كل هذه الخناجر لمن؟

> أشفق، على نفسي وأنا أتابع كثرة هذه الخناجر التي تحمل وتطعن في شخص الرجل الحضرمي، التكنوقراط سالم صالح بن بريك وزير المالية الحالي، وبقدر هذا الإشفاق لأني قد أبديت نصيحتي أكثر من مرة، أنه ما من حضرمي يتولى منصبًا في حكومة ما، فهو لصالحها ويجعلها صاحبة شرع وشرعية ويضع ناموسًا لها عند من هم بلا ناموس ولا يعرفونه أصلًا.

أشفق على حملة هذه الخناجر والأبواق ومكبرات الصوت التي تدعي فساد وسرقة أموال وخزائن ومليارات امتدت إليها يد حضرمي من دون كل الحضارم؛ إلا لأنه شغل وأخذ في رقبته وأمانته وفي جبينه أمام الناس والشمس والنهار أنه وزير المالية، وفي زمن تهافت عليها غيره وأرادها، الإصلاح أولًا، ورجال التحرير الجدد ثانيًا، والمتذبذبون ثالثًا، ولصوص البنك المركزي ومصافي عدن وشركة بترول مسيلة، كل هؤلاء هم من يحوم حول مبنى المالية من قبل، وليس منذ لحظة أن جهروا بصوتهم أن سالم صالح بن بريك ليس لابسًا ثوبهم ولا يناسب زمنهم ولا يصلح قطعًا مع لحظة الثواني التي تفصل بين الباب والملثمون في طرف الشارع المقابل الذين يخفون المطاوي والخناجر والقنابل في أحذيتهم وتحت الملابس المسمومة.

في زمن مضى كتبت أنه إذا أردتم ألا تسرق البلد ولُّوا عليها حضارم، وقلت واجعلوا كل الوزراء حضارم، ومازلت.

وفي زمن وحين أحسست أن هناك من يحوم حوله هو ذاته، قلت ولم أتردد، حسبك يا أخي؛ أيها الوزير أتركها لهم وارمي هذه القمامة في وجوه القوم فالزمن زمن اللصوص، وكل من سار معهم متهم، وأعترف أنه غضب مني وقال وأمانتنا أين نضعها؟ نحن لها..

وذات شتاء كنت مع صديق سياسي مخضرم في بلد عربي وقال لي ردًّا حول زعم توليه منصب كبير في حضرموت، إن اللصوص جاهزين للتصدي له وتلويث حتى شهادات أبنائه وجهدهم، وكان واضح في ظل احتدام المتهافتين من سياسيي الأحزاب والكتل ورجال المافيات الشرعية وأخواتها حول خزائن المالية، حول مشاريع الشرعية، حول اقتسام الشمال والجنوب، وحول اقتسام الجنوب أيضًا.

وما هو الثمن ومن يدفع به لسرقة البنك المركزي ومن ثم رميه لصنعاء مرة أخرى، من هو ضحيتكم القادمة؟ قطعًا ليس الرجل النبيل سالم صالح بن بريك، وقطعًا ليس هو كعادتكم برمي من تحبون من الحضارم وصب نير غضب صراعاتكم عليه.

هو واحد ممن ابتعدوا عن الخلافات وترك لكم الصراع كله، هو واحد من الذين حيثما تريده أن يصلح لك عطبًا بماكينة الإدارة فهو جاهز ورجلها الأجدر، تعلمون سرًا أنه قد سبقه والده قبله، فقد حملها ملايين صافية ووضعها تحت تصرف الدولة كميزانية للجيش البدوي الحضرمي، وذكر في سجلات التاريخ فخرًا، أقول سرًا ابحثوا عمن سرق البنك الشرقي المحدود وملايينه بالمكلا قبل خمسين عامًا، حينها وقطعًا هو بينكم، وحتمًا ليس بينهم اسم سالم صالح بن بريك، يامن تتصارعون أمام بوابة البنك المركزي ووزارة المالية حاضرًا.

أعيدوا خناجركم، فمازال الصراع طويلًا، وكم أشفق عليكم من شراسته ومن دمائه وضحاياه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى