أبين...عادات أصيلة عصفت بها رياح الأزمات السياسية والاقتصادية

> زنجبار «الأيام» سالم حيدرة صالح:

>
تتميز مديريات المنطقة الوسطى، لودر ومودية ومكيراس والوضيع في أبين بعادات رمضانية لها نكهة خاصة في الشهر الكريم عن باقي مديريات المحافظة غير أن هذه العادات بدأت تندثر وتتوارى على الأنظار نتيجة الظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها المواطنون في هذه المديريات والتي أثرت سلبًا على الكثير من العادات والتقاليد في استقبال شهر رمضان المبارك، لا سيما بعد الوحدة المشؤومة التي غيرت التركيبة الاجتماعية الجنوبية وأدخلت الفقر إلى كل منزل جنوبي بعد أن كان ينعم بالعيش والاستقرار وتوفير الاحتياجات، فالمواطن هو من يدفع الثمن.

ومديريات المنطقة الوسطى بأبين هي عنوان لعزة البدوي الأصيل المقاوم صاحب التقاليد المرتبطة بالمجتمع الأبيني الجنوبي، أما اليوم فقد اندثرت الكثير من العادات والتقاليد وأصيبت في مقتل نتيجة الظروف الصعبة وغلاء أسعار السلع الاستهلاكية والغاز المنزلي والمياه والخدمات وغيرها مما يثقل كاهل المواطنين وغيرت الكثير من العادات والتقاليد التي لم يشهدها المجتمع البدوي الأصيل صاحب القيم والتقاليد، فأصبح الكثيرون يتحسرون عن الماضي لما له من ذكريات جميلة في شهر رمضان المبارك.


وهناك عادات مرتبطة بالشهر الفضيل تبدأ بالاستعداد وشراء الاحتياجات، كما وتظهر بقوة مظاهر التآلف والتراحم التي يرى الكثيرون أنها اندثرت نتيجة التغييرات التي صاحبت الوحدة المشؤومة وتحولت إلى كابوس، مؤكدين أن العادات الأصيلة في الشهر الكريم مهددة بالانقراض بعد أن اختلط الحابل بالنابل وأصبحت الأسر تسير على البركة في جوع وفقر مدقع.


وكانت النساء يحرصن على شراء أدوات الطبخ الجديدة مع قدوم كل رمضان، بينما اليوم صَعُب على كثير من الأسر شراء ما يطبخ لا ما يطبخ به، نتيجة تردي الأحوال الاقتصادية والممارسات السياسية الخاطئة تجاه محافظات الجنوب.

وقال الشخصية الاجتماعية الهدار حفيظ، أن ما يثير الجدل في مديريات المنطقة الوسطى أن العادات والتقاليد في شهر رمضان المبارك قد اندثرت وأصبحت من الماضي على الرغم من أصالة المواطن في هذه المديريات وأصبح الشهر الكريم لم يعد له ذاك الاهتمام من قبل الأسر بعد أن أصيبت بالإحباط.

وأكد الهدّار أن الكثير من العادات والتقاليد في مديريات المنطقة الوسطى "قد اختفت لم نشاهد منها إلا القليل في هذا الزمن الصعب الذي ضاعت فيه المبادئ وأصبح البعض يفكر في الكسب غير المشروع متناسيا أن هناك أشخاصًا بحاجة لفتة إنسانية، العادات القديمة يبدو أنها لن تعود.. أتذكر أننا كنا نأخذ إفطارنا ونجلس مع بعصنا البعض ونوزع على الجيران بعض المأكولات أما اليوم فلم يعد من الممكن فعل ذلك والأسباب معلومة".

المواطن جمال الهبة سعيد، قال إن: "لرمضان عادات وتقاليد في مديريات المنطقة الوسطى تميزها عن غيرها منذ آلاف السنين، ويغلب عليها جميعا صفات التراحم والتكافل بين الأسر والجيران، ويعد الأهالي رمضان موسما لأعمال الخير والصداقات ومساعدة الأسر الفقيرة، إلى جانب حرصهم على إحياء ليالي الشهر الفضيل بالسمر والذكر والقربات إلى الله".


وأضاف: "الأوضاع الأمنية وحوادث القتل حالت دون جلسات السمر خلال الشهر الكريم، كما أن الأوضاع الاقتصادية المتمثلة بغلاء الأسعار وانقطاع المرتبات وانهيار العملة حدت من أعمال الخير والتكافل بل أن المواطن أصبح يبحث عما يكفي أهل بيته، وهذا فيه إهمال للعادات المتجذرة في هذا الشعب وينذر بانتهاء التقاليد المميزة له والتي عمرها مئات السنين".

بدوره قال الشخصية الاجتماعية حسين محمد البهام، إن "أنواع الطعام كانت بسيطة والعصيد والمخلم على رأس المائدة نظرا لبساطة الناس وسوالفهم كون ذاك الزمن له نكهة خاصة حيث تستعد الأسر لاستقبال الشهر الكريم بالتهاليل والتكبيرات ويسهر الجميع في لياليه، وكل ما أتمناه الآن أن تعم روح المحبة والسلام والتسامح بين أفراد المجتمع وأن يبتعد البعض عن الكراهية والتعصب وأن يسود الأمن والأمان والاستقرار والتراحم في كافة شهر السنة وبين الجميع".


وأكد الأستاذ الخضر معرج، أن لشهر رمضان المبارك عادات وتقاليد راسخة منذ القدم لكن في السنوات الأخيرة بدأت هذه العادات تتوارى على الأنظار لعدة أسباب نتيجة الأوضاع المعيشية التي يمر بها المواطن، مشيرا إلى أن بعض العادات لازالت موجودة منها السمر والتراحم والتسابق لتقديم الأعمال الخيرية ومساعدة الفقراء والعطف عليهم لكنه يخشى من ضعف الإقدام عليها.

من جانبه قال المواطن ياسر مهدي أحمد: "في الشهر الكريم تشاهد أعمدة الدخان في العصر تتصاعد من كل بيت في أرياف المنطقة الوسطى وتتسابق النساء في طهي الذرة والفطيرة على المطاحن الخاصة من الحجار الذي توارثتها العديد من الأسر من الآباء والأجداد لكن مثل هكذا عادات وتقاليد بدأت بالاندثار في زمن الوحدة الذي أضاعت كل شيء وأوصلت الفقر إلى كل منزل وبيت في أبين خاصة والجنوب عامة وهي التي تربت على النظام والقانون أيام دولة الجنوب قبل أن يضيع الجمل بما حمل".


وأوضح الحاج ناصر صالح عبدالله، أن رمضان زمان كان له مذاق خاص من خلال التسابق لاستقباله من قبل المواطنين في مديريات المنطقة الوسطى من خلال التهليل والتكبير وتحرص الأسر على شراء كل الاحتياجات وكان التآخي والتراحم بين الأسر والتجابر والسمر والإفطار الجماعي في أحد المنازل بما لذ وطاب، إلى أن أتت الوحدة ودمرت كل ما هو جميل. "العادات والأيام الملاح في الزمن الجميل راحت وبقي الفقر والجوع وحتى الرحمة والعطف على الغلابى والمعدمين لم نشاهده اصبح البعض نفسي نفسي لا يفكر في هؤلاء المحتاجين والمجتمع قاسي إلا من رحم الله".



> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى