الغذاء العالمي والمتاجرة بأرواح الأسر

> موضوع الغذاء العالمي، والذي هو عبارة عن مواد "مؤنة" غذائية في بداية الأمر، وتحولت بعد ذلك إلى مواد عينة مالية، يتم صرفها شهرًا من الغذاء العالمي.

المواد الغذائية المؤنة التي كانت تصل إلى الأسر التي شملها برنامج الغذاء العالمي هي مواد غير صالحة للاستهلاك البشري، وهي تعطى للمواشي والأغنام في المحافظات المستهدفة على سبيل المثال مثل محافظة شبوة، وكانت فيها كمية فساد وتلاعب كبير جدًا من قبل التاجر المخول في إيصال تلك "المواد" إلى الأسر المستهدفة، وقد أثبت ذلك الفساد والتلاعب في كثير من المحافظات المستهدفة.

اليوم بعد فترة زمنية قصيرة ووجيزة في محافظات (شبوة - أبين - لحج)، من اعتماد وتحويل المؤنة الغذائية إلى مواد عينة مالية، تتم إعادة تلك المؤنة الغذائية غير الصالحة للاستهلاك البشري مجددًا في تلك المحافظات، ويراد تطبيق ذلك على محافظة عدن أيضًا.

إعادة ذلك الفساد والتلاعب يضع منظمة الغذاء العالمي في فوهة المتاجرة بأرواح تلك الأسر الفقيرة المستهدفة، وإعادتهم إلى المربع الأول والسابق، وذلك مقابل عمولات من "التاجر المخول" في إيصال تلك المواد الغذائية المؤنة التي لا تضمن حق تلك الأسر.

فليس من المعقول أن تتحول المنحة المالية المقدمة من الغذاء العالمي من 30 ألفًا كحد أدنى، ويصل إلى ما يقارب 90 ألفًا وأكثر من ذلك تقريبًا كحد أعلى إلى جونية بر غير صالحة للاستهلاك البشري تالفة ودبة زيت صغير، كل ذلك لا يقبله عقل ولا منطق، ويكفي الشعب ما هو فيه من أوجاع ومعاناة الناس لا تحتمل المزيد.

إن المواد العينة المالية هي أكثر فائدة للأسر الفقيرة المستهدفة، وأكثر مصداقية وشفافية للبرنامج، وتخلو من التلاعب وصور الفساد، لأنها تسلم إلى المستفيد مباشرة، وتعود عليه بالنفع والفائدة، ويحقق بها البرنامج أهدافه، بعكس المواد الغذائية المؤنة التي يتخللها التلاعب وصور الفساد بشتى الوسائل والطرق والأساليب، وقد لوحظ ذلك، وسبب الكثير من المشكلات في كل المحافظات المستهدفة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى