ووترجيت اليمن

> الأرقام وحدها من لا تكذب ولا تتجمل، وعندما تخرج لسانها تكون أصدق أنباء من الكتب.. الحرب في اليمن أنتجت طبقتين متناقضتين:

طبقة أرستقراطية تمتلك المال وكل شيء، وطبقة مسحوقة تنام على الحديدة، تمتلك الفقر المدقع ولا شيء غيره.

هاربون من الواجب يناضلون في الفنادق ويتكسبون من عرق مآسينا ويغتنون من دمائنا ومعنوياتنا التي هي أصلا في الحضيض، ومحاربون في الداخل يموتون في الجبهات فقراء، يتركون خلفهم أسرا معدمة لا تملك حتى ثمن الستر.

ناس تعيش في الخارج حياة الملوك والأمراء وقد كانوا في الداخل قبل الحرب إما صعاليك للنظام، أو مجرد طرشان أشبه بثيران الله في برسيمه، وناس تصارع الحياة الضنكا القاسية في الداخل حيث لا رحمة ولا مقومات دولة ولا أمن وأمان ولا رواتب تمنحهم رمق الحياة.

الأرقام وحدها تكشف عورة هذه الحرب التي تستهدف أبطال الجنوب أولا وأخيرا، وتقول بالصوت والصورة وشاهد الحال: إن تجارة الحرب في اليمن تحولت إلى مغنم لأمراء حروب يبنون إمبراطوريات مالية مشبوهة في الخارج، فيما الشعب المترب يموت من الجوع والفاقة.

لو دقق التحالف العربي في تلك الأرقام المخيفة سيكتشف بالفعل أنه أمام فضيحة لا تختلف عن فضيحة (ووترجيت).

هناك الوجه القذر لهذه الحرب التي تشهد الكثير من الخيانات والكثير من مخرجي التشويق الهتشكوكي.

كيف أصبح هؤلاء الرعاع الفارين من جحيم الحرب فجأة أغنياء يمتلكون المصانع والفلل والمطاعم الفخمة والمنتجعات والعقارات في تركيا ومصر وقطر وحتى السعودية والإمارات؟

لو راجع التحالف سلسلة تلك الأرقام التي تتراقص على جماجم فقراء الداخل لشن حملة إصلاح سياسي واسعة النطاق، تبدأ بسؤال لصوص الحرب من أين لكم كل هذا؟ ولا تنتهي عند تنظيف الملعب السياسي من مخلفات وأذناب وزراء يلعبون على كل الحبال.

في أميركا اعتدل ميزان الانتخابات بعد فضيحة (ووترجيت) سيئة الصيت، فمتى يعتدل ميزان التحالف ويتخلص من بقايا سقط المتاع؟

قصر الكلام: كلما طالت الحرب كلما تضخمت ثروة تجار المشاريع المشبوهة التي تعادي الجنوب والتحالف معا، يقابلها ازدهار غير مسبوق للمقابر في الجنوب بالذات، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى