داخلية السعودية والإمارات تضعان خططًا لـ «حفظ أمن الخليج»

> «الأيام» غرفة الأخبار:

> زار وزير الداخلية السعودية، الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف، أمس أبوظبي، واجتمع بولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، محمد بن زايد، ومسؤولين آخرين، في ظل استمرار التصعيد بين التحالف العربي والحوثيين في اليمن.

وذكرت وكالتا البلدين أن اللقاء بحث سبل تعزيز التعاون الأمني القائم بين وزارتي الداخلية في البلدين، بالإضافة لاجتماعه بولي عهد دبي، حمدان بن محمد بن راشد.

وهذه الزيارة تعكس "قناعة ثابتة لدى الرياض وأبو ظبي، بأن التعاون ليس خيارًا ترفيًا، بل آلية عمل عبر تنظيم السياسات في الخليج، لاسيما في ظل الحرب مع الحوثيين في اليمن"، بحسب ما قاله المحلل السياسي السعودي، حسن المصطفى في تصريحات نشرتها قناة الحرة الأمريكية اليوم الأربعاء.

وبدأت الحرب في اليمن في 2014 بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران الذين سيطروا على مناطق واسعة في شمال البلاد وغربها وكذلك على العاصمة صنعاء. وتدخل التحالف العسكري بقيادة السعودية لدعم القوات الحكومية اعتبارًا من 2015.

وقال المصطفى: "صحيح أن كل دولة لها سياستها الخاصة، وطريقتها في مواجهة المخاطر، وأسلوبها في تعزيز أمنها الوطني، إلا أن التنسيق والتعاون المشترك أمر مفروغ منه".

وعن توقيت الزيارة في ظل التصعيد الحوثي على الإمارات، يقول المصطفى في تصريحات نشرها إن "السعودية اعتبرت أن الهجوم على أبوظبي، اعتداءً عليها، لأن ذلك من شأنه أن يخل بالمنظومة الأمنية لدول مجلس التعاون، ومن هنا كان دافع الزيارة".

وتعرضت الإمارات الشهر الماضي لثلاث هجمات بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة شنها المتمردون اليمنيون بعد خسارتهم مناطق في اليمن على أيدي "قوات يمنية موالية للحكومة دربتها الإمارات"، بحسب فرانس برس.

وبدوره، يوافق المحلل السياسي الإماراتي، عبد الخالق عبد الله، في حديث لموقع "الحرة"، على أن "الزيارة تأتي في ظل التصعيد الحوثي، ولكن لها علاقة بالتعاون الأمني ليست فقط بين الرياض وأبوظبي بل على مستوى مجلس التعاون الخليجي ككل".

ورأى عبدالخالق أن الزيارة تحمل "أبعاد التضامن المتبادل بين البلدين في مواجهة الصواريخ والطائرات المسيرة الحوثية التي تزايدت مؤخرًا وبشكل مكثف"، لافتًا إلى أنها "تأتي بعد انتهاء تدريبات وتمارين أمن الخليج العربي 3".

ونظمت فعاليات التمرين التعبوي المشترك، أمن الخليج العربي 3، في 16 يناير الماضي، وشاركت فيها جميع دول مجلس التعاون الخليجي، بهدف "رفع مستوى التنسيق ودرجة الاستعداد والجاهزية"، بحسب تقرير لوكالة الأنباء الإماراتية (وام).

وعن السيناريو المتوقع في ظل التطورات الأخيرة، يشدد المصطفى على أن "السعودية والإمارات تعملان على التنسيق بين البلدين، سياسيًا وأمنيًا وعسكريًا، من أجل حفظ أمن الخليج من الهجمات المتكررة للحوثيين".

وتابع: "هذا التنسيق لم تفرضه الهجمات الأخيرة ضد أبوظبي، وحسب، بل هو يعود إلى بدايات عاصفة الحزم، والعمل ضمن إطار قوات التحالف"، مشددًا على أن "الحل يكون بالحوار ووقف إطلاق النار".

وكذلك يتمسك عبد الله بأن "التحالف العربي لا يريد التصعيد، وسبق أن قدمت السعودية مبادرات عدة لوقف إطلاق النار وانتهاء الحرب على وجه السرعة".

وفي مارس 2021، أعلن الحوثيون رفضهم مبادرة سعودية لإنهاء الحرب في اليمن، إذ عرضت الرياض خطة لوقف إطلاق النار على مستوى البلاد وإعادة فتح خطوط جوية وبحرية.

واعتبر المحلل الإماراتي أن "هناك طرف يراهن أنه يستطيع حسم المعركة عسكريًا، وكان مستميتًا في السيطرة على مأرب واتضح أنه غير قادر على ذلك".

وأضاف: "التصعيد يأتي من طرف واحد ولأسباب واضحة متعلقة أساسًا بالهزائم التي مني بها الحوثيون في شبوة ومناطق من مأرب، ولكي يعوضون هذه الخسائر والهزائم قام بهذا التصعيد ضد الإمارات".

وفي رد انتقامي على ما تعرضت له أبوظبي، يشن التحالف غارات جوية مكثفة على صنعاء وغيرها من المناطق التي يسيطر عليها المتمردون.

وتابع عبد الله: "هناك طرف مسؤول عن بدء المأساة واستمرارها وهو الذي يستمر ولا يريد إيقاف الحرب التي يدفع ثمنها أكثر من 30 مليون يمني".

وعن إمكانية استمرار المعارك لفترة طويلة، يرى المصطفى أن "الرياض وأبوظبي نحو تعاون أكثر ومستمر، يحقق مصالح الطرفين، ويدعم قوات الشرعية اليمنية في الميدان، ويدفع الحوثيين نحو الكف عن الأعمال العدائية، والقبول بالحوار والحل السياسي".

وأوضح أن الدعم العسكري الأميركي يهدف "لإفهام كل من إيران وروسيا والصين وجميع القوى التي تتوقع وتخطط لاستلام أمور أمن هذه المنطقة في حال انسحاب الولايات المتحدة، بأن هذه المنطقة تدخل في صلب أولوياتها وبأن الإدارة الأميركية لن تنسحب كما فعلت في أفغانستان".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى