مبادرة أممية مرتقبة.. هل تشكل بارقة أمل أو تعقيد مختلف لأزمة اليمن؟

> «الأيام» غرفة الأخبار

> ارتفعت وتيرة التحركات الدولية والأممية لوقف الحرب في اليمن وإنهاء أزمتها بصورة ملحوظة في الآونة الأخيرة، وسط تصاعد القتال داخل البلاد، ووصول مسيرات الحوثي إلى أبوظبي.

ومع استمرار العمليات العسكرية داخل اليمن وارتفاع نسبة الفقر في البلاد، كشف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس جروندبرغ، عن مبادرة أممية جديدة للخروج من الحرب تتمثل في "عملية متعددة المسارات" للتوسط بين الأطراف المتحاربة، وتشمل معالجة قضايا سياسية وأمنية واقتصادية.

ويبدو أن جروندبرغ متحمس لقطع طريق أطول نحو وقف الحرب الدائرة منذ مارس 2015، وسط عجز محلي وإقليمي ودولي في وقف القتال والتوجه نحو استعادة الحياة في اليمن الذي يشهد ترديًا في الخدمات والحياة.

ورأت صحيفة الخليج أونلاين الإلكترونية في تقرير نشرته أمس الجمعة أن اليمن شهد ركودًا سياسيًا خلال الأسابيع الماضية، إلى أن عادت التحركات الأممية مجددًا في سبيل إقناع أطراف الصراع للجلوس على طاولة الحوار والتفاهم.

وقال المبعوث الأممي إلى اليمن هانس جروندبرغ، الأربعاء الماضي خلال إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي، إنه يعمل الآن على تطوير إطار عمل سيحدد خطته للمضي قدمًا نحو تسوية سياسية شاملة، موضحًا أنه كجزء من هذا الجهد سيبدأ "سلسلة من المشاورات الثنائية المنظمة التي تهدف لتنظيم إطار العمل وإدخال تحسينات عليه".

وسبق أن كشف وزير الخارجية اليمني السابق أبو بكر القربي، وهو قيادي في حزب المؤتمر (التابع للرئيس الراحل علي عبد الله صالح)، أن المبعوث الأممي جروندبرغ بصدد إعداد مبادرة تعيد قرار إنهاء الحرب إلى أيدي اليمنيين بكافة قواهم الفاعلة.

وتزامنت هذه المبادرة مع إعلان الحوثيين عن تقديمهم رؤية إلى روسيا، حيث قال كبير مفاوضيها محمد عبد السلام، إن جماعته سلّمت روسيا رؤيتها للحل الإنساني بهدف "تهيئة الأجواء لوقف الحرب"، وذلك قبيل ساعات من انعقاد جلسة لمجلس الأمن الدولي حول التطورات في اليمن.

وذكر عبد السلام، في بيان مقتضب على "تويتر"، أن الرؤية التي سلمت للسفير الروسي لدى اليمن خاصة بالحل الإنساني فقط، بهدف "تخفيف معاناة الشعب اليمني، وتهيئة الأجواء لوقف الحرب، والدخول إلى عملية سياسية برعاية الأمم المتحدة". وسلم الحوثيون نسخة من الرؤية الجديدة للمبعوث الأممي جروندبرغ.

وتشير الرؤية الحوثية إلى تمسّك الجماعة بالملف الإنساني المتعلق برفع الحظر عن مطار صنعاء وميناء الحديدة في المقام الأول، من دون التطرق إلى الشق العسكري من الأزمة الخاص بوقف شامل للمعارك البرية والهجمات والغارات الجوية.

ولا يُعرف السبب وراء تسليم الحوثيين الرؤية الجديدة إلى الروس، لكن موسكو كثفت خلال الفترة الماضية تحركاتها للانخراط في الأزمة اليمنية، وذلك من خلال فتح قنوات عبر طهران مع الحوثيين، في مسعى منها لفرض معادلة أمام الحضور الأمريكي النشط في الملف اليمني.

الناشط السياسي اليمني أحمد هزاع يعتقد أن المبعوث الأممي الحالي "بدأ من الصفر كسابقيه"، مشيرًا إلى أن حديث جروندبرغ عن مبادرة ومشاورات جديدة "هي نفس البدايات للمبعوثين السابقين، والتي سرعان ما تنتهي بفشل في تقريب وجهات النظر".

ويرى أيضًا أن مليشيات الحوثي "ستفشل أيضًا أي تقارب أو حل سياسي"، مرجعًا ذلك إلى "تراخي المجتمع الدولي مع الحوثيين، وإعطائهم الغطاء لكل ما يحدث من قتل وتدمير في اليمن"، وفق قوله.

ويضيف في حديثه لـ"الخليج أونلاين": "لو كان المجتمع الدولي ومجلس الأمن صادقًا بكل تحركاته لما وصل بنا الحال إلى امتداد الحرب حتى الآن".

ويعيد تعليقه على حديث المبعوث حول المبادرة الأممية بقوله: "نسمع منذ سبع سنوات تطوير الخطط والقلق للمجتمع الدولي، ولكن لم نجد أي مؤشرات حقيقية لإنهاء الحرب في اليمن، الذي أصبح من أسوأ البلاد في العالم".

ويشير إلى ما سماه بـ"الفشل الذي ظهر به التحالف العربي في الحرب والسياسة، وكذلك الغياب التام للشرعية اليمنية التي أصبحت خارج أي تفاهمات أو اتفاقات".

ويعتقد أن قرار ما يحدث باليمن إلى جانب مليشيا الحوثي يقع بيد "السعودية والإمارات"، متوقعًا "فشل مهمة المبعوث الأممي الحالي ووصول مبعوث جديد بعد انتهاء مهمة الحالي، ليعود إلى ما بدأ به أسلافه".

وسبق للتحالف الذي تقوده السعودية وللحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا أن رفضوا الشروط المسبقة للحوثيين لحل الأزمة، حيث تم تأكيد أن حل القضية اليمنية لا يتم إلا من خلال منظومة واحدة لكافة الملفات العسكرية والإنسانية قبيل الدخول في النقاشات السياسية.

وفي مارس 2021، طرحت السعودية مبادرة لإنهاء الحرب في اليمن والتمهيد لمفاوضات تقود إلى حل سياسي لنزاع دخل عامه السابع، حيث سارعت الحكومة، المعترف بها دوليًا، إلى إعلان قبولها بمبادرة حليفتها الرياض، فيما رفض الحوثيون تلك المبادرة.

وفي جانب منها تركز مبادرة السعودية على البعد الإنساني، من خلال إعادة فتح مطار صنعاء (شمال) لرحلات إلى وجهات محددة، وإعادة فتح ميناء الحديدة (غرب) وتوجيه إيراداته لدفع رواتب الموظفين المقطوعة منذ نهاية العام 2016.

وحظيت المبادرة بترحيب عربي ودولي واسع، وجاءت متوائمة مع جهود كل من مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن السابق مارتن جريفيثس، والمبعوث الأمريكي تيموثي ليندركينج.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى