​5 فرص و4 تحديات للوحدة والانفصال والتفكك دويلات

> القاهرة/عدن «الأيام» خاص

> مركز الأهرام يضع خارطة طريق للمشهد السياسي اليمني
> نشر مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، في وقت متأخر مساء الإثنين، ورقة بحثية حول تحولات المشهد السياسي اليمني سماها (الفرص.. التحديات.. آفاق المستقبل).

الورقة التي أصدرها د. حسنين توفيق إبراهيم أستاذ العلوم السياسية بجامعة زايد بدولة الإمارات حددت ثلاث سيناريوهات لمستقبل الأوضاع في اليمن خلال الأجلين القصير والمتوسط على الأقل، حيث السيناريو الأول معني بكيفية إنهاء الحرب وإحلال السلام مع العمل من أجل مواجهة مشكلات ما بعد الصراع. وثانيها، سيناريو الهزيمة العسكرية للحوثيين. وثالثها، سيناريو استمرار الصراع في دولة متصدعة.

وقدم الباحث عرضًا لملامح وشروط كل من هذه السيناريوهات بشيء من التفصيل. ففي السيناريو الأول يقول حول إنهاء الحرب وإحلال السلام أن الأمر يتمثل بأهم شروط تحقيق هذا السيناريو، وهو في "قدرة مجلس القيادة الرئاسي على ترسيخ وحدته الداخلية، بحيث لا تكون هناك أي انشقاقات أو انقسامات داخله، تصيبه بالشلل والجمود، فضلًا عن قدرته على القيام بمهامه بفاعلية وكفاءة، وبخاصة فيما يتعلق بتوحيد القوات المسلحة تحت رايته، وإصلاح أجهزة الدولة ومؤسساتها، وبلورة رؤى وسياسات للتعامل مع الحوثيين سلمًا أو حربًا. فهذا يمثل في حد ذاته عنصر ردع للجماعة. ومن شروطه أيضًا تجاوب الحوثيين مع الجهود التي يقوم بها المبعوث الأممي إلى اليمن من أجل إطلاق مفاوضات سياسية تفضي إلى سلام دائم وشامل".

ووفقًا للباحث "ثمّة عوامل يمكن أن تدفع الحوثيين إلى التجاوب مع هذه الجهود، منها إدراكهم بأن ميزان القوة لم يعد في صالحهم بعد أن تم تجميع كل الكيانات السياسية والعسكرية المنخرطة في الحرب ضدهم تحت هيكل قيادي واحد، حيث اعتادوا توظيف الانقسامات التي عانى منها معسكر الشرعية في عهد الرئيس هادي لصالحهم، فضلًا عن تكثيف الضغوط الدولية على الحوثيين للانخراط بجدية في مفاوضات السلام، لا سيما وأن ممارساتهم باتت تشكل تهديدًا للملاحة البحرية والأمن العالمي للطاقة". وبالإضافة إلى ذلك، فإن منع عمليات تهريب الأسلحة إلى الحوثيين أو الحد منها سوف يكون له تأثيره بهذا الخصوص. ويمكن في هذا المقام الإشارة إلى الدور الذي يمكن أن تقوم به القوة العسكرية متعددة الجنسيات التي أعلنت البحرية الأمريكية عن تشكليها مؤخرًا، والمنوط بها مواجهة التهديدات في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن. فمن بين مهام هذه القوة مواجهة تهديدات الحوثيين، فضلًا عن دورها في محاربة عمليات تهريب الأسلحة إليهم.

وأكد أن استمرار الدعم الإقليمي والدولي لليمن، وبخاصة فيما يتعلق بالدعم المالي المطلوب لمعالجة بعض المشكلات الاقتصادية والاجتماعية الحادة والمتزامنة، يمثل أحد الشروط الهامة لتحقيق هذا السيناريو. وبالإضافة إلى ذلك، فإن التوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني قد يدفع طهران إلى تبني مواقف أكثر إيجابية بخصوص حث الحوثيين على الانخراط بجدية في العملية السياسية.

وعن السيناريو الثاني: إلحاق هزيمة عسكرية ساحقة بالحوثيين استند الباحث بهذا السيناريو إلى فرضية انهيار الهدنة المؤقتة أو عدم تمديدها بسبب تعنت الحوثيين، وقيامهم باستغلال فترة الهدنة من أجل إعادة حشد قواتهم تحضيرًا لجولة جديدة من الحرب. مضيفًا إنه وفي ظل هذا السيناريو سوف تنتهي جهود ومحاولات التسوية السياسية للأزمة اليمنية التي يقوم بها المبعوث الأممي وغيره إلى طريق مسدود.

وأرجع بهذا الصدد بأن أمام مجلس القيادة الرئاسي "سوى اللجوء إلى الخيار العسكري لحسم المواجهة مع الحوثيين وإلحاق هزيمة ساحقة بهم. وهذا يعني التدمير الكامل أو شبه الكامل لقدراتهم العسكرية، وبخاصة بنية التصنيع العسكري لديهم، وتحرير صنعاء وغيرها من المحافظات الشمالية من قبضتهم، ومن ثم عودة أجهزة الدولة ومؤسسات الحكم إلى ممارسة مهامها من صنعاء، فضلًا عن منع عمليات تهريب الأسلحة للحوثيين".

أما السيناريو الثالث: استمرار الصراع في دولة متصدعة فقد أكدت الورقة أنه يستند إلى فرضية إخفاق مجلس القيادة الرئاسي في القيام بمسؤولياته على الوجه المطلوب، وتعرضه لانشقاقات أو انقسامات داخلية حادة تؤثر على أدائه وتهز شرعيته. وإذا حدث ذلك، فإن المجلس سوف يكون بمثابة استمرارية بدرجة أو بأخرى لحقبة الرئيس هادي. وسوف يصب هذا الوضع في مصلحة الحوثيين على الأقل من خلال استمرار سيطرتهم على معظم شمال اليمن.

وأوضح الباحث رؤيتها لهذا الجانب قائلا "في ظل هذا السيناريو سوف تتحول الحرب في اليمن إلى صراع ممتد، بحيث يشهد مراحل صعود وهبوط، وتنخرط فيه قوى وتنظيمات عديدة على جبهات مختلفة. وسوف يرتبط هذا الصراع بخريطة معقدة من الانقسامات الطائفية والقبلية والمناطقية والسياسية، وهي انقسامات تعمقت خلال سنوات الحرب، فضلًا عن استمرار التدخلات الخارجية من قبل قوى إقليمية ودولية في الشأن اليمني".

وتابع القول: "سوف يكون من الصعب في ظل هذا السيناريو استعادة وحدة الدولة اليمينة، حيث سيترسخ واقع الانقسام القائم حاليًا، ويصبح هو صورة المستقبل بالنسبة لليمن. فالدولة اليمنية تعرضت للتصدع والانهيار خلال سنوات الحرب، حيث باتت منقسمة إلى خمسة كانتونات. فالحوثيون يسيطرون على معظم المحافظات الشمالية، فيما تسيطر الحكومة الشرعية على مناطق في مأرب والجوف والمهرة وشبوة وأبين وتعز وشمال حضرموت. ويسيطر المجلس الانتقالي الجنوبي على مناطق في عدن ومحيطها، فيما تقع المناطق الواقعة على ساحل البحر الأحمر تحت سيطرة قوات المقاومة الوطنية بصفة رئيسية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن هناك سلطات محلية تسيطر على ساحل حضرموت. وعلى ضوء ذلك، سوف يستمر اليمن في ظل هذا السيناريو كدولة متصدعة على غرار النموذج الصومالي بكل ما يترتب على ذلك من تداعيات كارثية. فالدولة المتصدعة تمثل بيئة ملائمة لظهور وتمدد الفاعلين المسلحين من غير الدول بما في ذلك التنظيمات الجهادية الإرهابية وعصابات الجريمة المنظمة. وإذا كان الشعب اليمني يعاني حاليًا من كارثة إنسانية، فإن الأوضاع سوف تصبح أكثر تفاقمًا مع استمرار الصراع".
كما حددت الورقة البحثية خمس فرص على الأقل متاحة لمجلس القيادة الرئاسي الجديد، بالإضافة إلى أربع تحديات قد تؤثر على فاعلية المجلس في ممارسة اختصاصاته، وتحقيق الأهداف المنوطة به.

النص الكامل للورقة البحثية على عنوان الرابط أدناه..

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى