صحيفة عٌمان: ضعف الجانب السّياسيّ والأمني في اليمن بات يهدد المنطقة

> «الأيام» غرفة الأخبار

>
اعتبرت صحيفة عمان الصادرة في مسقط أن ضعف الجانب السّياسيّ والأمني في اليمن خطر يهدد المنطقة برمتها، مشيرة إلى أن دول الجوار خذلت اليمن وحولت أراضي هذا البلد مسرحًا لحرب طائفية.

وقالت الصحيفة في مقال كتبه بدر العبري المتخصص بقضايا التقارب الإنساني ومؤلف كتاب «فقه التطرف»، "إن سلطنة عمان بذلت منذ فترة مبكرة من بداية الحرب في حلّ الأزمة سلميّا، والجلوس على طاولة الحوار وليس الاحتراب، واليوم بعد هذه السّنوات العجاف أدرك الجميع أنّ ضعف الجانب السّياسيّ والأمني في اليمن بات يهدد المنطقة ككل؛ لأنّ اليمن جزء لا ينفصل عن المنطقة، لما تشكله اليمن من تأثير جغرافيّ وبشريّ واقتصاديّ ومعرفيّ وحضاريّ مرتبط بالمنطقة ككل".

وأضاف الكاتب "بلاد الجوار لم يهتّموا بالإنسان اليمنيّ كإنسان بقدر ما اهتّموا بمصالحهم السّياسيّة والطّائفيّة، وهذه مشكلتنا في الحقيقة، تقديم المصالح السّياسيّة والمذهبيّة على ذات الإنسان، مع أنّ دول الجوار بإمكانها رفع ذات الإنسان اليمنيّ، والوقوف معه منذ فترة طويلة، وأمّا من الخارج، أي من دول الجوار خصوصًا، وما قرر في اجتماع الرّياض من الانتقال من لغة الاحتراب إلى لغة الإحياء، فدول المنطقة بحاجة أن تتعاون اليوم أكثر ممّا مضى، وبعد تجربة الحرب، وما قبل الحرب؛ أن تتعاون في إحياء اليمن، وليس اليمن فحسب بل المجتمع العربيّ ككل؛ فبحاجة أن نتجاوز لغة الاعتداد والتّميز القُطريّ، ومحاولة التّرؤس على الآخر، وكأننا نعيش تلك القبائل المتناحرة، والمعتدّة بذاتها".

وتابع "إنّ إحياء أي جزء عربيّ هو إحياء للمنطقة ككل، ولا يمكن الإحياء للبنيان والطّرق والجسور قبل إحياء الإنسان، وبما أنّ اليمن اليوم من أشدّ الدّول العربيّة ظلما وتراجعًا؛ لزم أن تكون لغة الإحياء هي السّائدة اليوم في التّعاون إيجابيّا في تعزيز الوحدة السّياسيّة لهذا البلد، والوقوف معه إيجابيًا للانتقال إلى حالة الاستقرار والبناء والنّهضة كغيره من دول المنطقة".

واردف "المستفيد من استقرار اليمن هي المنطقة ككل، وليس اليمن وحدها فحسب، والاستفادة تتعدى الاستفادة الأمنيّة إلى الاستفادة الاقتصاديّة والسّياحيّة والمعرفيّة والمواهبيّة الإبداعيّة، فضلًا عن الطّاقة البشريّة اليمنيّة، والّتي بذاتها عنصر ثراء؛ ليس لليمن فحسب، بل للمنطقة جميعًا، خصوصًا مع المشترك التّأريخيّ والثّقافيّ والحضاريّ مع اليمن، والّذي لا يتمايز مع دول الجوار، إلا في بعض الخصوصيّات المشكلة للتّعدديّة، وهي عنصر ثراء في ذاتها أيضا".

وقال "إنني متفائل كثيرًا بمستقبل اليمن القريب، بعد هذه التّجربة المرة الّتي مر بها هذا القطر، بيد أنّ التّفاؤل بمعزل عن العمل لا قيمة له، لهذا على العقلاء في اليمن ابتداء، وفي المنطقة عمومًا، أن يتعاونوا في الانتقال إلى مرحلة الإحياء، ابتداء من قلم المثقف والكاتب والشّاعر والعالم قبل السّياسيّ، لما يشكله هذا القلم إذا استقل بذاته من ثقل في الواقع السّياسيّ ذاته".

واختتم "أرجو بعد اجتماع الرّياض لا أن تكون مرحلة هدنة بقدر ما هي مرحلة انتقال من حال الاحتراب إلى حال الإحياء، وأرجو أن أرى اليمن من شمالها إلى جنوبها كما عهدت وهي مفخرة العرب في التّنوّع الحضاريّ والفنيّ والثّقافي والجغرافيّ والسّياحيّ، فلا أقل أن نعيش هذا اليوم ونرى الإنسان اليمنيّ مكرمًا معزّزًا بذاته اليمنيّة الواحدة، المبنيّة على ذاته وماهيّته الإنسانيّة كغيره تمامًا، وما ذلك على اليمن السّعيد ببعيد".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى