من واقع حال الجنوبيين وضبابية المشهد الراهن

> سأشعل مهجتي قبسا

لكل السائرين على طريق النور

زحفا في صحاري الزيف يشتعلون بحثا

عن جرام من شجاعة

سٲبني من عظامي

سلما للصاعدين

ٳلى سماء الحب

يقتنصون خيطا من جمال

وسط صحراء البشاعة (1)

كما نعلم إلى فترة غير بعيدة كانت دولة قطر مع الحق الجنوبي في مواقف صريحة ٲكدت عليها ٲكثر من شخصية سياسية قطرية ذات مستوى رفيع ومثالهم الشيخ حمد بن جاسم الذي شغل مناصب هامة في بلاده من أهمها أنه كان وزيرا للخارجية، وقد لفت انتباهي له لقاء متلفز في قناة "القبس" الكويتية كان قد ٲشار فيه إلى الظلم الفادح الذي تعرض له الجنوب بعد الوحدة على يد رئيس نظام صنعاء علي عبدالله صالح، وبالإمكان لمن يريد ٲن يعود لألى فيديو ذلك اللقاء بحسب موقع القناة الإليكتروني على الشبكة العنكبوتية حتى وٳن كان هذا اللقاء لا يقدم ولا يؤخر بالنسب لما اعتمل ويعتمل اليوم في المشهد الجنوبي لا سيما بعد حرب السبع السنوات العجاف ، ومع ذلك يبقى ذلك اللقاء شهادة سياسية و تاريخية لا تدين نظام الحكم في الـ ( ج.ع.ي) وحسب، بل أيضًا يدين الحكومة القطرية نفسها التي تغيرت مواقفها رسميا، لا.. بل وتجذرت مواقفها السياسية وتصلبت في اتجاه معاكس تجسد في دعم حزب الإصلاح الذي هو شريك الحكم في صنعاء الذي استخدامه المخلوع "صالح" كتجمع قبلي أولا وأخيرا ومن بنات أفكاره الشريرة وبامتياز لا يحسد عليه في ضرب الجنوب ودولته التي كانت النموذج الأمثل والحي ليس على مستوى الجزيرة العربية وحسب وإنما على مستوى الوطن العربي وبشهادة الجميع.

ٳن مات قدم ذكره غير خاف على أحد سوى فئة ضالة لا تزال رغم يقينها سلفا بأن "صالح" الذي كان يطلق عليه إعلامه الموتور ألقابًا شتى ومنها وأهمها لقب "الزعيم" ومرحلته التي انتهت غير أننا نجد اليوم هذه الفئة أكثر من أي وقت مضى -يروجون لتلك المرحلة العفاشية التي أسست لأسوأ نظام حكم فاسد وفاشل في المنطقة وبكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني ودلالات الفشل الذريع والهزيمة من داخلها قبل هزيمتها جماهيريا.

يبدو أن هذا النموذج العفاشي لم يستوعب الدرس بعد، ونراه يلعب بكل الأوراق التي يتوهم أنه ممسك بها هذا التيار الملكي أكثر من الملك وبوقاحة تثبت لنا أنهم وكما يطلق عليهم من قبل الحراك الجنوبي الحقيقي بأنهم "يتامى عفاش" الذين يمسكون بوهم القيادة ومصدقين أنفسهم أنهم ورثة الزعيم المغدور به على حد قولهم، وأنهم سيثبتون انتماءهم لمدرسته المهزومة بكل الوسائل ومن بينها وهي الأخطر عبر عودتهم من بوابة المجلس الانتقالي الجنوبي واختراقهم للمشروع الجنوبي الجديد وركوب موجة التسامح والتصالح عن طريق "الكلفته"، إذ نجدهم هنا وهناك في صدارة المشهد سياسيا وإعلاميا، وتلميع صورهم القبيحة التي عرفوا بها طيلة حكم عفاش، وأننا نجدهم في مفاصل الحكومة الشرعية وبغطاء إصلاحي، الأمر الذي جعل شرفاء الجنوب من الحراكيين الحقيقيين في حالة تهميش وإقصاء متعمدة ومما يثير تساؤلات عدة عن مصداقية التوجهات السياسية في المجلس الانتقالي الذي تتماهى مواقف بعض قياداته للأسف الشديد مع تلك التوجهات ونجد إشادة بهؤلاء ومنحهم الثقة في تحمل المسؤولية في بعض هيئاته على مستوى المركز والفروع في المحافظات للأسف الشديد.



الخلاصة

لهؤلاء الضبابيين في مواقفهم الارتدادية في المشهد الجنوبي أقول بكل صراحة إن استمراركم في هكذا سلوكيات هو نفاق سياسي غير محمود وله نتائج عكسية وسلبية وقد بدأنا نلمسها عن قرب من خلال تدمر الشارع الجنوبي وخاصة في محافظات عدن ولحج وأبين وبعبارات قاسية جدا تساوي بين هذه الشرعية المرفوضة بالإجماع وبين المجلس الانتقالي الجنوبي الذي وضع الجنوبيون آمالهم فيه للخلاص من كل ما يمت بصلة بنظام العهد المباد جملة وتفصيلا بعيدا عن عملية تلميعه وتجميله رغم أنف شعب الجنوب وكل أحراره.

خاتمة:

فمن ذا يا ترى

سيخوض معنا بحثنا

في وسط بيداء المطامع

عن مفاتيح الغد الٲبهى

ومدماك القناعة (2)



هامش:

(١1،(2):من قصيدة للشاعر الجنوبي د. عيدروس نصر ناصر بعنوان: (تبرع).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى