روضة الصهاريج.. تقاعس المسؤولين عن مشروع مدرسة الطويلة وفّر بديلًا سيئًا

> عدن«الأيام» فردوس العلمي:

> ضيوف لـ8 سنوات يعيقون أطفالًا من ممارسة حقهم الطبيعي..
ألعاب خُرِّبت ودوام قُلِّص إلى ساعتين.. والمبنى غير مهيئ لاستقبال طلاب التعليم الأساسي
1150 طالبة يدرسن في فصول 5x6 مخصصة لأطفال دون الخامسة


عندما تقف في باحة روضة الصهاريج يخيل إليك أنها مدرسة للتعليم الأساسي وليست روضة أطفال، فلا شيء فيها يدل على أنها روضة أطفال غير لوحة معلقة على مدخل الروضة.. كانت الساعة العاشرة والنصف صباحا ولا أطفال في الروضة، فالمتواجدين طالبات التعليم الأساسي للمرحلة الموحدة من سنه أولى إلى تاسع.

ثمان سنوات من المعاناة تعيشها إدارة وأطفال وروضة الصهاريج البالغ عددهم 252 طفلا وطفلة، يُسرق وقتهم ويضيع فلا يستطيع هؤلاء الأطفال التمتع والحصول على اللعب والتعلم ولا يستفيدون من دوامهم الدراسي غير ساعتين لا أكثر بسبب انشغال المبنى.

يتوافد الأطفال إلى الروضة ويبدأ دوامهم في السابعة والنصف، وفي تمام التاسعة والنصف يتعيّن عليهم مغادرة فصولهم وإخلاء الروضة ليحل غيرهم محلهم.


يتحمل أولياء الأمور عناء توفير الزي المخصص للروضة والأدوات، والأطفال أنفسهم يستيقظون في الصباح الباكر ليحصلوا على دوام مستقطع حصيلته ساعة ونصف، حيث أن ثلاثين دقيقة تضيع في الطابور الصباحي بداية اليوم.

فصول الروضة المهيئة للأطفال تحولت إلى فصول تتناسب لطلاب المرحلة الموحدة من الصف الأول إلى التاسع، والمبنى الذي يستوعب 252 طفلًا في ساعات الصباح الأولى، يكتظ بـ1150 طالبة من مدرسة الطويلة.

هؤلاء الطالبات شردن من مدرستهن التي أخليت لغرض الترميم، ليس العام الماضي ولا الذي سبقه، بل قبل ثمانية أعوام. "الأيام" كانت في زيارة إلى روضة الصهاريج ومبنى مدرسة الطويلة الذي مازال قيد التنفيذ، برفقة العقيد محمد حسين جارالله، رئيس الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي في صيرة، ومديرة مكتب التربية والتعليم مرفت حميد، والناشطة غادة المقبلي والناشط سمير الأبي للاطلاع على وضع المدرسة والروضة.


ولمعرفة أسباب تعرقل استكمال مشروع الترميم، سألنا مدير مدرسة الطويلة أ. بشير محمود عبدالرزاق، الذي أجاب "ثمان سنوات ومدرسة الطويلة في حالة ترميم لم يستكمل، وحاليًا نحن ضيوف في روضة الصهاريج، وهي صفوف مخصصة للأطفال من 3- 5 سنوات. في هذا المبنى تدرس طالبات مدرسة الطويلة من الصف الأول إلى التاسع في فصول مساحتها 5x6 .. نحن كتربويين نعلم بأن الحصة الدراسية لها شروط منها أن يستطيع المعلم التحرك في الفصل وتكون لديه مساحة كافية للحركة للفت انتباه الطلاب إلى جانب وجود الوسيلة التعليمية والمصادر وغيرها من الأشياء التي تساعد في إنجاح الحصة الدراسية كما ينبغي"

وأضاف: "الكل يشتكي من رداءة التعليم ونحن في مدرسة الطويلة تقييم العملية التعليمية أسوأ من الرديء، فنحن نعاني كثافة طلابية بالنظر إلى موقع الروضة في ضواحي مديرية صيرة حيث كثافة السكان والنازحين فهي من أكثر المناطق جدبًا للنازحين لرخص الإيجارات بسبب عدم وصول المياه إلى المنازل".


وأوضح مدير المدرسة بأن إجمالي عدد الطالبات في مدرسة الطويلة 1150 طالبة، يدرسن حاليًا في فصول ضيِّقة، إذ تجلس في الدرج الواحد ثلاث طالبات، محذرًا من عدم القدرة على الاستمرار بهذا الوضع لمدة أطول، "فهذا يؤثر سلبًا على الطالبات في عملية التحصيل الدراسي، إضافة إلى صعوبات أخرى نعانيها مثل نقص الكتاب المدرسي وعدم وجود غرف مصادر وعدم وجود مستودع للكتب والكثير من أساسيات التعليم الجيد".

ويتمنى من السلطة المحلية أن تسرع في استكمل بناء وترميم مدرسة الطويلة لما له من أهمية في التعليم ودعم مخرجاته.

بجولة في المدرسة التي هي في الأصل روضة، شوهدت وضعية جلوس الطالبات في الفصول الدراسية.. الفصول مزدحمة والطالبات محشورات فيها وكأنهن في "علب سردين"، طالبات اتخذن الأرض لتؤدي اختبارات الفصل الثاني وأخريات يستمعن للشرح في بيئة تعليمية لا تطاق، والبعض الآخر يجلسن خارج الفصل، حيث أنه بسبب الكثافة الطلابية يتعذر على المعلمات المرور بين الطالبات ما يجعلها واقفة في محلها طوال الحصة الدراسية دون حراك. وعلى الرغم من تحذيرات وزارة الصحة وتشديدها للاحتراز والعمل على التباعد إلا أن طالبات مدرسة الطويلة لا يستطعن الالتزام بهذه الاحترازات الطبية لضيق المساحة.


مديرة روضة الصهاريج أ. دنيا علي أمان، تحدثت بوجع عن الصعوبات التي تواجه روضة الصهاريج نتيجة لوجود طلاب مدرسة الطويلة التي طال أمد ترميمها وبقي طلابها يتلقون التعليم في مبنى روضة الصهاريج.

تقول أمان: "لا يوجد لدينا أي أسياسيات لمبنى روضة للأطفال بمعنى مبنى مهيئ للتعليم واللعب، فماذا تتوقعون حين تستبدل أدراج الأطفال ذات الحجم الصغير والطاولات الدائرية الملونة المناسبة للأطفال بأدراج ومقاعد كبيرة لا تتناسب مع سن أطفال الروضة ومهيئة لطلاب أكبر سنًا، ثمان سنوات وطلاب مدرسة الطويلة ضيوف في الروضة على أساس سيتم ترميم المدرسة ويعودوا إلى مدرستهم، مرت سنة واثنتين وثلاث حتى وصلنا إلى ثمان سنوات من المعاناة".


وتابعت: "يعاني أطفال الروضة الكثير من الصعوبات أهمها تقليص ساعات وقت التعليم واللعب الخاص بأي روضة، الدوام في الروضة تقلص إلى ساعتين فقط.. علينا إفراغ مبنى الروضة الساعة التاسعة والنصف صباحًا، وخلال ساعتين دوام يجب أن يلعب لأطفال ويتلقوا المهارات والمعلومات الجديدة، لكن يمر الوقت سريعًا الساعة الثامنة ننتهي من الطابور الصباحي والساعة التاسعة والنصف نغادر".

جانب آخر من معاناة أطفال الروضة تحدثت عنه المديرة بقولها:" لم يعد يستطيع الأطفال اللعب، فكل الألعاب الخاصة بالروضة تدهورت وتكسرت نتيجة لعب الطالبات الكبار فيها واستخدامها".


كما تحدثت عن احتياجات الروضة لمبنى خاص بأطفال من سنة 3 إلى 5 سنوات، وألعاب وأدراج ومقاعد تتناسب مع سن الأطفال "كل يوم معنا مشكلة حيث يصاب الأطفال بحالات إغماء بسبب الأدراج، يسقط الطفل من فوق الكرسي وهو يحاول أن يرى السبورة مما يؤدي إلى جرح رأس الطفل نتيجة سقوطه على الأرضية التي أصبح البلاط الذي بها غير مثبت عليها"، أوضحت.

وتناشد مديرة روضة الصهاريج، قيادة المحافظة وكل مسؤول في التربية ومكتب رياض الأطفال ومأمور المديرية بأن "ينفذوا زيارة إلى روضة الصهاريج لمشاهدة وضع الأطفال ويجدوا حلًا سريعًا للروضة وكذا لمدرسة الطويلة فنحن نعمل في ظروف استثنائية صعبة، ومستمرين بجهود جبارة من طاقم الروضة، وعلى الرغم من هذا عملنا لا يظهر لضيق الوقت الذي تعمل فيه الروضة".


وعبّرت مدير الروضة عن حزنها كون أطفال روضة الصهاريج، لم يحظوا بوقت كاف للعب والاستكشاف والتعلم، مختتمة حديثها بـ"أوجدوا حلولًا فهناك 252 طفلًا وطفلة يعانون الشتات ومحرومون من التعلم كأقرانهم".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى