تاج: مشاورات الرياض هدفها مخرج للتحالف من مأزقه العسكري في اليمن

> عدن «الأيام» خاص

>
  • العبث بشؤون الجنوب سيفتح أبواب الجحيم على المنطقة بأسرها
  • أي حوار عن مستقبل الجنوب هو أمر حصري للشعب الجنوبي
> قال التجمع الديمقراطي الجنوبي "تاج" إن الهدف من مشاورات الرياض هو البحث عن مخرج للمأزق العسكري الذي وقع فيه التحالف العربي باليمن.

وأضاف تاج في بيان سياسي أصدره أمس أن المشاورات ستسعى إلى تسويات تتجاهل الحقوق القانونية لشعب الجنوب.

نص البيان
في الوقت الذي تجتاح كل مدن وقرى الجنوب العربي الأسير المجاعة والفوضى، تجري الترتيبات لعقد مؤتمر الحوار في الرياض، والذي دعي له خليط من المكونات والأشخاص في محاولة بائسة للإسراع في الخروج من المأزق الذي دخل فيه التحالف العربي في حملته العسكرية، وذلك عبر إجراء تسويات تتجاهل أبسط الحقوق القانونية لشعب الجنوب العربي ونضاله وتضحياته الجسيمة لثلاثة عقود مضت. إننا في التجمع الديمقراطي الجنوبي(تاج) ندرك مسبقًا أن الهدف من هذه الترتيبات الجارية، هو صناعة وتنصيب قيادة هزيلة لا تملك من أمرها شيئًا، لتتيح للطامعين بأراضي وثروات الجنوب بابًا مُشرعًا للعبث دون رادع، بل وتسعى لإعادة إنتاج فئة قبلية يمنية، تعيد احتلال الجنوب وتتاجر بثرواته وسيادته.

ونحن على أعتاب العام الثامن من الحرب، يحكم التحالف العربي قبضته العسكرية على الجنوب، ويفرض عليه حصارًا اقتصاديًا شاملًا، وسياسية تجويع جماعية، بل أن العسكريين الجنوبيين الذين حرروا الأرض الجنوبية (الأراضي المحررة) بحسب تعبير التحالف عوقبوا على تضحياتهم وجهودهم بقطع مرتباتهم وتجويعهم، لإجبارهم على التحول إلى الفساد كهرب من الواقع المصنوع والمفروض عليهم، وكل هذا أوصل الجنوب وشعبه إلى هذا الوضع الإنساني المأساوي الذي يزداد سوءًا وعلى كافة المستويات، كنتيجة طبيعة للممارسات الجائرة التي يتخذها كوسيلة لتركيع الشعب الجنوبي البطل، وفرض التسويات المنقوصة الهادفة إلى تقسيم الجنوب إلى "كنتونات" متحاربة، وفرض الوصاية عليها وانتهاك سيادة الجنوب واقتطاع أجزاء كبيرة من أراضيه.

لقد سعى التحالف العربي خلال السنوات السبع الماضية إلى تدمير البنى التحتية في هجمات عسكرية دون مبرر، وسعي إلى تعطيل المؤسسات الخدمية الضرورية، وإحلال المليشيات المتنازعة بدلًا عن مؤسستي الأمن والجيش، وأوكل المهام إلى الموالين له والفاسدين، فتحوّل الجنوب إلى غابة يحكمها ويديرها ويوجه مسارها المنتفعون من الحرب، ومنهم من يكثر الحديث حوله بولائه المباشر للسفير السعودي آل جابر، إن هؤلاء المنتفعين هم أقرب لمليشيات إرهابية وفرق للموت؛ بل ويتاجرون بالمخدرات وينهبون آثار الجنوب.

كما سعى التحالف صمتًا أو مشاركة إلى تصفية القيادات العسكرية والجنوبية المجربة والشريفة، ورجال الدين المعتدلين واحدًا بعد الآخر، وأطلق يده على ثروات الجنوب البترولية والغازية والذهب والأسماك بالشراكة مع شركات النهب الدولية، التي أمّنت للتحالف الدعم السياسي الدولي مقابل العبث بثروات الجنوب، وحول شعب الجنوب إلى متسولين لسلال التمر المنتهية الصلاحية، بعد أن عطل أنشطة المؤسسات الاقتصادية الهامة التي كان ولا يزال هو المسيطر عليها، كالموانئ والمطارات والمصانع ومصايد الأسماك ومصافي الزيت، في جريمة غير مسبوقة لم يتجرأ فعلها أي احتلال في دولة أخرى، بل وأعاد توجيه المساعدات والمعونات الدولية ليتم توزيعها على الفاسدين والمفسدين، ليتم تقاسمها بين أمراء الحرب من التحالف العربي وعملائهم في الجنوب.

لقد ارتفعت أصوات الجنوبيين في كل مكان احتجاجًا على هذه الممارسات غير القانونية واللاإنسانية التي تعدت حدود العقل والمنطق، وتجاهلت الآثار الكارثية التي سببتها تلك السياسية الإجرامية على شعب الجنوب دون وضع أي اعتبار لعلاقات وحقوق الجيرة ووشائج القربي والانتماء الديني، بعد أن تمكنت من إسكات من نصبوهم أولياء على شعب الجنوب دون أي شرعية أو أهلية تستند على حق يمكّن الجنوب من حل مشاكله المختلقة، فأغدقت عليهم الأموال ودججتهم بالسلاح لقمع وإسكات أي أصوات تصدح بالحق عن حقيقة ما يجري من الجوع والفقر والظلم.

لقد سخّر التحالف العربي كل جهده وماله لاحتواء أي تحرك شعبي جنوبي يطالب بحقه القانوني في استعادة دولته، والاستفادة من ثرواته وموارده الغزيرة بشتى السبل، فعلى الصعيد السياسي شهدنا مؤتمرين في الرياض والثالث على الأبواب، ومحادثات في الكويت وأخرى في إستكهولم، وكل نتائجها كانت بمثابة الملح، يصبه التحالف على الجروح الغائرة المشتعلة في الجسد الجنوبي المثخن.

هنا نؤكد أن موقفنا في التجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج)، أمام الله وأمام شعبنا والوطن الكليم، ونوجه رسالتنا أولًا للمتاجرين بدماء الشهداء من الجنوبيين الذي لا يهمهم سوى الحضور ليقبضوا الثمن ويملئوا جيبوهم المنتفخة دون أن يحركوا ساكنًا، لما يعانيه شعبنا من جور، ودون أية حمية وطنية لما تتعرض لها سيادة الجنوب وأراضيه وثرواته، التي تنهب ودولته التي يتم تفتيت أوصالها.

ورسالتنا الثانية هي للتحالف العربي الذي ناشدناه بحق الجورة والدين والعروبة وأكدنا على انتماءنا الاجتماعي الأصيل؛ بل نحن الأصل لهذه المنطقة وحذرنا من أن أي عبث بشؤون الجنوب سيفتح أبواب الجحيم على المنطقة بأسرها. ورسالتنا الثالثة للمبعوث الدولي والرباعية التي تدير ملف الجنوب واليمن نؤكد لهم تمسكنا بحقنا القانوني والتاريخي في استعادة دولتنا وتقرير مصيرنا وفقًا للمواثيق والقوانيين الدولية، وأن أي تجاوز لها لن يحل الأمن والاستقرار في المنطقة وسيعرض المصالح الدولية للخطر. نقول لهؤلاء جميعا إنكم تدركون أن شعبنا الجنوبي العربي على مدى ثلاثة عقود يكابد الويل، وقدم التضحيات الجسيمة في نضاله الطويل ومسيرته الكفاحية من أجل استعادة دولته والحفاظ على سيادته وحقه في التنمية والاستقرار مثله مثل شعوب العالم الأخرى، وأننا هنا نعبر عن غضبنا ورفضنا لهذه السياسية الظالمة والانتهاك الصارخ لحقوق شعب الجنوب، ونؤكد أننا لن نسامح ولن ننسى ولن نغفر وخاصة للعملاء والفاسدين المحليين الذين تجردت ضمائرهم وخانوا الوطن.

وعليه نسجّل:
أولًا: إن أي حوار متعلق بمستقبل الجنوب وأي تسويات هي شأن خالص لشعب الجنوب ولا يحق لاي مكون أو أفراد فرض وصايتهم على شعب الجنوب وتقرير مصيره.

ثانيًا: إن أي حوار متعلق بالشأن الجنوبي وأطراف الحرب في الجنوب واليمن والتحالف لابد أن يبدأ بشكل قانوني وصحيح، حيث يجري أولًا حوار جنوبي جنوبي يتم فيه التوافق ليس على قيادة وطنية شرعية فحسب؛ بل وعلى برنامج وطني وآلية عمل وصلاحيات محددة نتعاطى فيها مع هذه القضايا الاستراتيجية والمصيرية، وأن أي مؤتمر يجب أن يعقد داخل الوطن وليس في الفنادق.

ثالثًا: نرفض مسبقًا أي نتائج تتمخض عنها هذه المؤامرة، وننصح الحاضرين من الجنوبيين أن يكتفوا باستلام مخصصاتهم، وعدم التوقيع نيابة عن شعب الجنوب، لأن هذه جريمة لن تغتفر، وندعوهم لعدم تكرار جريمة وكارثة عام 1990م التي دفعنا ولا نزال ندفع ثمنها جميعًا حتى اللحظة من دمائنا وقوتنا ومستقبل أجيالنا القادمة.

رابعًا: رسالة نوجها لشعب الجنوب المكلوم، ندعوه للانتفاضة والرفض المطلق لهذه المؤامرة الدنيئة وسياسة التجويع والتركيع وشراء الذمم والانتهاك للسيادة، فقد حان الوقت لأن يشكل شعبنا قيادته بعيدًا عن الوصاية ومصادرة الإرادة، فالانتفاضة كفيلة بكنس كل هذه الأطراف، وقد جربتنا قوات الاحتلال اليمني وبريطانيا العظمى وأن الصمت لن يزيدنا إلا جوعًا وإذلالًا.

خامسًا: لنعد للشعب الجنوبي زخمه، وللثورة الجنوبية شعلتها، وللقضية الجنوبية ومبادئها وأهدافها رونقها، وليكن شعارنا في مليونياتنا القادمة (القضية الجنوبية أولا).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى