> لا يمكن لأحد أن يخطر في مخيلته ليرى منتزهًا يقع في سطح بناية، هذا ما فكر وأقدم عليه المواطن، محمد عمر عبدالله مثنى، عندما قام بتحويل سطح بنايته الواقعة بحي حوش العبادي بالممدارة، بمديرية الشيخ عثمان بالعاصمة عدن، إلى واحة تراثية ومنتزه مبهر تغنيه هو وعائلته، لتكون متنفسًا لخلق أجواء تراثية تعود إلى الماضي.
عند رؤية الناظر لتلك الديكورات الأسمنتية المبهرة على كامل مساحة سطح منزله الذي شيده يراه كأنه واحة أثرية ومنتزه حقيقي.

راودت صاحبه فكرة القيام بهذا العمل بعد تسقيف سطح منزله، ووضع لوحات شمسية عليها، سعى راغبًا بعمل واحة بنمط تراثي أثري، وعلى ضوئه استدعى مختص في تصميم الديكورات الأسمنتية لكي يقوم بالبدء بتنفيذ ما في مخيلته وقام بتصميم مقاعد وطاولات للطعام منحوتة على شكل جذوع أشجار، وتبعها عمل مناظر رائعة مصنوعة من الأسمنت، لتزين كامل أرجاء السطح ليكون لوحة فنية تراثية.

يقول صاحب البناية وهو مغترب، أتى إلى بلاده ليقضي وقت إجازته بين عائلته وأقاربه: "قمت بهذا العمل الذي زين أرجاء سطحي لأصنع لنفسي ولعائلتي متعة ومتنفسًا للاستمتاع بأجواء تعود إلى الماضي، وذلك لحبي بالتراث والتاريخ والموروث الشعبي، لتشكل لي ملاذًا للراحة وعملية تجديد لخلق طاقة إيجابية، ولاسيما ونحن نعيش في زمن الحياة التقليدية المملة وخاصة في ظل أوضاع مزدحمة وضاغطة يعيشها المواطن، فمثل هذا النوع من العمل يحمل جمالًا رائعًا من الطبيعة التراثية الذي أحبها، فحرصت على تنفيذها".
استطاع منفذ العمل مصمم الديكورات الأسمنتية أحمد علي البشري، 39 عامًا، بتنفيذ المشروع بحسب رغبة صاحب البناية باحتفاظه بكثير من السمات من البيئة التراثية يحاكي الزمن القديم والعمل بأكمله تراثي وبطريقة يدوية عبارة عن تصميم ديكورات لطاولات وكراسي طعام على شكل جدع شجرة لتستريح عائلته ويستقبل ضيوفه، وكذا عمل ديكورات أسمنتية مستوحاه لمناظر جميلة على شكل أكواخ خشبية، ومنحدر جبلي يحيط به شلال يسير الماء فيه، وبئر أثري رائع المنظر بداخله نافورة ماء، وفي أعلاه مصباح، ووضع فيه خزنة ودولاب تراثي قديمان، وبناء شواية بأدوات يدوية مصنوعة من الطوب الأحمر الطبيعي يخزن الحرارة وفي أعلاها مدخنة مثبتة ومكانًا لوضع أواني الطهي، وبالإضافة إلى لوحة متكاملة بنمط مزخرف مصبوب من الأسمنت بمساعدة فرشاة الطلاء، ولإعطاء لمسات من الجمال عمل على تزيين جدران اسطحه ليبدو مزيجًا انتقائيًا متناغمًا بنقوش أسمنتية كالجبال المنحدرة والأخرى اتخذت على شكل أحجار أثرية، كما جعل السلالم الحديدية الموصلة إلى أعلى السطح مصممة على شكل جدوع الشجر، وكل الأعمال المنفذة تم طلاءها بمادة شفافة مصقولة تعرف بـ "الأبوكسي" وأرضيته تم صبها أيضًا بلون أخضر بنفس المادة الملمعة.