​الاختلاف ممنوع والتفكير خطيئة

>
حين يصبح الاختلاف ممنوعا والتفكير خطيئة والسمع والطاعة لا مفر منهما، فإن الحرية والكرامة والرأي الآخر يتم دفنهم بأيدي صناع الموت، ومن هنا فإن مناخ الأزمات سيظل يسود في البلاد عند كل منعطف وفي كل الأوقات.

لقد توقف الوطن كثيراً عن التنمية وسقط بجراحه وما أكثر الدماء التي سقطت من أجله، إلا أن في كل قطرة دم تسقط من أبنائه يسقط الوطن من قاع إلى قاع أسفل.

إن أعلى فريضة وطنية أن يكشف القادة السياسيون والحكام والعارفون ببواطن ودهاليز السياسة للناس ما الذي يدور، بحيث لا يعلم الناس عن أحوالهم إلا ما يظهر على السطح، وقد يكون السطح مختلفًا ومخالفًا لما هو في باطنه.

إن الناس في البلاد لا تعرف ما الذي يدور في أروقة التحالف وما يخفى من أوراقه وأفكاره، حيت لا يعلم بها حتى من هم في فلكها من السياسيين والعسكريين شماليين أو جنوبيين.

ولا غرو أن قلنا إن عبادة إبداء الرأي دون الخضوع للخنوع سيبرز فينا مشاعر الخلاف والاختلاف لكنه يصب في خانة الحرية والكرامة، وأن التعتيم في استمراء البعض لموقفهم وغياب المصارحة للناس.

فالناس يتملكها العجب والتساؤل مما يجهلون هناك من يرفض وهناك من يستكين، ولا يخدعنك قولهم إن الأمور ينبغي لها أن تكون في السر.

إن مصالح الناس ينبغي لها أن تكون علنا وعلى رؤوس الأشهاد، ليس هناك تعايش وسط نقيضين كما أنه لا يوجد طريق ثالث، إما الوقوع مجدداً في غرام الوحدة وإما الخلاص والهرب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى