الجامع الحضرمي في زمن السبعة

> على هامش ما تناقلت الأنباء الواردة التي تحملها ريح الشمال لي، قرأنا أن مؤتمر حضرموت الجامع عقد بهيئتيه الرئاسة والأمانة اجتماعا مشتركا بعد فترة قطيعة شابها كثير من الاستفهامات، في ظل ما يطرح اليوم على هذا المؤتمر بعد سنوات من تأسيسه وما رافقه من زخم وعاطفة وثورية واقتحامه ظروفا صعبة من حيث البنية السياسة والشعبية الحضرمية وما يغتلي في بركانها آنذاك، والترقب الكبير الذي خيم على المجتمع الحضرمي في الداخل والخارج في كيف سيخرج الوليد، وما هي مخرجات هذا كله، تتوالى الحكاية ولها قصة أخرى.

في هذا الاجتماع الذي حضرته وجوه دسمة وزعماء غلاظ شداد من قياداته وكانت هناك إيجابية لذيذة الطعم والفهم وتلزمهم بها ووضعت أو انتزعت من الدسم أعتقد أنها حس بما ذكر في البيان ما يلي "شدد الشيخ عمرو بن حبريش على ضرورة تفعيل مؤتمر الجامع الحضرمي بهيئاته المختلفة وتعزيز العمل المؤسسي المواكب للمرحلة الجديدة "، وهذا ما كتب أو قيل على لسان رئيسه نفسه، وحتى نستوفي كل شيء بما له وعليه، فإن هذا خبر مفرح، ولائق وجدير بأن يتحول المؤتمر الجامع إلى العمل المؤسسي وتفعيل الهيئات، وهذا ما نشأ عليه أصلا، ولكنه ظل محط جدل ونزاع، بل خلافات داخل بوابته وخارجها، لأنه انتزع وأفرغ منه المؤتمر الجامع، ولم يواكب العمل المؤسسي وتفعيل الهيئات حركة الجامع إطلاقًا طوال السنوات المنصرمة، وتحت وقع النقد والجدل والمطالبة بعودة هياكل وجوهر المؤتمر، تراخت أشياء كثيرة وحدثت انقلابات وانشقاقات فادحة وموجعة أضرت بالجامع وهزت أحواله وانتزعت منه بعضا من سمعته وملامحه الجميلة التي ولدت معه.

لعلنا لا نكذب أنفسنا هنا، ولعلنا أيضًا نواكب ما طرحه من أسطر في مقدمة بيانه اليوم أو أمس، إنما هي للخبراء والسياسيين والمتابعين يعتبر مكسبًا لصالح الجامع إذا صدق أولا، واعتمدت تطبيقا وترجمة في أعماله وعلاقاته معنا أولا ومع الآخرين، وأن يتغير، شكل وجوهر العمل من خاص إلى عام ومن مزاجية إلى عقلانية، ومن عشوائية في اختيار المبعوثين والممثلين والأشخاص والكفاءات والجديرين والعدل والإنصاف في اختيار المندوبين للمشاركة عن الجامع وإتاحة الفرصة لتجديد الوجوه والأسماء وتجنب التكرار وطريقة البعير والمعصرة، أو حفنة مقربين وإجحاف الغير من دون مبرر إلا زيادة حدة الخلافات وتأكيد أنها صح داخل الجامع، وأن ما حدث من انشقاقات هي ردت فعل طبيعة وجبت دراستها وتحليلها وأخذ نتائجها للتعلم والفهم ليس إلا، وفي ما ورد أيضا أن الهيئتين ناقشتا الأوضاع القاسية والشديدة في سوء الخدمات في الكهرباء.. إلخ، وهذا ما جدواه إذا؟ لا يلحق بتفسير موضح لنا جميعنا وهم معنا يشاهدون هذا أمام أعينهم من سنوات ويزداد التردي إلى الأسوأ، فما هو جدوى هذا اليوم أو أنه هو كما قال المثل عندنا (ما نفع الطعم تحت العقبة). وفي ظل هذه الظروف أن يبشرنا الجامع وهيئته بالروح المتفائلة فيهم وأن يرحبوا بدعوة المجلس الرئاسي بعودة عمل المجالس المحلية في المحافظات كأحد الحلول التي تشكل ضبط وربط في الحكم المحلي وهو ما فاتهم وأتمنى أن أكون مخطئًا هنا.

ما شرحناه هو مطلوب ليس كلاما ولكن فعلا وتطبيقا ولا بد من أن نلمسه، مع أننا مقتنعون بأن ما كتب صعب المنال أن يصل إلينا نحن دعاة المؤسستين ودعاة التفعيل والتجديد ودعاة بقاء المؤتمر برغم رهافته وتصدعه من شدة الانشقاقات، نحن هؤلاء من خارج الانتهازية والوصولية والربحية، ولا شك معنا كل قيادة المؤتمر الجامع والشرفاء فيه ومخلصيه ومن اجتهد في التأسيس وحافظ بكلتي يديه حتى لا يسقط المبنى وينهار.

نعم كنا يومذاك نعرف أننا نؤسس لمؤسستين ديمقراطية وتعاونية اجتماعية سياسة حقوقية كبرى، تستوعب الجميع وان لا يغدر بها نرجسي أو متعالي وألا تكون جسرا للقفز والمناصب والسباق والتفرقة والوصولية.

أما اليوم ورغم ما كتب هذا في أول البيان نتمنى أن يدلنا عليه أحدهم حتى نعرف الطريق ولا نتوه مرة أخرى في زمن السبعة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى