مشاهدات وانطباعات عن اليوم الأول لمشاورات الرياض

> بإيجاز يمكن أن نستعرض ما شاهدته اليوم الأول بهذه المشاورات التي يرعاها مجلس التعاون الخليجي، التي خصصت كلها لإلقاء كلمات أممية وخليجية وأمريكية، بالآتي:

فيما يتعلق بالتنظيم والترتيبات لم تكن على المستوى المتوقع، ولأن تفاصيل هذا الأمر لا يهم الكثيرين الذين يتطلعون لمعرفة ما هو أهم، فسنكتفي بالقول إن الترتيبات كانت سيئة للغاية من كل الجوانب، من قبل الوصول إلى قاعة المشاورات، بل من قبل وصول معظم الضيوف إلى الرياض، وأثناء وجودهم بالقاعة في مشهد يستعصي معه فهم أن هذه المشاورات دعا لها وأقامها وأشرف عليها مجلس كبير كمجلس التعاون الخليجي.

- غياب الرئيس هادي ونائبه ورئيس حكومته عن فعالية مهمة للغاية كفعالية هذه المشاورات فتح الباب على مصراعيه أمام عدة تكهنات من بينها أن التحالف يهيء للإطاحة بهما وتقديمهما قرابين على مذبح التسوية القادمة، خصوصًا إذا ما ظلت الأمور تسير نحو التهدئة وتصاعد مستوى الثقة بين التحالف والحوثيين الذين من ضمن شروطهم لأي تسوية قادمة إزاحة هادي ونائبه من المشهد، وقد أعلنوا قبل أيام وقف إطلاق النار وتبادل أسرى في تنامٍ مطرد نحو الوصول إلى وقف الحرب مع الحوثيين والتسوية معهم، ومن جانبه أعلن التحالف وقف عملياته الحربية.

- يبدو من خلال كلمات ونقاشات المبعوث الأممي وممثل الولايات المتحدة لليمن وأمين عام مجلس التعاون الخليجي ونقاشاتهم مع الحضور أن جميعها تشي بأن ثمة تفاهمات وترتيبات قد تم الاتفاق عليها بالكواليس، ولم يبق سوى إخراجها للعلن بطريقة الحبكة الدرامية التي نشاهدها أمام أعيننا، ونعني هنا تحديدا بما يتعلق بالتسوية السياسية مع الحوثيين وهيكلة الشرعية ومستقبل القضية الجنوبية التي بدت مغيبة عن عمد بكلمات المشار إليهم آنفا، فتغييب هذه القضية هو رغبة خليجية بذات مستوى الرغبة الشمالية، فباستثناء ما تم طرحه من الجنوبيين حول الشأن الجنوبي بجلسة اليوم الأول على مسامع ممثلي أمريكا والمبعوث الدولي وأمين عام مجلس التعاون فقد غابت هذه القضية تماما في كلمات هذه الجهات، وإن تطرقوا لها بعد ذلك فهو على مضض، وإذعانا للأصوات الجنوبية التي تعالت بحِدة داخل القاعة.

- كل الأطراف الشمالية والجنوبية يتوجسون مما يجري، فالانتقائي برغم مشاركته بفريق تفاوضي كبير إلا أنه يرى أن رأس القضية الجنوبية أصبح مطلوبًا من التحالف بذات القدر الذي يطلبه الإصلاح، وهذا الأخير يرى أن ثمة مؤامرة تستهدفه وتستهدف الوحدة اليمنية، وتسعى لإعادة المؤتمر الشعبي العام إلى الواجهة على حساب حضوره.

- المؤتمر الشعبي العام برغم ما يظهر به بعض قادته من حالة الزهو والاستقواء بالتحالف للعودة لواجهة المشهد إلا أن كثيرًا من قادته وكوادره تتملكهم الريبة مما جري.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى