صالح الحميدي وكتابه.. الحاكم المسخرة بين المزمار والمبخرة

> كتاب الزميل الصحفي صالح الحميدي من أوائل الإصدارات، وربما الثاني فيما قرأت بعد كتاب الزميل منصور الجرادي "النكت في الثورة اليمنية".

الصحفي القدير صالح الحميدي يعتكف لفترة زمنية غير قصيرة يترصد النكت السياسية والحشوش في المصطلح اليمني، والذي تزخر به مقايل القات في المدن: عدن وإب وتعز والحديدة وبالأخص صنعاء، فمدن حضرموت من حسن حظها لم تعرف "التخزين" تسمية مضغ القات إلا مؤخرا، وإن كان نصيبها من النكت والظرف وافر وغزير النكتة، والحشوش سلاح اليمنيين "الاستراتيجي" في مواجهة الطغيان والفساد كليًا الجبروت والقدرة يقع الكتاب الصغير نسبيا في 222 صفحة مزدان بالرسوم الكاريكاتورية وهي لون آخر من الهزء بالحكام الطغام المفسدين في الأرض.

يشتمل الكتاب على تقديم ومقدمة وثمانية فصول وملحق صور وخاتمة "وأخيرا نقول" إضافة إلى المصادر.

النكت في اليمن ربما قديمة قدم الظلم، والفرح أحيانا لأن الفرح قليل حد الندرة في حياة اليمنيين بسبب طغيان حكامهم من المهد إلى اللحد أو من "اللحد إلى اللحد".

مصر رائدة في مجال النكتة والسخرية من الحاكمين شعرا ونثرا وكاريكاتورا والمدن العربية لها إبداعات شكاتها وسخرياتها من الطغاة الصغار كما يسميهم الشاعر محمد الفيتوري.

استمعت حد الضحك الباكي من التدوين الذكي والأسلوب الأدبي الراقي للعزيز ابن الحميدي. يهدي الكتاب الرائع إلى أبيه الذي علمه درس الصبر وما أعظمه من درس وإلى أمه المزهر الفرح في عينيها وإلى زوجته وأولاده: خلدون، ذو النون، وزيدون، و ريم، وريام.

الذين يرى فيهم فرحته.

الكتابة هنا ليست أكثر من تحية صدور كتاب يرصد ويتابع التحدي المقاوم بالنكتة والكاريكاتور وهما سلاحان لا يستهان بهما أقوى وأصدق من كذب الرصاص، فكاريكاتور صلاح جاهين في مطلع الستينات من القرن الماضي نجم عنه تهديد بإحراق دار مجلة روز اليوسف، وكاريكاتور ناجي العلي في السياسة الكويتية عن "رشيدة مهران" نجم عنه طرده من الكويت خلال ساعات ثم مقتله في لندن: أما ضحايا النكت في اليمن، فحدث ولا حرج. الزميلان منصور الجرادي وصالح الحميدي فتحا نافذة على فن رائع وباسل حد التضحية والفداء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى