة لوقف تدهورهم الاستراتيجي في اليمن هي إرسال رسالة واضحة إلى أبو ظبي في شكل مقذوفات قاتلة".

وأوضح التقرير أن "الحوثيين، إذا رجحنا وقوفهم وراء الهجوم، لم يكن بمقدورهم فعل ذلك بدون شحنات الأسلحة شبه المستمرة من فيلق القدس الإيراني. كما تعلم الحوثيون بعض الطرق من الإيرانيين وحزب الله اللبناني عن طريقة تجميع الطائرات بدون طيار محليا، لكنهم بالتأكيد لا يملكون القدرة على إنتاج صواريخ باليستية".
وعن السيناريوهات التي كشف عنها التقرير، قال: "السيناريو الأول هو أن الحوثيين نفذوا الهجوم بمباركة كاملة وتورط عملياتي من الإيرانيين. إذا كان هذا هو الحال – وهذا ليس مستبعدا لأن الحوثيين، وفقًا للإماراتيين، لم يستخدموا فقط طائرات بدون طيار ذات حمولة محدودة ولكن أيضا صواريخ باليستية وصواريخ كروز، وهي أسلحة حرب أقوى بكثير (لذلك قد يعتقد المرء أن استخدامها، كما يعتقد، تتطلب إذن الإيرانيين) – ثم على المرء أن يتساءل ما الفائدة للإيرانيين؟ ما هي حساباتهم أو حافزهم الاستراتيجي؟ لماذا ضربوا أبو ظبي؟".

أما السيناريو الثاني الذي أورده التقرير فيشير إلى أن "الإيرانيين علموا بنوايا الحوثيين، ولم يحبوا الفكرة ولم يوقفوا الهجوم. لقد وضعوا قيودا من خلال التحكم التشغيلي. بمعنى آخر، وافق الإيرانيون على الضربة وقادوا عملية الاستهداف".
وحسب التقرير، هذا السيناريو "يبدو أقل احتمالا من السيناريو الأول، ولكنه ليس مستبعدا لأن هناك سابقة محتملة لذلك. ربما يكون هذا ما حدث خلال حرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله. في ذلك الوقت. يُفترض أن إيران أمرت حليفها الشيعي بعدم ضرب مصانع البتروكيماويات الإسرائيلية في حيفا (التي كانت بوضوح في مرمى صواريخ حزب الله) لتجنب تصعيد خطير ورد إسرائيلي محتمل ضد إيران. مع هذا الهجوم على الإمارات، يقل قلق الإيرانيين بشأن الرد الإماراتي عليهم، لكن لديهم مصلحة في تجنب التصعيد الإقليمي الذي قد يجذب الأمريكيين وربما الإسرائيليين والحفاظ على علاقات وظيفية مع أبو ظبي".

وذكر أنه "على غرار منطق السيناريو الأول، من المنطقي أن يكون الإيرانيون قد شاركوا عمليا في الهجوم لأن الأهداف المختارة كان من الممكن أن تكون مختلفة وكان الضرر الذي لحق بالحوثيين أسوأ كثيرا لو كان الحوثيون مسؤولين تماما.
وعن السيناريو الثالث والأخير، قال التقرير، إن "الحوثيين خططوا ونفذوا هذا الهجوم بأنفسهم دون التشاور مع الإيرانيين. إذا كان الأمر كذلك، فهذا يعني أن الإيرانيين ليس لديهم سيطرة على كيفية  استخدام الحوثيين للأسلحة التي يتلقونها من طهران. وهذا من شأنه أن يتحدى بشكل خطير النظرية القائلة إن الحوثيين، أو على الأقل جهودهم الحربية (ناهيك عن سلوكهم التفاوضي)، يخضعون لتوجيه وإشراف إيراني وثيق".

وتابع: "إذا كان صحيحا أن الإيرانيين  ليس  لديهم هذا النوع من القوة أو التأثير على الحوثيين، فهذه مشكلة. إنها مشكلة للسعوديين والإماراتيين والأمريكيين والأمم المتحدة. كما يعني أن مستقبل حرب اليمن والعملية السياسية – الميتة حاليًا – هي بطبيعتها تحت رحمة نزوات الحوثيين وحدها، وليس التفضيلات الإيرانية. وأن أهداف الحوثيين حتى الآن طموحة وغير معقولة. فإذا كان هناك من يعيق التقدم السياسي فهم الحوثيون لا السعوديون الذين أبدوا حرصا أكثر من أي شخص آخر على وقف إطلاق النار ومن الناحية المثالية وإنهاء هذه الحرب".