​وقـفـات تـأملية..

> الجِـبَـالُ

يقولُ ربُّنا سبحانه في القرآنِ الكريمِ: ((وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّآءً فُرَاتاً)) [المرسلات: 27] .

ويقول عز وجل: ((أَفَلاَ يَنظُرُونَ إِلَى الإبل كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السمآء كَيْفَ رُفِعَتْ * وإلى الجبال كَيْفَ نُصِبَتْ)) [الغاشية: 17-19] .

نحن مدعوُّون بنصِّ الآياتِ الكريمةِ إلَى النظرِ إلى الجبالِ كيف نُصِبَتْ، فإنّ هذه الآياتِ في القرآنِ الكريمِ تتحدث عن الجبالِ.

الجبلُ وَتِدٌ، ثُلُثَاهُ مغروسٌ في الأرضِ عَبْرَ طبقاتِها المتعددةِ، ويشيرُ اللهُ سبحانه وتعالى في قوله: ((أَلَمْ نَجْعَلِ الأرض مهادا * والجبال أَوْتَادا)) إلى أنّ هذا الجبلَ الذي تراه عينُك إنما ترى منه الثلثَ الظاهرَ، وله ثُلُثانِ تحتَ الأرضِ، فكلُّ جبلٍ ثُلُثه فوقَ الأرضِ، وثلثاه تحتَها، فجبالُ هِمَالايَا التي فيها أعلى قمة، وهي قمة إيفرست 8880م، هذا هو الثلثُ الظاهرُ، ولكنَّ ضِعْفَي هذا الارتفاعِ مغروزٌ تحتَ الأرضِ كالوتِد، مِن هنا قال تعالى: ((والجبال أَرْسَاهَا * مَتَاعاً لَّكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ)) [النازعات: 32-33] .

الجِـبَـال
الجِـبَـال
وهناك معنى ثالثٌ: قال تعالى: ((والله جَعَلَ لَكُمْ مِّمَّا خَلَقَ ظِلاَلاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنَ الجبال أَكْنَاناً)) [النحل: 81] ، فالسلاسلُ الجَبَلِيّةُ التي على السواحلِ تجعلُ المنطقةَ التي خَلْفَها منطقةً جافَّةً، وليستْ رطبةً، ومنطقة هادئة، وليست منطقةَ رياحٍ عاتيةٍ، فلو ذهبتَ إلى مدينة حمصَ لرأيتَ أنَّ الأشجارَ كلَّها مائلةٌ نحو الشرق، لوجودِ فتحةٍ بين سلسلتي الجبالِ المنصوبةِ على السواحلِ جبال اللاذقية وجبال لبنان، فالجبالُ في هذه الآيةِ جَعَلَها اللهُ أكناناً، قال سبحانه وتعالى: ((والله جَعَلَ لَكُمْ مِّمَّا خَلَقَ ظِلاَلاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنَ الجبال أَكْنَاناً)) ، فتبدُّلُ الطَّقسِ والمناخِ متعلِّقٌ بالجبالِ، وبفتحاتِها، لأنّها مَصَدّاتٌ للرياحِ، تصدُّها، وتُوقِفُها.

معنى رابعٌ: قال تعالى: ((وَهُوَ الذي مَدَّ الأرض وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِىَ وَأَنْهَارا)) [الرعد: 3] ، فالعلاقةُ بين الأنهارِ والجبالِ هي أنّ الجبالَ مستودعاتٌ للأنهارِ، ((وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِىَ وَأَنْهَارًا)) .

قال العلماءُ: "الجبالُ تُضاعِفُ مساحةَ الأرضِ أربعةَ أضعافٍ، فلو أخذتَ المساحةَ التي يشغلُها الجبلُ لكانتْ أَقَلَّ مِن مجموعِ سطوحِه بخمسةِ أجزاء، فهذه الجبالُ تضاعِفُ المساحاتِ، وتُلَطِّفُ الأجواءَ، ولها وظائفُ لا يعلمُها إلا اللهُ"، لذلك يقول ربُّنا سبحانه وتعالى: ((أَفَلاَ يَنظُرُونَ إِلَى الإبل كَيْفَ
خُلِقَتْ * وَإِلَى السمآء كَيْفَ رُفِعَتْ * وإلى الجبال كَيْفَ نُصِبَت))[الغاشية: 17-19]

ألَا يَستَحقُّ ذلك تأملًا..؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى