ما لا نتوقعة في المشهد القادم

> التطورات الأخيرة التي عصفت بالمشهد السياسي على الساحة اليمنية أثارت الكثير من التساؤلات حولها بين من تفاءل اخير وبين من توجس تخوفا من تبعات تلك التطورات وانعكاساته على القضية الجنوبية، وفي مقالنا هذا نسلط الأضواء حول تلك التطورات على أمل أن يقف أبناء الجنوب الخيرون، وقفة جادة ويبحثون بشكل مكثف تبعات تلك التطورات على الجنوب، فإلى النقاط المطروحة في مقالنا، وذلك على النحو الآتي.

1 - الرئاسة اليمنية السابقة والحكومة هي امتداد لمنظومة حكم صنعاء الفاسد (عفاش)، وثقافة الفساد اتسعت رقعتها بشكل كبير جدا، ومبدأ الثواب والعقاب مفقود خلال السنوات الماضية، وجملة التغييرات الأخيرة لا تخرج عن إطار استمرارية منظومة الفساد، وليس هناك بصيص أمل في المحاسبة لناهبي الثروات، ومصادرة آبار النفط الشخصية، ومحاسبة العابثين بالمال العام في مختلف الوزارات، ومسألة الشعارات المرفوعة حاليًا بتحسين الأوضاع الاقتصادية واعتبارها أولوية قصوى هو للاستهلاك الإعلامي وتخدير جماهير الشعب، وحرب الخدمات في الجنوب يسير بوتيرة متسارعة وليس هناك خطوات جادة لصرف مرتبات الجيش والأمن الجنوبي.

2 - هل التغييرات التي حصلت في 7 أبريل والخروج بمجلس رئاسي للجمهورية اليمنية (4 للشمال و4 للجنوب)، ونتائج المشاورات اليمنية اليمنية في كافة المحاور التي طرحتها الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي والتي ما زالت مبهمة ولم تنشر حتى الآن، هل تلك في صالح الجنوب وتخدم تطلعات شعب الجنوب في استعادة دولته وعاصمتها عدن؟ لا سيما أن المجلس الرئاسي الجديد طرحت له مهمة اجراء المباحثات مع سلطة الأمر الواقع في صنعاء وإحلال السلام وإنهاء الحرب.

3 - المملكة العربية السعودية بعد عجزها عن تحقيق أي انتصارات في إعادة شرعية الرئيس هادي إلى صنعاء بعد حرب دامية لـ 7 سنوات وللخروج من المأزق اليمني اتخذت مسارا دعت من خلاله بعض الأطراف اليمنية الموالين للشرعية ودول التحالف في اجتماعات مكثفة سميت بالمشاركات اليمنية اليمنية، وعبر الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي خلال الفترة (29 مارس إلى 7 أبريل)، وقبل انتهاء أعمال المشاورات قامت السعودية بأحداث التغييرات في رأس السلطة الشرعية اليمنية، وأعلنت عنها في فجر يوم الخميس 7 أبريل 2022م، وبذلك تكون السعودية قد جمعت كل التيارات السياسية والعسكرية في إطار المجلس الرئاسي القيادي المكون من رئيس للمجلس و7 نواب له، وأبعدت نفسها من المستنقع اليمني، ليتحمل اليمنيون مسؤولية إحلال السلام في اليمن، وقامت السعودية بنقل كل القيادات والوزارات التي كانت تعمل من الرياض إلى عدن العاصمة المؤقتة للدولة اليمنية.

4 - هل كل الخطوات التي اتخذت في المشهد السياسي اليمني سيقضي لإحلال السلام وانتهاء الحرب الطاحنة بين الأخوة الاعداء، البعض من قيادات المجلس الرئاسي القيادي يتحدث عن فترة زمنية لإنهاء الحرب سلما أو حربا، وفي اعتقادي أن هذه الفترة الزمنية ستطول لسنوات، فإذا كان التحالف الداعم لشرعية هادي قد عجز عن إعادة هادي وحكومته إلى صنعاء بالرغم من الإمكانيات الهائلة لتلك الدول، والاستخدام المفرط للقوة النيرانية للطيران الحربي، والتي شملت كل محافظات الشمال، فكيف للوحدات العسكرية المجتمعة في إطار قيادة المجلس الجديد وهي لا تمتلك طائرة حربية واحدة تسند القوات البرية، إضافة إلى أن غالبية تلك القوات العسكرية والتي تندرج ضمن ولائها لقيادات عسكرية (الأحمر والحوثة).

5 - أنصار الله سيظل محتفظا بقوته العسكرية الصاروخية والطائرات المسيرة المفخخة، كسلاح أثبت فعاليته في توازن قوات الردع مع السعودية باستهداف عمق أراضيها وضربات موجعة وكذا الإمارات هي الأخرى التي تعرضت لزخات من تلك الصواريخ والطائرات المسيرة المفخخة والهدنة التي تقرر العمل بها لشهرين واستمرار الخروقات في الداخل اليمني، المهم السعودية تضمن عدم تعرض أراضيها لضربات حوثية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى