هل تستثني واشنطن "الذراع السياسية" للحرس الثوري من قوائم الإرهاب؟

>
​التقى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، بوزير خارجية أوكرانيا دميتري كوليبا.

وتم خلال اللقاء مناقشة مستجدات الأزمة في أوكرانيا، مع التأكيد على دعم المملكة لكل ما يسهم في خفض حدة التصعيد وحماية المدنيين والسعي الجاد نحو الحلول السياسية التفاوضية، ولكافة الجهود الدولية الرامية لحل الأزمة سياسيا.

حذرت مصادر إسرائيلية، اليوم الأربعاء، من أن الضغوط التي مارستها تل أبيب على واشنطن بشأن التراجع عن خطوة إخراج الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية ربما لن تثمر نتائج إيجابية.

ونقلت صحيفة ”معاريف“ العبرية عن مايكل أورين، الذي شغل في الماضي منصب سفير إسرائيل في واشنطن، قوله إن لديه معلومات بأن ثمة تجاها أمريكيا لتقسيم الحرس الثوري الإيراني إلى قسمين، الأول سياسي، وسيتم استبعاده من قوائم الإرهاب، والثاني تنفيذي، سيظل داخل القوائم على أساس أنشطته التي توصف بالإرهابية.

وسمى السفير الإسرائيلي السابق المصادر التي أبلغته تلك المعلومات بأنها ”مصادر عربية في واشنطن“، دون أن يكشف هويتها.

وتقوم تلك الرؤية، وفق ما أشار أورين، على أساس أن دولا أوروبية فاعلة تصر على التوسط بين الجانبين الأمريكي والإيراني من أجل المضي نحو توقيع اتفاق نووي، والعودة إلى المفاوضات، التي تم تعليقها في آذار/ مارس الماضي.

وقدر أن واشنطن في نهاية المطاف ستضطر لقبول تلك التسوية، وأن جزءا فاعلا من الحرس الثوري الإيراني سيصبح خارج قائمة الإرهاب.

واشترطت إيران إخراج الحرس الثوري من قوائم الإرهاب قبل أن توقع على أي اتفاق نووي، وأعطت الولايات المتحدة الأمريكية في المقابل إشارات تؤشر على نيتها التعاطي بشكل إيجابي مع هذا الشرط، بيد أنها غيرت موقفها بعد ذلك، بفعل الضغوط الإسرائيلية على الأرجح.

وعادت الولايات المتحدة وجمدت تلك الخطوة، التي أصبحت في إطار وضع من عدم اليقين، ويقول أورين إن واشنطن ”لم تندم على التراجع، حتى ولو قوض الأمر استئناف الاتفاق النووي، إذ اقتنعت أن هذا الاتفاق سيدفع إيران بالفعل لإعادة التموضع كقوة مسؤولة، وسيقوض قدراتها النووية“.

ويعني ذلك من وجهة نظر واشنطن أنه لا حاجة لإخراج الحرس الثوري الإيراني من قوائم الإرهاب، إذا سيؤدي الاتفاق النووي إلى توقفه عن الأنشطة التي من شأنها أن تزعزع المنطقة من منطلق المسؤوليات الإيرانية إزاء المجتمع الدولي.

لكن من وراء الكواليس، يقول السفير السابق إن دولا أوروبية تمارس ضغوطا من أجل استئناف المفاوضات التي توقفت في مارس الماضي، وتوقيع الاتفاق النووي، وتريد التوسط بين طهران وواشنطن في هذا الصدد.

وتنص الرؤية الأوروبية، وفق السفير والمصادر التي أبلغته، على تقسيم الحرس الثوري إلى فئتين، مثلما أشير آنفا، ومن ثم اقتراح إخراج الذراع السياسية من قوائم الإرهاب والإبقاء على الذراع التنفيذية.

يشار إلى أن الأيام القليلة الماضية شهدت أنباء عن قبول طهران بحلول وسط، نسبت لنائب رئيس مجلس الوزراء القطري، الذي أشار لصحيفة ”هاندلسبلات“ الألمانية إلى أن القيادة الإيرانية ”أخبرت الدوحة أنها مستعدة لحل وسط فيما يتعلق بالاتفاق النووي“.

وعلقت وزارة الخارجية الإيرانية بنفي هذه الأنباء، وقالت ”إن واشنطن تعرف ما يجب فعله لجعل مفاوضات فيينا مثمرة“.

ويفترض أن التصريح الإيراني يتعلق بمسألة إخراج الحرس الثوري من قوائم الإرهاب بشكل كامل.

وشهد شهر مارس الماضي هجوما إسرائيليا حادا ضد احتمالية استجابة الولايات المتحدة الأمريكية لمطالب طهران بشأن إخراج الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية.

وتصدر هذا الملف اجتماع الحكومة الإسرائيلية الأسبوعي، في الـ20 من مارس الماضي، وأعرب وزراء بحكومة نفتالي بينيت عن حالة من القلق الشديد، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن إسرائيل ”لديها قلق عميق من نوايا واشنطن الاستجابة للمطالب الإيرانية الوقحة“.

وقبل ذلك، أصدر بينيت بيانا مشتركا مع وزير خارجيته يائير لابيد، دانا خلاله الحديث عن إمكانية إخراج الحرس الثوري من قائمة الإرهاب، جاء فيه أن ”الحرس الثوري يعد المنظمة الإرهابية القاتلة الكبرى في العالم“.

وأضاف ”الآن أيضا، المنظمة الإرهابية التي تسمى الحرس الثوري تحاول اغتيال إسرائيليين وأمريكيين بعينهم في أنحاء العالم“.

وانتقد البيان السياسات الأمريكية، ورأى أن واشنطن ”تصر على توقيع اتفاق نووي مع إيران بأي ثمن، حتى ولو مقابل القول إن المنظمة الإرهابية الكبرى في العالم ليست منظمة إرهابية“، معتبرا أن الخطوة تشكل ثمنا ”باهظا جدا“.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى