ألفت الدبعي وحملات الإساءة

> منذ عدة أعوام تتعرض د.ألفت الدبعي الأستاذة الأكاديمية، عالمة الاجتماع، والناشطة السياسية، والداعية المدافعة عن الحريات والحقوق، وإحدى قيادات مسيرة الحياة المنطلقة سيرًا على الأقدام من تعز إلى صنعاء، للإساءة والتجريح، كما تعرض شباب وشابات المسيرة للقمع والقتل على أبواب صنعاء. كانت ألفت الدبعي وبشرى المقطري نجمتي هذه المسيرة. يستفهم القرآن بالأسلوب الاستنكاري: (وإذا الموءدة سئلت بأي ذنب قتلت؟!) كصنيع الجاهلية الأولى.

المرأة المثقفة الداعية للحرية والمدافعة عن المساواة والحقوق في اليمن وفي القرن الواحد والعشرين تتعرض للوأد الأخلاقي والأدبي والسياسي كامتداد لوأد الجاهلية الأولى إن لم يكن أبشع وأشنع.

في خمسينيات القرن الماضي شهدت عدن بداية التفتح والازدهار في الحياة. بدأت فتيات عدن بالالتحاق بالمدارس، وبدأت المشاركة في الحوار الثقافي والأدبي والسياسي. ظهرت الداعية الأولى رضية إحسان الله ومعها صفيناز خليفة ورضية شمشير وثريا منقوش، وأخريات كثر.

دار حوار وخلاف في الصحف والمجلات العدنية، وبالأخض بين المفكر التقدمي عبد الله عبد الرزاق باذيب والفقيهين الكبيرين الواعظين محمد سالم البيحاني وباحمييش، ولكنه كان حوارًا تأسيسيًا يتسم بقدر من الأدب الراقي، والبحث عن الإقناع، والالتزام بأداب الحوار، أما وأد الجاهلية الجديدة وحوار الدعاة الجدد؛ فغايته التجريح والتشكيك، والتعريض بالقيم والأخلاق، ومس الخصوصية.

شعرت بالسعادة لدفاع الأستاذ والمفكر السياسي على محسن حميد عن الدكتورة ألفت الدبعي التي تقدم الأنموذج والمثل للمرأة اليمنية المدافعة عن المساواة والحريات والحقوق، كما حزنت للوم الدكتور عادل الشجاع، وهو القلم الشجاع، للأستاذة جميلة علي رجا التي تمردت على الوظيفة والحزب، ونزلت إلى ميدان الستين كرمز من رموز الربيع العربي. المصيبة أن التيار الإسلامي السني والشيعي هم قادة الوأد الجديد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى